في عصر السخرية من الأجسام عبر الفضاء الرقمي، كثيراً ما تجد النجمة نفسها في وضع يُجبرها على تصحيح التصورات الخاطئة عن وزنها وجسمها على مواقع التواصل. وفي الآونة الآخيرة، اضطرت العارضة الأمريكية ذات الأصول الفلسطينية بيلا حديد إلى استخدام صفحتها على موقع انستقرام لتعديل إحدى تعليقاتها بعدما لاقت صورها اهتماماً غير مرغوب فيه من المعلقين الذين انتقدوا بلا مبرر تفاصيل جسمها. فيما ردت النجمة المصرية أمينة خليل على رواد مواقع التواصل وأفراد المجتمع ككل الذين انتقدوا جسمها عبر رسالة مفتوحة ومؤثرة نشرتها على انستقرام. والآن تأتي ليلى كردان، كآخر امرأة قوية تنجح في التصدي لهؤلاء الساخرين.
وكتبت نجمة البوب الإيرانية المقيمة في دبي: “لدي لحم على عظامي وأفخر بإظهاره” وذلك بجوار صورة لها لم تُعدلها كانت قد التُقطت من خلف كواليس أحد أعمالها حيث ظهرت مرتديةً بلوزة مزينة بالترتر ومكشوفة الظهر، أبرزت منحنيات جسمها بكل فخر. وللأسف، أدت هذه الصورة إلى تلقيها بعض التعليقات المُحرجة من نُقاد الإنترنت الذين زعموا أن ليلى “ظهرها مُكتنز بالدهون”.
وفي سلسلة من لقطات الفيديو نشرتها مغنية ذا غودس على خاصية ستوريز على صفحتها، واصلت النجمة شرح ما تعنيه وكتبت: “في وقت سابق من هذا اليوم نَشرت صورة لي أَظْهَرت بعض الدهون في ظهري، فهذا ما لديّ، وفخوره به، وفخورة بمنحنيات جسمي”، مضيفةً: “في الحقيقة كان يمكنني ألا أنشر الصورة، أو كان من الممكن أن أُعدلها، ولكننا لسنا مثاليات، ومن الجميل أن يكون لديّ منحنيات. وكما ذكرت في وقت سابق، هذه العظام تحتاج إلى لحم حتى تتمكن من حملي”. ونشرت بعد هذه اللقطات صوراً لـ “نماذج رائعة من النساء تتميز أجسامهن بالمنحنيات”، شملت صوراً لمونيكا بيلوتشي، وصوفيا لورين، وبيونسيه.
وحث ردها هذا العديد من رواد مواقع التواصل على التوجه لهذه المنصة للإشادة بالفنانة لصراحتها في التصدي لهذه الانتقادات القاسية والسطحية التي تواجهها النجمات على مواقع التواصل، منهم شخصيات من عالم الموضة مثل مصممة الأزياء اللبنانية ديما عياد، التي نشرت فيديو لها رداً على كردان جاء فيه: “يكفي تماماً ما أنت عليه”.
كما توجه رئيس تحرير ڤوغ العربية، مانويل أرنو إلى صفحته على انستقرام وأعاد نشر صورتها، وكتبت تعليقاً جاء فيه: “ليلى كردان ليست واحدة من أروع المغنيات في المنطقة فحسب، بل وأكثر امرأة ساحرة التقيتها في حياتي. وفضلاً عن ما تتمتع به من روح طيبة هي صديقة مميزة لي. وهذا النوع من سوء السلوك هو ما يحثني على تحرير ڤوغ العربية للاحتفاء بجميع أنواع الجمال، والأعراق المختلفة، وأشكال الجسم”. وقد أثار منشور أرنو البليغ نقاشاً مهماً حول قضية التنمر على الإنترنت، ودفع الكثيرين إلى التوجه إلى قسم التعليقات على صفحته لنشر رسائلهم الداعمة، منهم مصممة الإكسسوارات أماندا ناڤاي التي كتبت: “يا لها من رسالة رائعة وداعمة! إن ليلى أكثر من جميلة!”.
ورداً على تعليق رئيس التحرير، كتبت المصممة الكويتية شوق المرزوق تعليقاً قالت فيه: :”إنها جميلة وأنت مُحق في تسليط الضوء على هذه القضية. فقد أصبحت السخرية من الأجسام تسيطر على مواقع التواصل. ونحن في حاجة لنشر الأمور الإيجابية، لا السلبية عن النساء”.
ولعل ما كتبته مُؤسسة موقع ذا موديست، غزلان غينيز، كان خير رد على هذا التعليق إذ قالت: “إنها امرأة رائعة الجمال ومن جميع النواحي. والإشارة إلى وجود دهون في ظهرها لأمر مُحير لي. فهي تملك جسماً رائعاً رغم أن هذا ليس مهماً. لسوء حظ هؤلاء المتصيدون للعيوب، ليس ثمة أي قدر من الطعام الصحي أو الرياضة يمكن أن تُصلح عقولهم المحدودة، الفاسدة”.
الآن اقرئي: نادين لبكي بعد حفل الغولدن غلوب “سنحصل على الجائزة في المرّة القادمة”