متلازمة ما قبل الحيض هي واحدة من الحالات الصحيّة التي تعاني منها بعض النساء، حيث تؤثّر على مزاجهنّ وكذلك على طاقتهنّ، وتترافق مع آلام في مناطق مختلفة من الجسم.
تعاني الكثير من النساء من متلازمة ما قبل الحيض، وتُعرَف باللغة الانجليزيّة باسم «Premenstrual Dysphoric Disorder- PMDD»، وهي حال تبدأ عوارضها بالظهور قبل موعد الدورة الشهريّة، والتي قد تزداد حدّتها كلّما اقترب حلولها، وتخفّ تدريجيًّا بعد ذلك. وإن كانت حدّة هذه العوارض شديدة، هي تؤثّر سلبيًّا على الروتين اليوميّ المُعتاد للمرأة، حيث يتغيّر مزاجها مؤديًّا إلى حدوث توتّر في علاقاتها مع الآخرين، ومقلّلًا من قدراتها الإنتاجيّة في العمل، وغير ذلك. في ما يلي، سنشرح لك أكثر عن هذه المتلازمة، مسلّطين الضوء على أسبابها، وعوارضها، وطرق علاجها، إنّما لا يجب أن يمنعك ذلك من استشارة الطبيب في حال كنت تعانين منها باستمرار، إذ قد يكون الأمر متعلّقًا بإصابتك بخلل معيّن في وظائف جسمك.
أسباب متلازمة ما قبل الحيض
تختلف الأسباب المؤديّة إلى المعاناة من متلازمة ما قبل الحيض، والتي عليك معرفتها لأنّ تفاديها يخفّف كثيرًا من حدّة العوارض المرافقة لها، وقد يساعدك أيضًا بالتخلّص منها نهائيًّا. وفي ما يلي، نخبرك عن أبرزها.
1- العوامل الوراثيّة
تؤدّي الجينات دورًا كبيرًا في تطوّر اضطراب ما قبل الحيض، إذ إنّ مَن في تاريخ عائلاتهنّ حالات متعلّقة باضطراب المزاج، مثل الاكتئاب والقلق، هنّ أكثر عرضة للمعاناة من عوارض هذه الحال الصحيّة. فوجود العنصر الوراثيّ في الاضطراب، قد يكون أحيانًا بسبب علامات وراثيّة مرتبطة بتنظيم الـ «سيروتونين» والحساسيّة الهرمونيّة، والتي لا ينبغي عليك على الإطلاق أن تحاولي تنظيمها من دون إشراف طبيب متخصّص.
2- التبدّلات الهرمونيّة
قبل حلول موعد الدورة الشهريّة، تتبدّل الهرمونات في الجسم، مؤديّة بذلك إلى عوارض عدّة، أبرزها تلك المُرافقة لاضطراب ما قبل الحيض، وإنّ الـ «إستروجين» والـ «بروجسترون»، هما أكثر ما يؤدّيان إلى ذلك. فعندما ترتفع مستوياتهما أو تنخفض، تتأثّر أنظمة الناقلات العصبيّة في الدماغ، وخصوصًا الـ «سيروتونين» الذي يُشار إليه بأنّه هرمون السعادة، ومن يعانين من حساسيّة تجاه هذه التغيّرات، هنّ الأكثر عرضة للإصابة بعوارض هذه المتلازمة، وهذا يظهر عليهنّ من خلال الاضطرابات المزاجيّة الكبيرة التي تلازمهنّ.
3- العوامل النفسيّة
العوامل النفسيّة هي أيضًا من أبرز العوامل المؤديّة إلى الإصابة بهذه المتلازمة، وخصوصًا لدى من يعانين من حالات نفسيّة معيّنة، أو قد سبق ومررن بها سابقًا. فعندما تتبدّل الهرمونات مع اقتراب فترة الحيض، يحدث اضطراب في استجابة الجسم لها في حال المرور بفترة نفسيّة غير مستقرّة، الأمر الذي يزيد من فرص المعاناة من العوارض.
4- الإرهاق
يمكن للمرأة التي تعاني من الإرهاق نتيجة القيام بمهام شاقّة في المنزل أو العمل، إلى تفاقم عوارض ما قبل الحيض، خصوصًا وأنّ التعب له تأثير كبير على الحال النفسيّة وكذلك الذهنيّة، ما يؤدّي إلى تغيّر مستويات الهرمونات والنواقل العصبيّة، وبالتالي زيادة الآثار الناتجة عن هذا الاضطراب.
عوارض اضطراب ما قبل الحيض
تتفاوت حدّة العوارض المرافقة لهذا الاضطراب، ويمكن أن تكون مزعجة جدًا، وهي تظهر عادة قبل مرحلة الحيض بأيّام، وتختفي بعد حدوثها، ومن أبرزها:
- تقلّبات مزاجيّة حادّة، مثل الغضب، والقلق، والتوتّر.
- الشعور باليأس والاكتئاب وفقدان الاهتمام بممارسة الأمور المسليّة.
- الصداع.
- اضطرابات في النوم.
- آلام خفيفة في الثدي.
- صعوبة في التركيز.
- فقدان الشهيّة أو الشعور بحاجة لتناول الطعام.
طرق علاج اضطرابات ما قبل الحيض
إنّ التخفيف من العوارض المرافقة لاضطرابات ما قبل الدورة الشهريّة ليس أمرًا مستحيلًا، إلّا أنّ الأمر يختلف وفقًا للعامل المؤدّي لها، ونوعيّة الجسم، ونمط الحياة الذي تعيشينه. فقد تتمكّنين من التخلّص من حدّتها تمامًا، أو بنسبة قليلة، والطرق التالية تساعدك في ذلك.
1- تغيير نمط الحياة
يساعدك القيام بتغيير في نمط الحياة الذي تعيشينه، على التخفيف كثيرًا من حدّة العوارض المصاحبة لاضطرابات ما قبل الحيض. فمثلًا، مارسي الهوايات الرياضيّة المسليّة بانتظام، مثل ركوب الدراجة الهوائيّة، لأنّها تساعد برفع الـ «إندروفين» وتحسين المزاج، واتّبعي أيضًا نظامًا غذائيًّا صحيًّا، وحاولي قدر المستطاع أن تنامي لساعات كافية.
2- تناول الأدوية
إنّ تناول الأدوية هو أيضًا من الطرق التي تساعدك في علاج هذه الحال الصحيّة، إنّما لا يجب أن تعتمدي هذا الحلّ أبدًا إن لم يكن الطبيب هو من وصفها لك. وقد تتنوّع هذه الأدوية، بين مضادات تحسّن الحال المزاجيّة والتي تكون غالبًا لموازنة مستويات الـ «سيروتونين»، وأخرى متعلّقة بتنظيم الهرمونات، والمنبّهات.
3- العلاجات البديلة
تعدّ العلاجات البديلة أيضًا حلًّا فعّالًا لهذه الحال الصحيّة، وهي تكون من خلال القيام بممارسات تريح الجسم والأعصاب والعضلات، مثل اليوغا، أو الاسترخاء في حوض مملوء بالمياه الساخنة، إضافة إلى احتساء مشروبات ساخنة مُعدّة من أعشاب تشتهر بخصائصها المهدّئة، مثل الخزامى والبابونج واليانسون.
اقرئي أيضًا: غير سرطان الثدي، 5 مشاكل صحيّة خطيرة على المرأة أن تنتبه إلى عوارضها