لا شك أن كل مَن تعاني من ظهور الرؤوس السوداء قد أصابتها الحيرة من هذا الأمر. ترى، كيف تتكوّن هذه الرؤوس؟ ولماذا تظهر بهذه الكثرة؟ والسؤال الأهم: كيف يمكن التخلّص منها؟ في السطور التالية، نهديكِ إجابات كل هذه الأسئلة وغيرها، فتابعي القراءة.
“الرؤوس السوداء ما هي إلا إفرازات دهنية متأكسدة، إذ تفرز الغدد الدهنية زيوتاً يطلق عليها الزهم أو الدهن، والتي تتسبب في انسداد مسام البشرة”، هكذا استهلّت حديثَها خبيرةُ العناية بالبشرة ريبيكا تريستون المقيمة في دبي، مضيفةً: “تتفاعل الإفرازات الدهنية مع الأكسجين الموجود في الجو، فتتأكسد ويتحول لونها للأسود. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الرؤوس السوداء تختلف عن حبوب الميليا التي تظهر فيها طبقة رقيقة وقائمة بذاتها من الجلد فوق المسام، ولذلك تبدو مثل رأس بيضاء صغيرة”.
كثيرات تحدوهن الرغبة في محاولة إزالة الرؤوس السوداء بالمنزل. “لا تضغطي على الرؤوس السوداء”، هكذا توصيكِ إيدويج غاندين خبيرة التجميل بصالون باستيلز في دبي. وتتفق معها ريبيكا التي تنصحكِ قائلة: “لستُ ممن يؤمنون بجدوى إزالة الرؤوس السوداء باستمرار. فالإفرازات الدهنية تفرز بشكل طبيعي، وبالتالي ما أن تقومي بإزالتها ستعاود الظهور، ومن ثم تظهر الرؤوس السوداء مجدداً. والمداومة على الضغط على الرؤوس السوداء وإزالتها قد تؤدي إلى فرط تحفيز هذه الإفرازات وإصابة الجلد، وبالتالي تتعرض البشرة للتلف مع مرور الوقت، وستبدو المسام أكثر اتساعاً ومليئة بالثقوب”.
لذا، يفضل بدلاً من ذلك الاتجاه إلى علاج الرؤوس السوداء. تقول إيدويج: “أضيفي منتجاً للتقشير ضمن روتينكِ للعناية بالبشرة. فهذه الخطوة من شأنها إزالة كل الشوائب وطبقات الخلايا الميتة. وهكذا، تتجدد خلايا البشرة ويتحسن مظهرها، كما تزداد قدرتها على امتصاص منتجات العناية بالبشرة”.
ويمكن شراء هذه التركيبات من أقرب صيدلية إليكِ، كما تتوفر بعض العلاجات التي يمكنكِ استعمالها أيضاً. وفي هذا الصدد، توصيكِ ريبيكا قائلة: “يفضل العلاج بالاستعانة بتقنية ’كيو سويتش‘ مثل جهاز ’فوتونا ستارووكر‘، أو بتقنية ’بيكو ليزر‘ مثل جهاز ’بيكوجينسيز‘ من ’كوتيرا‘؛ فمثل هذه التقنيات تسهم في إزالة الرؤوس السوداء وفي الوقت نفسه تقتل البكتيريا المسؤولة عن ظهور البثور، ما يؤدي بدوره إلى تقليل الالتهاب والإفرازات الدهنية”.
وفيما يتعلق بالوقاية، تقول تريستون: “الوقاية مهمة لمنع انسداد المسام. ولهذا الغرض، يمكنكِ استخدام تونر يحتوي على أحماض البيتا هيدروكسي أو حمض الساليسيليك. فهذه هي الخيارات المفضلة لهذا الغرض، حيث إن هذه الأحماض قابلة للذوبان في الزيت، بالإضافة إلى أنها تساعد في تنظيم إفراز الغدد الدهنية”.
وبالنسبة للملتزمات بالعزل الذاتي ويتعذر عليهن زيارة عيادة الطبيب لتلقي العلاج، فعليهن اتباع روتين جيد للعناية بالبشرة شريطة أن ينطوي هذا الروتين على تونر ومنظفات للبشرة تحتوي على أحماض البيتا هيدروكسي أو حمض الساليسيليك، ومرطبات لا تسبب انسداد المسام، ومضادات أكسدة قوية. وفي المساء، يمكنكِ استخدام منتجات غنية بالريتينول لها القدرة على تقشير البشرة وأداء وظيفتها بالشكل اللائق”.
اقرئي أيضاً: 8 منتجات صديقة للبيئة تمنحك الجمال وتقضي على علامات التقدم في العمر