جمع المانيكير الجذاب واللافت للأنظار بين أناقة المظهر ورقي الجوهر، وهو ما تؤكده صيحات فن تجميل الأظافر التي تقودها مشاهير النجمات بالاستعانة بالرسومات المميّزة والجريئة انسي أمر مؤشر أحمر الشفاه [مؤشر شائع يربط ثقة المستهلكين بمبيعات أحمر الشفاه]، فقد أصبح طلاءُ الأظافر المؤشرَ الحقيقي لأداء الاقتصاد على مدى السنة الماضية. وبطبيعة الحال، ربما تكون مراكز العناية بالأظافر قد تلقت ضربة قاصمة في ظل إجراءات الحظر التي أسفرت عن إغلاق الصالونات وبالتالي إلغاء مواعيد العناية بالأظافر. ورغم ذلك، يشهد قطاع طلاء الأظافر ازدهارًا كبيرًا، فلم يعد الأمر مقيّدًا بالضرورة على استعمال طلاء أظافر مناسب لمقار العمل أو غرف الاجتماعات، وإنما أُطلِقَ العنان للإبداع كوسيلة للاستفادة من وقت الفراغ الطويل. وقد أعادت النساء اكتشاف متعة تزيين الأظافر برسومات تميّز شخصياتهن، مستفيدات في ذلك من النصائح التي تقدمها فيديوهات تعليم فن تجميل الأظافر ومتابعة مشاهير النجمات اللواتي أصبحن يتباهين بأظافرهن على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبدايةً من النصائح التي تدعو لاعتماد كرات البوم بوم الوردية مثل تلك التي ظهرت بها ساويتي ودوجا كات في كليب أغنيتهما الشهيرة للصيف “Best Friends” ووصولاً إلى إقدام بيلي إيليش على التنسيق بين لون أظافرها وفستانها في حفل توزيع جوائز الغرامي لهذا العام، فقد اعتمدت مشاهير النجمات على قوة استعمال المانيكير في إيصال رسائلهن. فبعضهن أرجعن السبب في المظهر الذي اعتمدنه إلى معجباتهن الوفيّات، أو أبدين الاعتراض على وضع سياسي بعينه، أو ببساطة عبّرن من خلال ذلك عن شخصياتهن. وعلى صعيد آخر، عمدت بعض اللاعبات الرياضيات إلى إظهار طلاء أظافرهن أيضًا؛ فها هي العدّاءة الأمريكية شاكاري ريتشاردسون تشارك في سباقات العدو بأظافرها المميّزة فائقة الطول، فيما اعتمدت اللاعبات الرياضيات في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو مؤخرًا ألوان أعلام بلادهن أو حتى رسائل خرافية بدعوى جلب الحظ لهن.
تقول خبيرة طلاء الأظافر الشهيرة ميشيل همفري المقيمة في لندن أن عميلاتها المرموقات يأتين إليها وهن على أتمّ الاستعداد لمنح أظافرهن مظهرًا مميّزًا، فما يكون منها إلا ابتكار تصاميم شبابية ورسومات برّاقة. تقول: “دوا ليبا، وأديل، وريتا أورا، ولِيلي ألين جميعهن لديهن أفكار رائعة للمانيكير”، وتضيف: “لا أظن أنني كررت تصميم أظافر أي منهن، فدائمًا آتي بشيء مختلف تمامًا في كل مرة”. وبعدما أسهمت أظافر النجمات بصورة أساسية في ظهور عديد من تصاميم المانيكير الجديدة، بدأت همفري ترصد مزيدًا من إطلالات الأظافر الأكثر إتقانًا وإثارةً تشق طريقها نحو الاتجاه السائد. تشير قائلةً: “تسهم مشاهير النجمات في رسم معالم صيحات فن تجميل الأظافر، ويلهمن الأخريات طلاء المانيكير برسومات مرحة.
أرى تصاميم عديدة تعيد ابتكار إطلالات أظافر النجمات بدافع الرغبة في مضاهاتها، سواء من حيث طول الأظافر أو شكلها أو تصميمها، ومن ثم تتغلغل هذه الصيحات في حياتنا اليومية لتشهد بذلك على عودة فن تجميل الأظافر والعناية بها بقوة”. ومع انتشار وسم العناية بالأظافر في الحجر الصحي #QuarantineNails وطرق إزالة الجِل ذاتيًا على مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح هناك تهافت على أدوات العناية بالأظافر في المنزل من قبل النساء اللواتي اتجهن لرسم المانيكير لأنفسهن، ما أسفر عن زيادة مبيعات طلاء الأظافر عبر الإنترنت في الولايات المتحدة بنسبة 140% وفقًا لبيانات “نيلسن” [وهي شركة رائدة في تقديم وجهات نظر كاملة وغير متحيّزة حول سلوكيات المستهلكين على مستوى العالم]. كما أوضح تقرير صادر عن مؤسسة MarketGlass أن السوق العالمية للعناية بالأظافر تقدر بنحو 9.9 مليار دولار أمريكي (2020)، وأن هناك تنبؤات بنمو هذه السوق لتبلغ قيمتها 11.6 مليار دولار بحلول عام 2027، فيما تواصل النساء استمتاعهن بتجربة طلاء أظافرهن كما يحلو لهن.
ومن ناحية أخرى، تم اكتشاف مومياوات مصرية يعود تاريخها إلى 7 آلاف عام ولا تزال أظافرها محتفظة بخضابها ذهبي اللون، والتي تعدّ بمثابة المعقل الأصلي والرائد لطلاء الأظافر. وليس من المستغرب إذًا أن يأتي الشرق الأوسط في طليعة هذه الصيحة المقبلة لطلاء الأظافر. وحيث إن الفرص التكنولوجية لم تستغَل بالكامل بعد، فليس من المستبعد أن يخضع المانيكير في المستقبل لتطورات ترتقي إلى المزيج المثالي الذي يجمع بين الطابع العملي والمظهر الجمالي، والكريستالات، بل ورقائق الكمبيوتر أيضًا. وفي الإمارات، يشهد المانيكير تطورًا تكنولوجيًا كبيرًا، حيث يقوم صالون Lanour Beauty Lounge في مركز دبي التجاري العالمي بوضع “مانيكير ذكي” يحتوي على رقاقة نشطة متناهية الصغر. وعبر تطبيق التكنولوجيا على أطراف أصابع العميلات، بالمعنى الحرفي للكلمة، يسفر المانيكير الجِل عن زرع شريحة قصيرة المدى لنقل البيانات التعريفية، تمامًا وكأنها بطاقة تعريف بالمهنة ولكن من دون تلامس (مقابل 250 درهمًا إماراتيًا). ولا يمكن تتبّع هذه الشريحة ولا تعمل إلا في نطاق دائرة يبلغ نصف قطرها سنتيمترين اثنين، فقط لتهدئة أي مخاوف ربما تساوركِ من قيام بيل غيتس بمراقبة تحركاتكِ اليومية.
وأغلب طلاءات المانيكير تعكس الاتجاهات الثقافية. وقد شهدت السجادة الحمراء عودة الأظافر المستوحاة من التسعينيات التي تذكرنا بنجمات الهيب هوب آنذاك، مثل ميسي إليوت ولِيل كيم، ولكن بأشكال مبالغ فيها، وأظافر الأكريليك بالغة الطول، والأحجار الكريمة اللافتة للنظر. ومن الفنانات اللواتي نشرن هذه الإطلالة الباذخة جيني بوي التي تملك صالون أظافر، وسفيرة علامة OPI، والتي تشتهر بين معجباتها بلقب “ملكة البهرجة”. توضح الفنانة: “صنعتُ إمبراطوريتي بالبريق، وعميلاتي يأتين إليّ للحصول على أظافري المفرطة البريق”. ومع هذا الكم الكبير من الزهو وحب التباهي، لا عجب من أن تكون بوي أخصائية تجميل الأظافر المفضلة لدى كاردي بي حتى قبل شهرتها، حين كانت لا تزال تقيم في حي برونكس. وبعد سنوات، لا تزال كاردي بي العميلة المخلصة المفضلة لدى بوي، ولا تزال تطلب الأظافر الصناعية المرصعة بكريستالات سواروڤسكي التي تشتهر بها. كما اختارتها نجمة الراب لصنع مجموعة من الأظافر لحملاتها الدعائية المستمرة مع علامة الملابس الرياضية “ريبوك”، كما ابتكرت بوي الأظافر الطويلة المتقنة التي ظهرت بها النجمة في الفيديو الموسيقي WAP مع مغنية الراب ميغان ذي ستاليون. وتقول بوي إن أشكال أظافرها المبالغ فيها أصبحت أكثر شعبيةً لأن الأظافر المتقنة لم يعد يُنظَر إليها على أنها عمل شاق أو مبهرجة. وتضيف: “يرى مزيد من الناس النجمات بأظافر طويلة ويربطونها بالشخصية القوية والاستقلالية”.
لا يقتصر فن طلاء الأظافر دائمًا على الأشكال الحادة والمدببة والزخارف مفرطة اللمعان، التي تبدو وكأنها تصاميم طفولية وسط فيض من طلاءات الأظافر الحمراء الأكثر وقارًا ونضجًا. وقد عُرِفَت فنانة تجميل الأظافر الشهيرة بريتني طوكيو، الرائدة في كل ما هو جميل، بابتكار إطلالات غير مألوفة لقائمة عميلاتها من النجمات. فهي الفنانة التي ابتكرت لكيم كارداشيان طلاء “كيموجي”، وكذلك الطلاء الفرنسي المعكوس للمغنية هالزي، كما قامت بإضافة قلوب مفرغة وثقوب معدنية وزخارف دب صمغية إلى أظافر مايلي سايرس بحفلها في السوبر بول. تقول الفنانة، المقيمة في لوس أنجلوس والمتخصصة في الإكسسوارات الجامحة الثلاثية الأبعاد وفن البوب الخيالي والتصاميم المرسومة يدويًا، إن تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام زادت من شعبية الصيحات الأكثر انتقائيةً التي ربما لم يكن يلتفت إليها أحد في الماضي، وأصبحت تمثل نوعًا ما من التبادل الثقافي العالمي للصيحات.
توضح طوكيو: “كان فن تجميل الأظافر شائعًا في اليابان لأكثر من 20 عامًا. وحين انتقلتُ للإقامة في الولايات المتحدة ودخلتُ عالم فن تجميل الأظافر عام 2010، لم يكن أحد يمارس هذه المهنة”. وعبر إنستغرام، نجحت هذه الفنانة في بناء قاعدتها من العميلات الشهيرات –ومنهن بيونسيه، وجيجي حديد، وأريانا غراندي، وبريتني سبيرز، وكايلي جينر– اللواتي يُرسلن إليها رسائل نصية مباشرة لتحديد موعد معها. تقول طوكيو إن الطلب زاد فقط عندما أصبح يُنظَر إلى فنانات تجميل الأظافر كجزء لا يتجزأ من الفِرَق التي تمنح بريق السجادة الحمراء وأطقم مواقع التصوير، مثل فناني التجميل ومصففي الشعر، وهو ما انتقل إلى مجال العناية الشخصية للمستهلكات وبات ظاهرة جاءت لتبقى.
إقرأي أيضاً: امنحي أظافرك إطلالة تواكب صيحات الموضة هذا الخريف