تابعوا ڤوغ العربية

مؤثرات يحذّرن من معايير الجمال غير الواقعية ويطالبن بعدم استخدام «الفلتر»

الظهور بأبهى منظر وبإطلالة مثالية لا تشوبها شائبة بات من الأساسيات على مواقع التواصل الاجتماعي، فبعد أن كانت صور النجمات والمؤثرات وحتى الشخصيات العامة تخضع لتعديلات الفوتوشوب أصبح هناك ما يسمّى بـ«الفلاتر» التي من شأنها أن تغيّر ملامح المستخدم وتبعده كل البعد عن شكله الحقيقي حتى يصل في بعض الأحيان إلى عدم معرفة ذاته في الصورة التي يتداولها مع المتابعين.

وانتشرت «الفلاتر» بشكل واسع حتّى بات لكل نجمة «فلترها» الخاص بها على تطبيقي «انستغرام» و«سنابشات» والتي من شأنها أن تحوّلك إلى شخص يشبه هذه النجمة.

واستخدام هذه التقنية لتعديل صور «السيلفي» كان لا بد أن يخلق أثاراً سلبية لدى الكثير من الشابات والمراهقات اللواتي لم يترددن لبرهة عن تغيير شكلهنّ، وبحسب الدراسات هذه الظاهرة قد ينتج عنها الإصابة باضطراب «ديسمورفوبيا» وهو عبارة عن وسواس نفسي يجعل المريض يشعر بالقلق المفرط تجاه عيب في وجهه أو في معالم جسده.

كما أظهر استطلاع للأكاديمية الأمريكية لجراحي تجميل وترميم الوجه أن 42% من الجراحين استقبلوا مرضى يريدون الخضوع لعمليات لتحسين صورهم «السيلفي» وصورهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفقاً لـ موقع Mayo Clinic الطبي فإن اضطراب تشوه الجسم أو «الديسمورفوبيا» هو اضطراب يدخل ضمن أمراض الصحة النفسية والعقلية حيث لا يتمكن الشخص من التوقف عن التفكير في العيوب التي يتصورها عن مظهره حتى وإن كانت هذه العيوب بسيطة أو لا يراها الآخرون وإنما هو دائماً ما يشعر بأن هناك نقص ما في مظهره يحاول التغطية عليه ويشعر بالحرج الشديد والخجل والقلق لدرجة تجعله يتجنب الكثير من المواقف الاجتماعية.

وللتأكيد على خطورة هذه الظاهرة تقوم العديد من الفنانات والمؤثرات على بث رسائل توعوية لجمهورهن الذي يثق ويتأثّر بهنّ بشكل ملحوظ. فعلى سبيل المثال لا الحصر نشرت المؤثرة الاجتماعية وعارضة الأزياء نور عريضة صورتين لها على حسابها الخاص الأولى تستخدم فيها الفلتر والثانية من دونه وكتبت: «عم شوف أكثر وأكثر على السوشل ميديا كيف كمية الفوتوشوب الهائلة، والفلاتر.. وحبيت ذكر كل شخص عم يشوف هالبوست، إنّه ما حدا كامل وانّو معظم الأحيان الي بتشوفوا مش حقيقة».

كما أطلقت ساشا بلاري فنانة المكياج المحترفة، ومؤسسة حركة على الإنترنت، #BESTYOU – الروح التي يمكننا من خلالها أن نكون جميلين، ولكن أيضًا أكثر من ذلك بكثير والتي تدير حاليًا حملة #FILTERDROP، والتي اكتسبت خلال الأشهر القليلة الماضية تغطية واسعة. وكانت بلاري قد أطلقت الحملة في يوليو 2020، ضمن سعيها لمشاهدة «بشرة أكثر واقعية» على انستغرام. ومضمون رسالتها :«لست بحاجة إلى فلتر، بشرتك جميلة، أنت جميلة، أنت أكثر من جميلة».

كما نشرت خبيرة التجميل هدى قطان مقطع فيديو تحذّر من خلاله الفتيات من تحميل واستخدام التطبيقات التي تساعد على تغيير ملامح المرأة، والتي تعمل على إظهار قوامها متناسق ومتجانس الأمر الذي يجعلها تبدو أنحف وأطول.

هذه المبادرات لم تكن حكراً على الأشخاص فقط، بل قامت بعض الدول بمنع استخدام هذه الفلاتر، إذ وضعت النرويج قانوناً يمنع المشاهير من وضع فلتر سناب شات وانستقرام، وتم تمرير القانون الذي يلزم المشاهير بالاعتراف بأي تعديل أو فلتر في صورهم في البرلمان النرويجي بأغلبية 72 صوتًا مقابل 15 صوتاً معارضاً ومن المقرر أن يدخل حيز التنفيذ عندما يقرر ملك النرويج ذلك وفقًا للمرسوم التشريعي.

على الرغم من أن جميع الناس لا يعانون من تدني احترام الذات، إلا أنه يجب أن يكون تذكيرًا بأن ما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي ليس الأشياء الحقيقية التي تعطي معنى للحياة. ما ينشره الناس هو في الواقع وهم. بالتأكيد، نرى صور المشاهير والأغنياء التي يمكن أن تجعل أي شخص يشعر بالغيرة قليلاً، لكن مقارنة أنفسنا بالآخرين لن يرضينا في نهاية اليوم. لا حرج في القليل من الثقة ونشر بعض الصور، لكن بشكل عام، كوني على دراية بالأسباب الكامنة وراء الصورة.

اقرئي أيضاً: فيلم ريش يحصد جائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم عربي روائي طويل

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع