تابعوا ڤوغ العربية

هكذا هيمنت الشقيقتان هدى ومنى قطَّان على عالم التجميل

هدى قطان

من الرموش إلى العطور، تهيمن الشقيقتان هدى ومنى قطَّان على عالم التجميل عبر إطلاق المنتج تلو الآخر

نشر هذا المقال للمرّة الأولى في عدد شهر ديسمبر 2018 من ڤوغ العربيّة

في غضون خمس سنواتٍ لا غير، غيَّرت الشقيقتان هدى ومنى قطَّان نظرةَ العالم إلى مفهوم الجمال الشرق أوسطي تغييراً جذرياً. ويتعزز مظهرهما العربي الأصيل، بشعرهما الأسود الكثيف وقسمات وجهيهما البارزة، بإطلالتين جماليتين جريئتين تعشقهما النساء العصريات في المنطقة، وهما إطلالتان تقلِّدهما حالياً النساء حول العالم. 

أسَّست الشقيقتان قطَّان إمبراطورية تقدر بمليار دولارٍ أمريكيٍّ -المتمثلة في علامة “هدى بيوتي”- حيث تُباع منتجاتهما التجميلية في أكثر من 1500 متجرٍ حول العالم، وهما فضلاً عن ذلك تقدمان برنامجاً من الواقع عبر خدمة “فيسبوك واتش”، حققت الحلقة الأولى منه 6,1 مليون مشاهدة. والآن تُوسِّع الشقيقتان الأمريكيتان من أصول عراقية، والمقيمتان في دبي، عملهما لتدخلا مجال العطور. تقول منى، التي تصف نفسها بأنها خبيرة عطور، عن عطر “خيالي”، وهو عطرهما الأول من خطهما المؤلّف من أربعة عطور: “لطالما كان هذا حلمي. وهو اسم على مسمى. وقد أردنا اسماً عربياً لأن المفهوم ذاته يدور حقاً حول الشرق الأوسط”. وتقاطعها هدى بالقول: “لم ينتابني إحساس بأن العطور مجالٌ علينا خوض غماره، لكنَّ منى عرَّفتني إلى فن مزج العطور ودمجها معاً. إنه مفهومٌ مثيرٌ حقاً للاهتمام”. وتتكون المجموعة من عطر Elixir 11، وعطر Vanilla 28، وعطر Citrus 08، وعطر Musk 12، والتي صُنعت جميعها لتتمازج معاً بكل سهولة ويسر. تضيف هدى بالقول: “اتباع هذا التقليد يجعل مفهومنا فريداً من نوعه، ونودُّ نشر فكرة مزج العطور في العالم الغربي”.

”نريد أن تستوحي النساءُ الإلهامَ من فكرة أن بإمكانهن ابتكار هويتهن العطريّة الخاصة“ 

يرتكز العطر الرئيسي في المجموعة، وهو Elixir 11، إلى الورد. وعنه تقول منى: “يمكن استعماله كأساس ثم إضافة نفحات الليمون أو الفانيلا أو المسك إليه، فجميعها تندمج بسهولة مع الورد”. وتنوِّه الشقيقتان إلى أن النساء في الشرق الأوسط لا يخشين العطور؛ فهو شيء نشأن معه. تقول منى: “نريد أن تستوحي النساءُ الإلهامَ من فكرة أن بإمكانهن ابتكار هويتهن الخاصة عبر العطور”، وتضيف هدى: “بوسعهن استعمال مخيلتهن”. 

منى قطان

لجأت الشقيقتان قطَّان إلى فرنسا لصنع خط العطور، حيث تعاونتا مع شركة العطور Firmenich. وعن هذا تصرِّح هدى بالقول: “استعملنا الأفضل، اخترنا أجود المكونات والزيوت ذات أعلى تركيز”. وتتميز العلبة اللامعة التي تُحفظ فيها تلك العطور بشكلها اللافت الذي يشبه الزمردة وتزينها كلمات قليلة وصغيرة الحجم بألوان معدنية متعددة. أما العبوة الزجاجية فهي فاخرة للغاية وتمتاز بسدادتها التي تشبه الألماسة. وتأمل الشقيقتان في أن تحذو مجموعة “خيالي” حذو خطوطهما التجميلية الأولى وأن تحقق النجاح ذاته – فعندما افتتحتا شركتهما بطرح منتج الرموش الاصطناعية في العام 2013، بيعت المجموعة الأولى بكاملها في متاجر سيفورا المنتشرة في أنحاء متفرقة من المنطقة، وبلغت قيمة المبيعات 1,5 مليون دولارٍ أمريكيٍّ. وفي العام التالي، تمَّ إطلاق رموش “هدى بيوتي” في الولايات المتحدة، حيث قفزت قيمة المبيعات لنحو 10 ملايين دولارٍ أمريكيٍّ وفقاً لما نقلته التقارير. واليوم تبيع العلامة ملايين المنتجات في الشهر، من الرموش إلى لوحات ألوان الهايلايتر وحتى حمرة الشفاه السائلة، ومجموعة تعاون مع تويزرمان، وإكسسوارات التجميل، وكريم أساس، ومستحضرات خافية للعيوب. تعلِّق هدى بالقول: “نحن لا نبيع منتجات، بل نبيع أحاسيس”. 

يتابع الشقيقتين أعداد هائلة من المعجبين، لدى هدى 29 مليون متابعٍ على انستقرام وحده، إلا أنهما لا ينسجمان مع الآخرين دائماً. تقول هدى عن طفولتها ولاية تينيسي الأمريكية: “شعرت على الدوام بأنني مختلفة لأنني كنت من الشرق الأوسط، ففي حين كان معظم الناس [هناك] يتمتَّعون بشعر أشقر للغاية وبشرة بيضاء وعيون زرقاء، كان شعري كثيفاً وبشرتي دكناء”. ولم يعرف عديد من زملائها في المدرسة من أين جاءت. تردف قائلةً: “في ذاك الوقت، لم يكن هناك كثير من الجنسيات الشائعة، كانا يظنونني هندية أو أمريكية من أصول أفريقية. لم يكن الناس يعرفون الكثير حقاً عن الشرق الأوسط”.

عطر Citrus 08

ورغم نشأتهما الصارمة، إلا أن منى لقيت تشجيعاً على المشاركة في مسابقات الجمال. وعن هذا تقول هدى مستذكرةً: “كانت تشترك على الدوام في مسابقات الجمال، ودائماً ما تكون في سيارة كورفيت في مكانٍ ما. كانت الحسناء التي تحصد الجوائز، وأخبارها تظهر على الدوام في الصحف. وقد فازت بلقب ملكة جمال ولاية تينيسي الصغيرة، وأنا أردت التباهي بها”. أصبحت منى ملهمة هدى التي أضافت قائلةً: “حيث كنت أحاول تصفيف شعرها والعناية بمكياجها وجعلها تبدو أكثر جاذبيةً وأشبه بالدمية، ومنذ ذاك الحين بدأ حقاً اهتمامي بالتجميل”. كما شجعت شقيقتُها عليا، التي تكبرها بأحد عشر عاماً، عشقَ هدى للجمال. وفي سن الرابعة عشرة، كانت هدى تشذِّب حواجب عليا وصديقاتها. 

تعرَّفت هدى على زوجها، كريستوفر غونكالو، أثناء دراستها للإدارة المالية في جامعة ميشيغان-ديربورن. وانتقل الزوجان إلى دبي في العام 2008، بعد انتقال والديها إلى دولة الإمارات في العام 2003. وشجعت منى شقيقتها هدى على النظر في امتهان التجميل، وبعد أن تلقت تدريباً في أكاديمية جو بلاسكو للتجميل في لوس أنجليس، أطلقت مدونتها، “هدى بيوتي”، في العام 2010. وبعدما نشرت تقييمات مفعمة بالمصداقية عن مستحضرات المكياج ودروسَ تجميل تعليمية مسلية، أدخلت حسَّاً من المرح الممتع إلى عالم الجمال. ومن مناقشة سبل التعامل مع الشعر الزائد في الجسم إلى كيفية الحصول على أنف جميل كما لو خضع لعملية جراحية، تطرَّقت هدى إلى مواضيع كانت تُعدُّ في السابق من المحرَّمات. 

Elixir 11

وفي الوقت ذاته، أطلقت منى وكالةً للعلاقات العامة وافتتحت صالونَ التجميل “دول هاوس” بالشراكة مع رائدة الأعمال المقيمة في أبوظبي باما الفهيم في العام 2012. وفي العام التالي، ركزت منى جهودها على بناء إمبراطورية “هدى” ما شجعها على إطلاق خطها الخاص بالرموش. وبمبلغ استثماري بقيمة 6 آلاف دولارٍ أمريكيٍّ قدَّمته عليا، أطلقت الشقيقات أول مجموعة من رموش “هدى بيوتي” المصنوعة من فرو المنك المقلَّد والاصطناعي. وتتالت بعد ذلك نجاحات العلامة على نحوٍ مذهل. تختم هدى بالقول: “إنه جزء من الثقافة والتاريخ العربي، كما لو أن عشق الجمال يجري في عروق [العرب]”، وهو عشقٌ تتشاركه الآن مع النساء حول العالم. 

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع