في أعقاب تعليقاتها المثيرة للجدل على حقوق العمالة المنزلية الفلبينية، قررت العديد من علامات التجميل وقف التعامل مع المدوّنة الكويتية سندس القطان، وذلك إثر الهجوم الذي تعرضت له الأسبوع الماضي بعد نشرها مقطع فيديو انتقدت فيه قانون العمل في الكويت، واعترضت على حق العمال الوافدين في الاحتفاظ بجوازات سفرهم.
وبحسب ما ذكرته صحيفة غلف بزنس، قالت سندس في الفيديو الذي حذفته لاحقاً: “بالنسبة لها [عاملتها المنزلية]، فإن حصولها على يوم عطلة أسبوعياً يعني أربعة أيام في الشهر. وستخرج في تلك الأيام. ولا نعلم ما الذي ستفعله خلالها، ومعها جواز سفرها. كيف يمكن أن يكون لديكِ خادمة في المنزل تحتفظ بجواز سفرها؟ وإذا هربت وعادت إلى وطنها، فمن سيعوضني؟ لا أريد خادمة فلبينية بعد الآن”.
وبعدما لاقت تعليقاتها هجوماً شديداً من الجمهور، أعلنت علامة ماك كوزميتيكس أنها أوقفت جميع أشكال الشراكة بينها ومدوّنة التجميل ذات النفوذ الواسع على مواقع التواصل. وذكرت عملاقة مستحضرات التجميل أنها “ليس لديها أي شراكة معها [سندس القطان] ولن تعمل معها بعد الآن في أي أنشطة خاصة بالعلامة”، وفقاً لما ذكره موقع ذا ناشيونال، وأضافت أن “آرائها تُعتبر شخصية”، وأن ماك “لا تؤيد الآراء التي صرحت بها مؤخراً”. كما أعلنت علامة فيتو الفرنسية للعناية بالشعر أنها ستُنهي شراكتها مع المدوّنة “فوراً”، وذكرت في بيان نشرته على صفحتها على انستقرام: “نحن لا نتسامح مع أي شكل من أشكال العنصرية والإهانة. ونُطبق قيم علامتنا بجدية بالغة، ولن ندعم مثل هذا المسلك أو نربطه بمنتجاتنا”.
وحذت علامة أناستازيا بيڤيرلي هيلز حذو العلامات الأخرى، وقالت في بيان لها على انستقرام إنها تشعر “بإحباط بالغ” من تعليقات القطان. وذكرت العلامة: “هذه التعليقات تتعارض [تماماً] مع القيم الأساسية لأناستازيا بيڤيرلي هيلز، ونحن لن نؤيد أو سبق لنا تأييد أي آراء تنطوي على الكراهية والتمييز”. وأيضاً أوقفت العلامة اليابانية شيسيدو تعاونها مع المدوّنة النافذة، وقال متحدثها الرسمي لــڤوغ العربية: “قررنا إنهاء علاقتنا بها لأن التصريحات التي أدلت بها مؤخراً لا نؤيدها ولا تتوافق معنا”.
وكانت علامة ماكس فاكتور قد كشفت في وقت سابق من الأسبوع الماضي أنها “صُدِمَت من التعليقات التي أدلت بها [سندس القطان]”. وذكر المتحدث الرسمي باسم العلامة إلى صحيفة غلف نيوز يوم الاثنين الماضي: “ماكس فاكتور أرابيا تأخذ هذا الحادث بجدية تامة وقامت فوراً بوقف جميع أشكال التعاون بينها وسندس”. كما أعلنت علامة العطور إم ميكالف وشركة التجميل اللندنية تشيلسي بيوتيك عن عزمهما عدم التعاون مجدداً مع هذه المدوّنة النافذة.
وكانت القطان قد تناولت في تعليقاتها القوانين الجديدة التي أُعلن عنها في مايو، بعد إبرام الكويت والفلبين اتفاقية تمنح العمالة الفلبينية المقيمة في الشرق الأوسط حقوقاً جديدة. وتشمل الإصلاحات منح العمالة المنزلية حق الاحتفاظ بجوازات سفرهم وهواتفهم المحمولة، والحصول على يوم عطلة أسبوعياً. وقد تمسكت القطان لاحقاً برأيها وصرحت لــوكالة فرانس برس: “لي الحق بصفتي كفيلة في أن أحتفظ بجواز سفر العامل لديّ”. وقالت إنها “مسؤولة عن سداد وديعة تصل إلى 1500 دينار كويتي (18200 درهم إماراتي/ريال سعودي)”، مضيفةً: “الخادم يعيش في المنزل مثل أصحابه، ويأكل من نفس طعامهم، وينام، ويرتاح، ويذهب للتبضع … وهذه حقوقه الطبيعية. فهو ليس مثل النادل الذي يعمل خلال ساعات محددة، لذا نمنحه عطلة أسبوعية”. وقد طالب مكتب المهاجرين، وهي جماعة تدافع عن حقوق العمالة الفلبينية في الخارج، القطانَ بالاعتذار رسمياً.
وجاءت تعليقات القطان بعد أشهر فقط من فرض رئيس الفلبين، رودريغو دوتيرتي، حظراً مؤقتاً على سفر العمالة الفلبينية إلى الكويت، بعد مقتل خادمة فلبينية هناك. وبحسب ما ذكرته مجلة أريبيان بزنس، يوجد حالياً أكثر من 250 ألف عامل فلبيني في الكويت، وتبلغ نسبة العمالة المنزلية 60٪ من عددها على الأقل.
اِقرئي الآن: المدوّنة الكويتية التي لاقت تعليقاتها على قوانين العمالة المنزلية الفلبينية انتقاداً واسعاً ترى أن هذا الهجوم “غير مبرر“