تابعوا ڤوغ العربية

لقد انتصرت على السرطان: سيدة سعوديّة تروي قصّة كفاحها ضد سرطان الثدي

1000-im-a-survivor-a-saudi-womans-breast-cancer-story

الرسامة: جينا ديونيسيو

بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض السرطان في الرابع من شهر فبراير، نتطلّع إلى قصص الكفاح الملهمة في مواجهة هذا المرض. 

“لطالما رأيت إعلانات التوعية بسرطان الثدي في الشوارع ولكنني كنت أشيح بنظري عنها كما تفعل معظم السيدات، فالسرطان يرعب الناس وبالتحديد هنا في الشرق الأوسط. لأن البعض يعتقد أن الإصابة بالسرطان أمر وراثي، لذلك يزعمون أن إصابة أحد أفراد العائلة بالمرض تقلل من فرص الفتاة في الزواج. كما وصل بنا الرعب لدرجة أننا نتجنب ذكر اسم ‘سرطان الثدي’ ونستبدله عوضاً عن ذلك بـ ‘المرض الخبيث’.”

عواطف محمد الحوشان هي أم لخمسة أبناء ومعلمة سابقة، اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي في عمر الـ45 عاماً، أخبرت عواطف مجلة ڤوغ العربيّة قائلة: “كنت أستحمّ عندما لاحظت وجود تكتّل في الثدي، لكنني كنت أتّبع نظام حياة طبيعي ولم أكن مدخّنة، كما أنني لا أتناول إلا طعام منزليّ الذي أحرص على تحضيره باستخدام دهون صحيّة، لذلك لم أولي هذا التكتل أي اهتمام يذكر، إلا أن ابنتي وشقيقتي أصرّتا بأن أذهب لزيارة الطبيب.”

تشخيص الإصابة بسرطان الثدي
أمر الطبيب بأن تخضع عواطف لفحص ماموغرام وألتراساوند، وعندما كشفت الفحوصات عن وجود تكتلات، بقي أن يتأكد الطبيب من كونها خبيثة أم لا، فأمر بأخذ خزعة من الثدي، وقام طبيب الأشعة باستخدام إبرة رفيعة ومجوّفة لاستئصال عيّنة من نسيج الثدي، وعندها تأكّدت من إصابتها بالسرطان.

قالت السيدة عواطف: “لم أخفِ نتائج الفحوصات عن عائلتي، ولكنني أخفيت الخبر عن والدتي رحمها الله التي كانت مريضة في ذلك الوقت، لأنني لم أودُّ أن أقلقها.” كما أكدت أن زوجها الطيار المتقاعد من القوات الجوية الملكية السعودية كان وما زال الداعم الأول لها.

اكتشفت عواطف المرض في مرحلة مبكرة لحسن الحظ حيث كان الورم صغير الحجم (2 سم)، ولكنه بدأ بالإنتشار في الغدد اللمفاويّة الإبطيّة. لذا كان عليها الخضوع لعمليّة استئصال لنسيج ثديها والغدد اللمفاوية. فقام الطبيب باستئصال أنسجة الثدي والغدد اللمفاوية الـ20 كاملةً بينما وضعت تحت التخدير العام، وتقول: “أضعفت إزالة الغدد اللمفاويّة ذراعي كونها خط الدفاع الأوّل للذراع، لذا يتوجب علي العناية بذراعي بقيّة حياتي.” وقام الطبيب بعد عمليّة استئصال الثدي بإعادة بناء الثدي بأن أخذ عضلة من منطقة البطن السفليّة ليضعها مكان الثدي.

العلاج الكيماوي
تطلّبت المرحلة الثانية من العلاج أن تأخذ السيدة عواطف أربع جرعات من العلاج الكيماوي تتخللها فترة 20 يوم بين كل جرعة والأخرى، وهو عقار لعلاج مرض السرطان يستهدف الخلايا السرطانيّة سريعة الإنتشار ويوقف عمليّة انقسامها. وأنهت فترة العلاج خلال 3 أشهر تقريباً. “كان جسدي مُنهك وضعيف في الوقت الذي خضعت فيه للجلسة الثانية من العلاج الكيماوي، ولم تكن لديّ الطاقة لمقاومة الأعراض الجانبيّة التي جاءت على هيئة موجة من الضعف والمشاعر المختلطة، فقد غيّر الكيماوي شكل وملمس أظافري وسبب تهيجات في بشرتي، كما أصبحت متقلّبة المزاج ولا أملك شهيّة للأكل، والأسوأ من هذا كله كان تساقط شعري.”

خضعت عواطف خلال فترة العلاج الكيماوي لنظام غذائي صارم، حيث تقول موضّحة: “لم أكن قادرة على تناول الأطعمة الحارة التي تحتوي على التوابل أو أي أطعمة تحتوي على الليمون والأحماض، حيث يؤثر العلاج الكيماوي على المعدة فتصبح حساسة جداً وقد تسبب أطعمة كهذه الإلتهابات خلال فترة العلاج.”

استغرقت عواطف شهراً حتى تتمكن من استعادة قوّتها وتخليص جسمها من بقايا المواد الكيماوية، وبدأ شعرها بعد شهرين في النمو من جديد.

فترة الشفاء
استغرقت رحلة علاج عواطف عاماً كاملاً، وخضعت بعدها لفحص شامل للتأكد من خلو جسدها من الخلايا السرطانية. قالت السيدة عواطف: “شعرت بالراحة عندما علمتُ بخلو جسدي من الخلايا السرطانية. ووصف لي الطبيب حبوب تاموكسيفين Tamoxifen، وهو عقار وقائي لمرض سرطان الثدي، يعمل على حفظ توازن الهرمونات الأنثويّة، والتي تعتبر مرتبطة بهذا المرض عندما تتخطى حداً معيّناً. وقد التزمتُ بتناول هذا العقار على مدى خمس سنوات.” وعلى الرغم من ذلك توجد إمكانيّة ضئيلة لعودة المرض من جديد.

معتقدات خاطئة
تلجأ العديد من السيدات في مجتمعاتنا للعلاج باستخدام الوسائل التقليديّة غير الطبيّة عندما يكتشفن إصابتهن بسرطان الثدي، على الرغم من أن هذه الوسائل لن تفيد في الشفاء. تتراوح نسبة النجاة من المرض بين 93 إلى 100% عندما يتم تشخيص المرض في المرحلتين الأولى أو الثانية. وقد أنقذ الكشف المبكر حياة عواطف، حيث تقول بثقة: “تغلبي على مخاوفك واتبعي تعليمات الطبيب واهتمي بصحّتك.”

العمل التطوعي

السيدة عواطف متطوعة في جمعية زهرة لسرطان الثدي. جمعية زهرة هي جمعية خيرية صحية وتوعوية، رسالتها “معاً نسعى لمجتمعٍ خالٍ من سرطان الثدي”.

تعرفوا على المزيد عن جمعية زهرة لسرطان الثدي في المملكة العربية السعودية

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع