في حديثها مع ﭬوغ العربية، تقول رند جارالله: “إنني أعشق المكياج بكل تأكيد”، وتضيف: “فهو يمثّل أسلوبي الخاص في ابتكار الأشياء وطرح القضايا المهمة”. وتكرس رند جارالله، الناشطة في مجال حقوق الإنسان منذ أن كانت في عمر الـ15، نفسها للدفاع عن حقوق النساء والأطفال باستخدام مستحضرات التجميل كوسيلة لنشر الوعي بين الناس. وقد عملت هذه الفتاة البالغة من العمر 25 عاماً لدى صندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث أطلقت سلسلة من الحملات التوعوية ومقاطع الفيديو (مثل “Reversing the Trend” و”#7DaysofMakeup” المعنيين بالحديث عن العنف ضد المرأة) التي حظيت بانتشار عالميٍّ واسع عبر صحف ومجلات مثل صحيفة نيويورك تايمز ومجلة ماري كلير.
تعود رند جارالله، وهي أصغر أفراد أسرتها الأربعة، بذاكرتها إلى الوراء لتخبرنا كيف أدخلتها شقيقتها الكبرى والتي تكبرها بتسع سنوات إلى عالم التجميل قائلةً: “عندما كنت في الـ11 من عمري، كنت أراقب شقيقتي وهي تستعد للخروج في الصباح، وأرى كيف تتحول إلى فتاةٍ أخرى مختلفة تماماً بسبب المكياج. لقد سحرني ذلك بشكلٍ كبير حقاً”. ولم تكن الدروس التعليمية على شبكات التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب وانستقرام موجودةً بالأصل خلال السنوات الأولى من نشأة جارالله، كما كان الوصول إلى علامات وأدوات التجميل الفاخرة رفيعة المستوى في ذلك الوقت محدوداً جداً في فلسطين المحتلة. وعلى الرغم من هذا، لم يمنعها ذلك من تجربة تلك المنتجات. ثم ظهرت مدوَّنات التجميل المكتوبة والمصوَّرة عندما كانت تدرس علم النفس في جامعة بيرزيت، حيث تنسب الفضل لكلٍ من دروس مكياج ميشيل فان وپات مغراث التعليمية في تنمية وصقل موهبتها الأولى. هذا وتعترف رند جالله بأن ولعها بالمكياج كان يتعارض مع أفكارها ومعتقداتها الشخصية في البداية، وعن ذلك تقول: “لقد كنت إحدى مناصرات الحركة النسائية والمطاِلبات بالمساواة بين الرجل والمرأة على الدوام، لذا كنت أخجل من الاعتراف بحبي لمستحضرات التجميل. ولكنني أدركتُ بعد أن كبرتُ ونضجتُ بأن المكياج لا يعبر بطبيعته الأساسية عن تحيزٍّ جنسي معين أو عن عنصرية ضد المرأة. إنه عمل فنيٍّ رائع بامتياز”.
ثم واصلت الفتاة البالغة من العمر 25 عاماً مشوارها في بداية العام لتكشف عن حملة إلكترونية عبر الإنترنت للدفاع عن حقوق المرأة بعنوان Randistic، والحملة عبارة عن سلسلة من الصور ودروس المكياج ومقاطع الفيديو التي استوحتها جارالله عندما شاهدت مصادفةً درس Fight Club Halloween التعليمي على انستقرام. حيث قلّدت الفيديو من خلال رسم كدمات على كامل وجهها قبل أن تنشر الصورة عبر حسابها على فيسبوك. وتقول جارالله: “انتشرت الصورة والرسالة الخفية من ورائها كالنار في الهشيم”. وكانت الردود والتعليقات مذهلة، لذا قررت الاستمرار والقيام بمشاريع مشابهة لها”. وتجسد الإطلالات التي يستغرق تطبيق كلٍ منها ما بين ساعة وما يزيد عن ست ساعات أزمات خطيرة وتطرح قضايا عالمية ملحّة، بما في ذلك أزمة اللاجئين والعنف ضد المرأة ومرض فقدان الشهية وزواج القاصرات إضافة إلى ظاهرة الإحتباس الحراري. وتستعمل جارالله في سبيل ابتكار الإطلالات الإبداعية تلك مستحضرات تجميل ميهرون، وهي علامة مكياج متخصصة بالمؤثرات الخاصة، وتتضمن اللاتكس والصمغ الاصطناعي وطلاء الجسم الملون. وبينما تعتمد ناشطة حقوق الإنسان هذه فيما يخص روتين مكياجها اليومي على المستحضرات الخالية من المنتجات الحيوانية، من علامات مثل كات ﭬون دي، وميك أب فور إيڤر، وميك أب جيك، إضافة إلى أنستازيا بيڤرلي هيلز، وهو دليل آخر على قوة عزيمتها ورغبتها الشديدة في التغيير.