يتساءل الكثيرون عن فوائد فيتامين د التي تجعله واحدًا من أهمّ العناصر الغذائيّة، والذي يُعرَف بأهميّته لعمل وظائف الجسم المختلفة بالطرق السليمة، حيث إنّ نقصه يؤدّي إلى حدوث خلل فيها والمعاناة من حالات صحيّة مختلفة.
تؤدّي الفيتامينات على أنواعها دورًا كبيرًا في تعزيز صحّة الجسم، إذ تدعم وظائف عدّة فيه، مثل المسؤولة عن التمثيل الغذائيّ ونموّ الخلايا وتعزيز المناعة وتطوّر الأنسجة، وغيرها. ولأنّ الجسم غير قادر على إنتاج معظم الفيتامينات بكميّات كافية، يجب أن تحصلي عليها من خلال النظام الغذائيّ، حيث يتوجّب عليك تناول أطعمة غنيّة بها، لأنّ نقصها يؤدّي إلى معاناتك من مشاكل صحيّة، منها يترافق مع عوارض شديدة قد تهدّد الحياة بالخطر.
يتفرّد كلّ من أنواع الفيتامينات بخصائص معيّنة، ومنها التي تعزّز عمليّة الأيض التي تكسّر الكربوهيدرات والبروتينات لإنتاج الطاقة التي يحتاجها الجسم، وهي نفسها التي تحافظ على صحّة الخلايا العصبيّة ، وأبرزها الفيتامين «ب» بكلّ أنواعه. كذلك، تعمل فيتامينات أخرى، وأهمها الفيتامين «سي» على تعزيز عمل الجهاز المناعيّ للتقليل من خطر الإصابة بالأمراض المعدية، ويعدّ غيرها مفيدًا لصحّة الجلد، مثل الفيتامين «أ» الذي يسرّع التئام الجروح ويساعد بنموّ الخلايا.
ويعدّ الفيتامين «د» أيضًا من الأنواع التي يجب تسليط الضوء عليه، لأنّه من الأهمّ بالحفاظ على صحّة العظام وحمايتها من الترقّق والتكسّر. فهو يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم الذي يعدّ معدنًا أساسيًا للتمتّع بعظام وأسنان قويّة، ولذا، نقصه من الجسم يتسبّب بالمعاناة من هشاشة العظام. وفي ما يلي، سنخبرك بكلّ ما عليك معرفته عن هذا العنصر الغذائيّ المهم.
فوائد فيتامين د
كما غيره من العناصر الغذائيّة، يعدّ الفيتامين «د» مهمًّا جدًا للحفاظ على صحّة جيّدة. ورغم أنّ الجلد ينتجه كاستجابة لأشعّة الشمس، إلّا أن اكتسابه من مصادر مختلفة هو أمر ضروريّ لوجوده بالنسبة اللازمة، وذلك من خلال تناول أطعمة غنيّة به، إضافة إلى المكمّلات الغذائيّة التي تحتويه، والتي لا يجب أن تستهلكيها من دون استشارة طبيبك، والتأكّد من النسبة التي يحتاجها جسمك منها. إنّه يوفّر فوائد كثيرة، وفي ما يلي أبرزها:
1- يدعم صحّة العظام
يساعد الفيتامين «د» على امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الجهاز الهضميّ، وهما نوعيْن مهمّيْن من المعادن لتكوين العظام وتعزيز قوّتها، وذلك من خلال إنتاجه البروتينات التي تحافظ على مستوياتهما. وفي حال عدم وجود ما يكفي من هذا الفيتامين، لن يتمكّن الجسم من امتصاص النسبة اللازمة من الكالسيوم، الأمر الذي يُضعف العظام ويجعلها عرضة للإصابة بالكسور والهشاشة.
2- يحسّن الحال المزاجيّة
يؤدّي الفيتامين «د» دورًا كبيرًا في تعزيز صحّة النواقل العصبيّة، مثل الـ «سيروتونين»، وهو هرمون يرتبط بتحسين الحال المزاجيّة، والتخلّص من المشاعر السلبيّة التي تسبّب الاضطرابات النفسيّة.
3- يعزّز عمل الجهاز المناعيّ
من فوائد فيتامين د المهمّة أيضًا، أنّه ينشّط وظائف الخلايا المناعيّة، والتي تعدّ أساسيّة في مساعدة الجسم بالدفاع عن نفسه وعدم التقاط العدوى المسبّبة للإصابة بالأمراض، مثل الانفلونزا.
4- ينظّم مستويات الإنسولين
يشتهر الفيتامين «د» بدوره في تنظيم إنتاج مستويات الإنسولين في الجسم، ذلك لأنّه يؤثّر على الخلايا التي تنتجها، ويحسّن أيضًا من قدرة الجسم على استخدامها بالطرق المُثلى. ولذا، يعاني مرضى السكري من انخفاض في نسبة هذا الفيتامين الذي عليهم استهلاكه للتقليل من المضاعفات المرافِقة لهذه الحال الصحيّة.
5- يعزّز البنية العضليّة
يرتبط انخفاض الفيتامين «د» بالمعاناة من ضعف في العضلات وتأخّرٍ بنموّها، إذ يساعد هذا العنصر المهم على إنتاج البروتينات التي تعزّز قوّة العضلات ووظائفها.
6- يعزّز نموّ الشعر
يعدّ هذا العنصر الغذائيّ من أهم أنواع الفيتامينات للشعر، إذ يحفّز عمل البصيلات ويقويّها ويدعم مراحل نموّ الشعرة، الأمر الذي يقلّل من حدّة مشكلة تساقط الشعر ويعزّز كثافته.
7- يحسّن قوّة الأظافر
يُعرَف الفيتامين «د» بأهميّته في امتصاص الكالسيوم وغيره من العناصر المهمّة للحفاظ على قوّة الأظافر ومحيطها، الأمر الذي يضمن نموّها بطريقة صحيّة، ويقويّها كي لا تصبح هشّة وسريعة التكسّر.
نسبة فيتامين د الطبيعية
تُقاس نسبة الفيتامين «د» في الجسم بالنانوغرام لكلّ مليلتر، وإنّ مستوياته الصحيّة التي يجمع الخبراء على أنّها المناسبة منه، هي التي تتراوح بين بين 20 و40 نانوغرام/مل، أو بمستوى بين 30 و50 نانوغرام/مل. ويعتمد الرقم الصحيح على عوامل مختلفة، من بينها العمر والوزن.
عوارض زيادة فيتامين د
السبب وراء التشديد على عدم تناول المكمّلات الغذائيّة للفيتامين «د» من دون استشارة طبيّة، هو أنّ ارتفاع مستوياته في الجسم يؤدّي إلى الإصابة بما يُعرَف باسم «تسمّم فيتامين د»، والتي تحدث بسبب تناول كميّات أكبر من الموصوفة منه. هذه الحال ليس من المُفتَرَض أن تشكّل تهديدًا للحياة لكنّها قد تكون مضرّة جدًّا بصحّتك، إذ تؤدّي إلى المعاناة من حالات مثل عدم انتظام ضربات القلب، والفشل الكلويّ. ومن العوارض التي تشير إلى زيادة نسبته في الجسم، القيء، والتبوّل المتكرّر، والشعور بالعطش بشكل غير معتاد.
أفضل وقت لتناول فيتامين د
يوصي الأطباء بتناول مكمّلات الفيتامين «د» في الصباح أو قبل الظهر، لأنّ ذلك يساعد البشرة على إنتاجه بوتيرة أسرع عند تعرّضها للشمس، ولكن من المُفَضَّل أن تتأكّدي من طبيبك بهذا الشأن، خصوصًا وأنّه مَن يجب أن يصف لك الجرعة المناسبة. ويمكن خلال اليوم تناول الأطعمة الغنيّة به، حيث من المهم إدراجها في وجبات العشاء والغداء.