تعدُّ لين خوري سوبرة، التي تتطلع إلى تثقيف المنطقة في مجال مستحضرات التجميل النظيفة، شخصيةً ثوريَّة في الشرق الأوسط؛ فبعد أن افتتحت متجراً لها في قلب بيروت باسم لينز أبوثيكاري [أو صيدلية لين]، وصل تأثيرها لما هو أبعد من تلك المدينة. ومع الكشف عن حقيقة ما يقبع خلف ما نستعمله على أجسامنا ووجوهنا، ستبحثين عمَّا هو أبعد من المنتجات العضوية والطبيعية وتلك التي تبدأ مواصفاتها بعبارة ’خالية من‘.
ما الذي جذبك إلى عالم الجَمال؟
كنتُ على الدوام عاشقة لمستحضرات التجميل كمستهلكة، ومنذ عدة سنوات قرَّرت ترك عملي في الأمم المتحدة واتخاذ المهنةٍ التي كنتُ شغوفةً بها. ما تزال عائلة زوجي تعمل في مجال الخدمات التجميلية منذ نحو 15 عاماً، وقد أغراني هذا العالم وبدأتُ استكشاف الجوانب المتعددة لهذه الصناعة. وأثناء رحلةٍ قمتُ بها إلى ميامي، وجدت مصادفةً مجموعة مكياج نظيفة من علامة لم أسمع بها قط، ولكن جذبتني رسالتها حول المنتجات الطبيعية مئة بالمئة ذات النتائج الفعَّالة. وبعد استعمالي لها، أسرتني على الفور حيث غيَّرت بشرتي وكامل تجربتي في العناية بالبشرة. لقد أصبحت مفتونةً بها، وبدأت إجراء الأبحاث حول هذا الموضوع، وعندها اكتشفت العالم المذهل لمستحضرات التجميل النظيفة.
إنها مجموعة من العلامات الصاعدة تغيِّر وجه صناعة التجميل، وتبتكر منتجات ليست فقط آمنة، بل وذات نتائج فعَّالة أيضاً. ومن خلال أبحاثي، ولاحقاً دراساتي في العلوم التجميلية، اكتشفتُ أيضاً الحقيقة المروِّعة القابعة خلف المكونات التي توجد في منتجاتٍ نثق بها ونستعملها بشكلٍ يومي. لم يعد بمقدوري السماح لنفسي باستعمال أي منتج يحتوي على مكونات اصطناعية سامَّة، لقد أدركتُ أنَّ الساحة الجمالية في لبنان والمنطقة كانت تفتقد هذا الجزء الذي سيغيّر بشكلٍ ثوريٍّ قطاع الجمال، لذا قرَّرت إطلاق متجري الخاص بمستحضرات التجميل النظيفة، ومتجرٍ على الإنترنت لنشر الوعي بالمنتجات الآمنة ذات النتائج الفعَّالة، وتقديم تلك العلامات الجميلة لأول مرة في لبنان، وفي حالات عديدة لأول مرة على مستوى المنطقة.
لما قرِّرتِ إطلاق متجركِ الخاص؟
كنت بحاجة إلى امتلاك مساحتي الخاصة لأتمكن من إيصال معارفي المكتسبة حديثاً إلى زبوناتي بطريقة مباشرة. لا تقوم رؤيتي ومفاهيمي على بيع المنتجات فحسب بل أيضاً على التواصل مع الآخرين، لذا أنشأتُ مساحةً للتفاعل ونشر الوعي وتبادل النصائح وبناء مجتمع حقيقي لمستحضرات التجميل النظيفة. أردتُ القيام بذلك على طريقتي الخاصة، لذا لم يكن هناك فكرة أفضل من افتتاح متجري الخاص! وعلى سبيل الدعابة، تعشق ابنتي الصغيرة ذات الخمسة أعوام لعب دور “مالكة المتجر” (سيدة المتجر كما تقولها بالفرنسية) كلَّما ذهبنا للتسوُّق، لذا في أحد الأيام وبينما كانت تلعب ذاك الدور، فكرت بأن ذلك سيعني لها الكثير! لذا وبطريقة غير مباشرة أعطتني الشجاعة والدفعة الأخيرة للقيام بهذه المغامرة الجديدة المثيرة والمشوِّقة.
صفي لنا المستحضرات التجميلية النظيفة…
المستحضرات التجميلية النظيفة هي منتجات طبيعية بنسبة 100% تقريباً وخالية من أي مكونات اصطناعية أو كيميائية يمكن أن يكون لها أضرارها على الصحة. ليس جميع المنتجات التي تندرج تحت مسمَّى “طبيعية” تعتبر نظيفة، حتى وإن كانت طبيعية بالمجمل، فما أن تُمزَج بمكونات سامَّة لن تعود منتجات نظيفة.
لماذا تتمتع المنتجات العضوية والطبيعية بأهمية قصوى؟
الطبيعة هي أساس كلِّ شيء، فحتى في تطوير المكونات الاصطناعية، يحاول الكيميائيون محاكاة الآليات المعقدة وتأثير المكونات الطبيعية. والمنتجات العضوية هامة أيضاً لضمان عدم تلويث أي مركبات كيميائية ضارة للمكونات الطبيعية التي ستضعينها على وجهك وجسمك. والانتقال إلى استعمال المنتجات الطبيعية والنظيفة أمرٌ مهمٌ. يمكن أن يكون للعديد من المكونات الاصطناعية المستعملة حالياً في منتجات غير نظيفة تأثير ضارّ محتمل على صحتنا، وهذا ما نعرفه اليوم. ومع إجراء المزيد من الأبحاث والتجارب، تصبح الأخطار “المحتملة” مؤكَّدة ويتمُّ الكشف عنها. واليوم مع ترقية منتجات طبيعية تمَّ تطويرها بطرق علمية، نستطيع الحصول على نتائج فعَّالة دون إضافة مكونات سامَّة إلى منتجاتنا. لذا لما لا؟
كيف تكتشفين العلامات الجديدة؟
أنا جزءٌ من عددٍ من شبكات الصناعة العالمية التي تنشر آخر الأخبار والاكتشافات والإصدارات والصيحات، وهذا يأخذ جزءاً هاماً من وقتي، كما أنني أحضر عدداً من الفعاليات التجميلية العالمية سنوياً. والأهم من ذلك، يعتريني فضولٌ دائمٌ لاستكشاف المزيد والتحقق من أي علامة جديدة أصادفها، إما عبر صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر التصفُّح عندما أكون مسافرة أو أقوم بزيارة متجرٍ تجميلي، وأسمع نصيحة أو تزكية من زبوناتي ومجتمعي. كما أنني محظوظة أيضاً لقيام عددٍ من العلامات بالتواصل معنا مباشرةً لنكتشف منتجاتها، ولكن ليس جميع العلامات التي تسوِّق نفسها على أنها طبيعية مؤهلة لاجتياز عملية الاختيار الصارمة التي نجريها.
هل هناك علامات مميزة تفضلينها؟
تاتا هاربر، وسوزان كوفمان هما اثنتان من أشهر علامات التجميل النظيفة التي أثبتت أن لمنتجاتها نتائج فعَّالة للغاية، وهي اليوم تغيِّر وجه صناعة التجميل. إنَّ سوق المستحضرات التجميلية النظيفة آخذةٌ في النمو وتتطور على نحوٍ سريع. وهناك علامات جديدة تترك باستمرار أثرها في هذا الفضاء. ڤاندروا، وجوش روزبروك هما علامتان أراقبهما عن قرب وأتطلع لرؤية إطلاق منتجاتهما الجديدة.
ما هي المكونات التي تحبِّين استعمالها؟
إنزيمات الفواكه لتنظيف المسام وتنقيتها، وحمض الهيالورونيك عالي الدرجة لترطيب الخطوط الدقيقة وملئها، وتوليفات من الزيوت عالية الجودة من أجل حماية البشرة وتجديد شبابها ومنحها لون موحَّد ومتوازن. أحبُّ أن أحرص على أن يدخل زيت المسك واللافندر في التركيبة دوماً، وأسعد دائماً عندما أجد زيت نخالة الأرز بما أنه رائعٌ لتوحيد لون البشرة. وأهمُّ ما في المنتج هو التآلف في مزيج جميع المكونات الداخلة في تركيبته، فمن أجل الحصول على نتائج فعَّالة حقاً، أنتِ بحاجةٍ لمزيجٍ قويٍّ ومنتقى بعناية وليس لنوع واحد فقط من الزيت.
هل لديكِ سرٌّ جماليٌّ؟
ليست لديّ أسرار جمالية، بل نصائح جمالية. أنام على وسادة ذات غطاء حريري، وهذا يساعد في بقاء السرومات والكريمات التي أضعها على وجهي ويسمح لها أن تترك مفعولها، بدلاً من أن يمتصها غطاء الوسادة القطني. كما أنها تمنع بالكامل تشكُّل التجاعيد الصباحية على وجهي، والتي يمكن أن تؤدي على المدى البعيد إلى ظهور الخطوط الدقيقة على الوجه. وأخيراً، تساعد تلك الأغطية على تقليل تساقط الشعر الناجم عن الاحتكاك بالوسادة خلال الليل. وأحتفظ بعبوة زيت مرطب ذات رأس دوَّار أمرِّره فوق جبهتي بشكل منتظم خلال النهار أو عندما أشعر أن بشرتي جافة.
هل من نصائح تسدينها لنا حول كيفية العناية بالبشرة عند السفر؟
تصبح البشرة جافة على متن الطائرة، وتظهر الخطوط الدقيقة بشكل أوضح على البشرة الجافة، لذا وقبل الصعود إلى الطائرة، احرصي على ترطيب بشرتكِ بشكل جيد، وأثناء وجودكِ على متنها كرِّري وضع زيتٍ مرطب خلال رحلة الطيران للحفاظ على الرطوبة داخل البشرة، وبالطبع اشربي الكثير من الماء. ولا تنسي الاهتمام بيديكِ وشفاهكِ، واحتفظي ببلسم للشفاه وكريم لليدين في حقيبتكِ.
ما هي النصيحة التي تسدينها للنساء في منطقة الشرق الأوسط عن العناية بالبشرة؟
نظام عناية يومي بالبشرة تعتنين به بشكل جيد هو خيارك الأمثل للحصول على بشرة صحية ومشرقة على المدى البعيد. امنحي أهمية أكبر لعملية التنظيف، والتي هي أساس البشرة الجميلة. وحالياً، يعاد صياغة مفهومي الجمال والتقدم في السن، وستقدم لكِ المستحضرات التجميلية النظيفة تجربةً جديدةً بالكامل في العناية بنفسك تفيد بشرتكِ وذهنكِ على حدٍّ سواء، لذا جرِّبيها!
اكتشفي أسرار النظام الغذائي لأيقونات الصحة والجمال في الإمارات