نُشِرَ هذا المقال لأول مرة على صفحات عدد مارس 2018 من ڤوغ العربية.
نبيل هارلو.. اسم لا يضاهيه في مهاراته أحدٌ؛ فكبير خبراء تصفيف الشعر لدى علامة بالمان هير كوتور -وهي أول دار أزياء توظِّف مديراً إبداعياً مختصاً بتصفيف الشعر- ابتكر بعضاً من أهمِّ الإطلالات الجمالية للعلامة والتي أصبحت من أشهر الإطلالات في عالم الجمال على الإطلاق، وهي بلا شك تسريحات ذيل الحصان اللافتة التي ظهرت فوق منصة عرض ربيع وصيف 2016. وهارلو هو المسؤول أيضاً عن تغيير لون شعر كلٍّ من كيندال جينر وجيجي حديد خلال عروض خريف وشتاء 2016، الأمر الذي أثار ضجةً كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا الموسم، يبدأ المبدعُ من جديد وهو أكثر ميلاً نحو الشعر الطويل والنظيف المفروق إلى الجانب من الرأس. يقول: “أحبُّ القصَّة الدقيقة فائقة الجمال ذات الخطوط الأنيقة”.
خلال نشأته في باريس كان هارلو، الفرنسي ذو الأصول الجزائرية، محاطاً بنساء عربيات قويات. وفي الوقت الذي كان يتشكَّل لديه حسٌّ في الأناقة، بلورت والدته عشقه لعالم الأضواء والشهرة. وعنها يقول: “كانت تبدو بالفعل كالممثلات، تشبه نوعاً ما الممثلة إيزابيل أدجاني”. وبالحديث عن ذكرياته، يعود كذلك إلى جدته وكيف كانت ترشُّ سحابةً من رذَاذ الشعر “إلنت” في الهواء فوق شعرها. وعن والدته وجدته يقول: “كانتا تتبعان الطريقة العربية في الاعتناء بنفسيهما بدقةٍ مفرطة، ولكن مع إضافة تلك النكهة الفرنسية إليها”. وقد أصبح هذا الخبير مغرماً بأفلام الأبيض والأسود من الثلاثينيات والأربعينيات، ويتذكر كيف كان يشاهدها مع جدته. “كنتُ مهووساً بالقيم الجمالية للنساء، وجمالهن على وجه التحديد، والطريقة التي كانت تتحرك بها شعورهن. في الحقبة التي أعيش فيها، لا يبدو الشعر ولا يتحرك بمثل تلك الطريقة. أردت أن أغيِّر ذلك. أردت أن أُعيد تقديم نوعٍ جديدٍ من السحر والجمال”.
وبعد أن ترك هارلو المدرسة في سن السادسة عشرة، واصل تعليمه في مجال تصفيف الشعر. وقد استغرقه الأمر سنةً كاملة ليتمكن من إقناع والده بهذه الخطوة، كما عمد إلى العمل كعارضٍ عدة مرات لدفع تكاليف دراسته. وخلال ذاك الوقت، عمل لصالح الفنان الأسطوري في مجال تصفيف الشعر ومنتجات العناية به، أورلاندو بيتا. وفي سن التاسعة عشرة، انتقل إلى مدينة نيويورك لتعلُّم الإنجليزية، وعمل في صبغ الشعر لدى صالون فريدريك فيكاي في شارع فيفث أڤنيو. وبعد سبع سنواتٍ عاد إلى باريس، وبدأ العمل في جلسات تصوير كما شارك في عمل تحريري مع محرِّر الموضة بنجامين غالوبين وهو ما يعتبره لحظةً حاسمة في حياته المهنية، فمن هنا انتقل إلى العمل في قطاع السينما. ولأنه لا يجيد تقنيات لا يمكن إتقانها إلا من خلال العمل في موقع تصويرٍ لفيلمٍ تدور أحداثه في القرن الثالث عشر، تنامت طموحاته. ومن ثم عاد هارلو إلى عالم الموضة والجمال بعد تلقيه عرض من أحد الوكلاء، وسرعان ما بدأ العمل بمنصبه الحالي لدى بالمان.
شهدت علامة بالمان هير كوتور التي تأسَّست عام 1974 ازدهاراً ملحوظاً منذ تولي هارلو لمنصبه، فهو مسؤولٌ عن كل شيء من تصميم المنتجات إلى تسريحات الشعر الخاصة بعروض المنصة. يقول: “أبتكر حملاتي الدعائية الخاصة، وأختار الفريق الذي سأعمل معه، والعارضات، والصور، والشعر الذي أريد رؤيته خلال الموسم”. تفانيه في العمل لا مثيل له، إذ طلب منه المدير الإبداعي لعلامة بالمان، أوليڤييه روستينغ، في أول عرضٍ له ابتكار ضفائر دريدلوك، وعن ذلك يقول: “قضيت شهراً كاملاً محبوساً في الأتلييه، وابتكرت يدوياً كل واحدة منها بحيث تطابقت مع لون الشعر الطبيعي لكلِّ عارضة من العارضات”. ومع مشاركة كلٍّ من ناتاشا بولي، وإيزابيلي فونتانا، ودوتزين كرويس في العرض، لابدُّ أنَّ الضغط كان هائلاً عليه.
ومنذ ذلك الحين، عمل هارلو مع جميع المشاهير من كيم كارداشيان ويست إلى الممثلة ليلى بختي والعارضة بات كليڤلاند، وهو يعتبر الكثيرات منهن الآن صديقاتٍ له، حيث يقول: “إن عملن معي، فهذا لأننا نفهم بعضنا البعض. لا يمكنني العمل مع مَن لا تثق بي”. ونجاحه في تحويل الجميلة ناتاليا ڤوديانوڤا إلى شقراء يميل لون شعرها إلى الأحمر مثالٌ واضحٌ على ذلك. يقول: “أعتقد أنَّ مصفِّفي الشعر مثل المصممين؛ إن اخترتِ ارتداء فستان من غوتييه، فإنِّ ذلك لرغبتكِ في أن تظهري مثل سيدة غوتييه. أريد أن أترك بصمتي على شعر زبوناتي”. ويستمدُّ هارلو تسريحاته من المكان الذي شهد بداية قصته: “لا تتبعي أيَّ قواعد. الشعر إحساس. عندما تقصِّيه لن تحتاجي إلى توجيه بل إلى نتيجة”.
موضوع متصل: دليل الخبراء لرموش أطول وأكثر كثافة باستخدام أحدث التقنيات