قد يبدو علاج حبوب الوجه مهمّة صعبة بالنسبة للكثيرات، إلّا أنّ الأمر هو عكس ذلك تمامًا، لأنّه يتطلّب منك الالتزام بالقيام ببعض الخطوات، والتي تتضمّن الكثير من الأمور، منها الخضوع لعلاجات في عيادات متخصّصة، واستخدام منتجات للعناية بالبشرة بتركيبات معيّنة.
تختلف أنواع البثور التي تظهر على الوجه، ومن أشهرها، المعروفة باسم حب الشباب، والتي تنمو بسبب عوامل عدّة، مثل التوتّر، والتبدّلات الهرمونيّة التي تحدث عند الانتقال إلى مرحلة المراهَقة، والإفرازات الفائضة لمادّة الزهم في الجلد، وتغيّرات الطقس، وإهمال تطبيق خطوات العناية بالبشرة، وتناول أدوية معيّنة ضمن علاج طبيّ. ويمكن أن تكون البثور صغيرة جدًّا حيث بالكاد يمكن ملاحظتها، أو أكبر قد تترافق مع عوارض مزعجة، مثل الالتهاب والحكّة والاحمرار، ولكن مهما اختلف مظهرها، لا يمكن أن تعالجيها باستخدام أي منتَج من دون استشارة خبير في العناية بالبشرة، لأنّ تعريضها لأي تركيبة لا تناسبها، قد تجعلها تبدو أكثر سوءًا ممّا هي عليه. ولكن علاج حبوب الوجه لا يتعلّق بالتخلّص منها وحسب، بل أيضًا بضمان عدم بقاء آثار على شكل ندبات بعد النجاح بذلك، لأنّ هذه الأخيرة يصعب التخلّص منها، خصوصًا إن كانت خلايا الجلد قد تعرّضت للتلف، وإن كان قد مرّ وقت طويل على وجودها.
من المهم أن تعي أنّ العلاج الذي قد ساعد غيرك على التخلّص بشكل نهائيّ من البثور، قد لا يكون ذي إفادة لك، بل إنّه قد يؤذي بشرتك، ذلك لأنّه يتمّ وفقًا للعوامل المسبّبة لتفاقم هذه المشكلة. فعلى سبيل المثال، إن كانت التغيّرات الهرمونيّة هي المسؤولة عن ذلك، وهو أمر يكتشفه الطبيب بعد إجراء فحوصات معيّنة، قد يكون العلاج عبر تناول أدوية تعيد توازنها، وإن كان السبب معاناتك من حساسيّة تجاه أطعمة معيّنة، قد يكون الحلّ اتّباعك نظام غذائيّ جديد. وإن كان إهمال تنظيف بشرتك والاعتناء بها هو العامل المؤدّي لذلك، فسيتعيّن عليك البدء باستخدام منتجات تنظّف المسام وتقلّل من مظهر البثور قدر الإمكان.
في هذا المقال، سنخبرك عن أبرز المعلومات المتعلّقة بعلاج حبوب الوجه، لتتمتّعي ببشرة صافية، ونضرة، وناعمة، وتشعري بالتالي بثقة أكبر بنفسك، حيث ستمتلكين جرأة أكبر في التوقّف عن استخدام كريم الأساس بشكل يوميّ، والتي تعدّ عادة مضرّة ببشرتك.
علاج الحبوب في الوجه
تختلف الطرق المُعتَمدَة لعلاج الحبوب في الوجه وفقًا لحاله وسبب وظهورها، إنّما يجب أن تتمّ كلّها تحت إشراف شخص متخصّص في طبّ العناية بالبشرة. وفي ما يلي، سنذكر لك أبرز العلاجات الفعّالة في ذلك.
الاعتماد على تقنيّات معيّنة
قد ينصحك الطبيب باللجوء لواحدة من تقنيّات العناية بالبشرة بغية التخفيف من مظهر البثور، والتي تتطلّب منك القيام بأكثر من جلسة يتمّ تحديدها وفقًا لحال المشكلة، وتطبيق خطوات ومنتجات معيّنة بعد أوّل جلسة إلى حين الحصول على النتائج التي تتوقّعينها. وتشمل هذه العلاجات التي يجب أن تتمّ في العيادات، تنظيف البشرة العميق، والعلاج بالليزر، والتقشير الكيميائيّ.
استخدام منتجات للعناية بالبشرة
في حال كانت البثور خفيفة، قد يكتفي الطبيب بوصف لك استخدام منتجات ذات تركيبات تحتوي مكوّنات تقلّل مظهرها وتمنع تكاثرها، مثل حمض الـ «ساليسيليك» الذي يقشّر الجلد ويزيل الخلايا الميتة، و«بيروكسيد البنزويل»، وأحماض الـ «ألفا هيدروكسي»، وغيرها.
تناول الأدوية
إن كان سبب ظهور الحبوب في وجهك متعلّقًا بتغيّرات نشاط الغدد والهرمونات، سيلجأ الطبيب إلى وصف لك أدوية تساعد بتوازنها، والتي قد تؤدّي أحيانًا إلى المعاناة من مضاعفات جانبيّة، مثل التوتّر. ولذا، من المهم أن تتأكّدي من أنّ الطبيب الذي تزورينه لهذه الغاية، يتمتّع بخبرة عالية، وبسمعة ممتازة.
حبوب الوجه وأسبابها
تظهر بثور الوجه في العادة عندما تنسدّ المسام بالأوساخ الناتجة عن العوامل الخارجيّة، والبكتيريا، ومادّة الزهم التي تُفرزها البشرة لتليين الجلد. وتساهم بهذه العمليّة، عوامل عدّة، نذكر لك أبرزها في ما يلي.
1- الجينات الوراثيّة
تزيد الجينات الوراثيّة من احتمال ظهور البثور، حيث إنّ من في تاريخ عائلتها أشخاصًا عانوا من ظهور البثور، تكون أكثر عرضة للمعاناة من حالات جلديّة مشابهة. فالجينات لها مقدرة في التحكّم في نشاط الغدد الدهنيّة، وبما أنّ هذه الأخيرة مسؤولة عن إفراز مادة الزهم، فإنّ إفراطها بذلك يؤدّي إلى ظهور البثور.
2- التغيّرات الهرمونيّة
يشهد الجسم الكثير من التغيّرات عند الانتقال من مرحلة عمريّة معيّنة إلى أخرى، وينتج عن ذلك الكثير من العوارض، بما في ذلك ظهور البثور، وهو أمر يمكن ملاحظته بشكل خاص عند سنّ البلوغ. هذه التغيّرات الهرمونيّة تحدث أيضًا لأسباب أخرى، أبرزها الحمل، وانقطاع الدورة الشهريّة، وتناول الأدوية التي تؤثّر على عمل الهرمونات، مثل المتعلّقة بمنع الحمل. ونتيجة لهذه التحوّلات، يشهد الجسم ارتفاعًا في إنتاج هرمون الـ «إندروجين»، الأمر الذي يؤدّي إلى ظهور البثور في الوجه.
3- العوامل البيئيّة
تعدّ العوامل البيئيّة المحيطة بك أيضًا من أسباب ظهور البثور في الوجه، فالتعرّض للتلوّث، وتبدّلات الطقس من هواء جاف ورطوبة وأشعّة الشمس، وكذلك المواد الكيميائيّة الصادرة من دخان المصانع والسيّارات، يؤدّي إلى تفاقم ظهور البثور.
4- عدم إزالة المكياج
لو أنّ عدم إزالة المكياج من البشرة بشكل كامل لم يكن له تأثيرًا سلبيًّا كبيرًا، لما كان الخبراء قد شدّدوا على أهميّة التخلّص من كلّ آثاره قبل النوم. فبقائه على البشرة يعيق تنفّسها، ويسدّ المسام، ويتسبّب بحساسيّة الجلد، الأمر الذي يؤدّي إلى المعاناة من حالات جلديّة أخرى، بما في ذلك ظهور التصبّغات وعوارض الجفاف والبثور.
5- تناول أطعمة معيّنة
تؤدّي بعض الأطعمة إلى ظهور الحبوب في الوجه، وأبرزها تلك الغنيّة بالسكّر، والمشبّعة بالدهون، والتي تزيد من إنتاج الـ «كورتيزول» الذي يحفّز عمل الغدد الدهنيّة مسبّبًا ظهور البثور. لذا، تجنّبي تناول هذه الأنواع من الأطعمة، واستبدليها بأخرى لها أثر إيجابيّ على البشرة، مثل التي تعدّ مصدرًا غنيًّا بالبروتين والبيوتين والفيتامينات والمعادن.
كيف تمنعين تكاثر البثور؟
كلّ واحدة منّا معرّضة لظهور البثور في وجهها، ولذا، عليك أن تقومي بكلّ ما في وسعك لتتفادي ذلك، وفي ما يلي، أبرز النصائح التي تضمن لك التميّز ببشرة صافية خالية منها.
تطبيق روتين العناية بالبشرة
احرصي على تطبيق روتين العناية بالبشرة يوميًّا، والذي يشمل تنظيفها جيّدًا باستخدام الغسول المناسب لها للتخلّص من كلّ الأوساخ والزيوت المتراكمة عليها ومنعها من سدّ المسام، ومن ثمّ توزيع التونر الذي يوازن الإفرازات الدهنيّة ويعزّز إشراقة البشرة، والسيروم المسؤول عن تجديد الخلايا، وأخيرًا الكريم المرطّب للوجه الذي يجب إن تكون تركيبته فعّالة.
تطبيق الكريم الواقي من أشعّة الشمس
تتعرّض البشرة للكثير من العوامل البيئيّة التي تؤدّي إلى ظهور البثور، بما في ذلك الأشعّة ما فوق البنفسجيّة، والهواء الجاف، ولذا عليك حمايتها من ذلك، من خلال تطبيق الكيرم الواقي بالتركيبة المناسبة لها، وذلك كلّ صباح قبل الخروج من المنزل، مع تكرار ذلك في حال وجودك في أماكن غير مظلّلة، كلّ ساعتيْن تقريبًا.
التحكّم بالتوتّر
يثير التوتّر نشاط الغدد المسؤولة عن إنتاج الـ «إندروجين»، وهو هرمون يؤدّى إلى ظهور البثور في الوجه، ولذا عليك أن تمنعي حدوث هذا الأمر. ويكون ذلك من خلال القيام بأمور مختلفة، مثل ممارسة الهوايات المفضّلة، وتمارين الاسترخاء، وتجنّب مصادر التوتّر، وهذا أمر يساعدك في علاج حبوب الوجه بفعالية كبيرة.