تابعوا ڤوغ العربية

الضوء في أحدث ابتكار ثوري في عالم الجمال

بعدسة ليام جودمان

أحدث ابتكار ينصح به أطباء الجلدية: جهاز مبتكر يبث أضواء LED متباينة الطول الموجي ويطور جهود العناية بالبشرة في المنزل

نُشر هذا المقال في عدد شهر سبتمبر من ڤوغ العربيّة

داخل الفرع الثاني لمركز مرمور الطبي، الذي يقع في امتداد جادة بارك أڤنيو الشهيرة في نيويورك، تعرض يافطةٌ مضاءة بمصابيح النيون الأرجوانية المتوهجة اسمَ المركز، وهو MM2. ولم يكن الاسمُ ما لفت نظري، وإنما تصميم اليافطة. الضوء هو بالتحديد ما جذبني للقاء طبيبة الأمراض الجلدية الدكتورة إلين مرمور بعد ظهر اليوم. ومنذ أن كشف باحثو وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عن فوائد العلاجات القائمة على المصابيح الباعثة للضوء في التئام الجروح، انتقلت العلاجات غير الجراحية (التي تستعمل الأطوال الموجية) إلى صميم ممارسات الأطباء المرموقين بعدما كانت تقع على هامش العلاجات الطبية. وأنا لست هنا للخضوع لأحد العلاجات التي يقدمها المركز، وإنما جئت لآخذ نسخة من جهاز الليد المنزلي من مرمور –واسمه إم إم اسفير- المقرر إطلاقه خلال الخريف المقبل بعد استيفاء اعتماده من قِبَل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. ويشبه تصميمه كعكة ”دونات“ محلّاة قادمة من المستقبل، بقُطر يبلغ نحو 30 سم، ويصدر أضواء قوس المطر بشكل يثير في النفس الإعجاب والثناء. تقول مرمور البالغة من العمر 49 عاماً: “إذا التقت آبل مع دايسون، لكانت النتيجة ستتمثّل في جهاز إم إم اسفير”.

في البداية ساورت الشكوكُ الدكتورةَ مرمور -المعتادة على التعامل مع أجهزة الليزر التي تعمل بكامل قوتها وينبغي التوقف عن استعمالها خلال وقت معين- حيال أجهزة الليد، ولكن بفضل تدفق فيض من الأخبار والتقارير التي تتناول فوائد العلاجات بالضوء منخفض المستوى، زالت عنها تلك الشكوك. ويخصص الضوء الأحمر لزيادة الكولاجين وتقليل الالتهاب، بينما يستهدف الضوء الأزرق البكتريا التي تسبب الطفح الجلدي. (هل تتذكرون أقنعة حبّ الشباب المتوهجة التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي العام الماضي؟). وتتابع دكتورة الأمراض الجلدية كاثلين إم ويلش من سان فرانسيسكو بانتظام جلسات الوخز بالإبر الدقيقة بالاستعانة بضوء ليد الأحمر: “تتحسن درجة تورّد المرضى، بينما ينخفض الزمن [المستغرق في العلاج] بمقدار يوم كامل”. ووفقاً للدكتور مايكل آر هامبلين، وهو باحث رئيسي بمركز ويلمان للطب الضوئي بمستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، فإن هناك ارتباط بين الطاقة البصرية (مقدّرة بالواط) والنتائج الملموسة. (وهذا هو السبب الذي يفسّر حالة الهوس تجاه أسرّة الضوء الأحمر التي تستوعب الجسم بالكامل: فالحجم يفرق). ومع ذلك، ما زال الدكتور يبصر قدرات كبيرة في المنتجات الصغيرة. “أتطلّع إلى اليوم الذي تمتلك فيه كل أسرة جهاز ليد أو جهازين لعلاج كل الحالات”، مستشهداً بارتفاع معدلات الطاقة وزيادة الراحة خلال النوم. وهو يعمل حالياً على الانتهاء من دراسة، تمولها وزارة الدفاع الأمريكية، ستتولى مقارنة تأثير أشعة الضوء تَحْتَ الحَمْراءِ القَريبَة والضوء الأزرق على الأداء الإدراكي.

“أتطلّع إلى اليوم الذي تمتلك فيه كل أسرة جهاز ليد أو جهازين لعلاج كل الحالات”

ولدى عودتي إلى المنزل بصحبة الجهاز، أوصلته بالكهرباء ثم بدأ التطبيق المصاحب (واسمه MMSkincare) يرشدني خلال الجلسة. وبطريقة لائقة، يطلب الجهاز صورةً ويطرح أسئلة خاصة بتقييم البشرة، ثم يصل بروتوكول يستمر لمدة 20 دقيقة مفصّل حسب احتياجات المستخدم عبر البلوتوث إلى جهاز إم إم اسفير – إما أحادي الطول الموجي أو عبارة عن مزيج متتابع يشمل ألوان الأزرق، والأحمر، والأخضر، والأصفر العنبري. (هناك عدد من الدراسات المقترنة بآثار الضوء الأخضر، لذلك تخطط مرمور لتنفيذ محاولاتها الخاصة؛ فبخلاف فوائده على الجلد، تقترح بعض الأبحاث أنه يعالج الصداع النصفي). ويتزامن جهاز الليد أيضاً مع ثلاثة أمصال جديدة وأقنعة ورقية هلامية مائية تنتمي إلى الجيل التالي من المنتجات وتمتد من الجبهة إلى ياقة الصدر المكشوفة كجزء من “مرمور ميتامورفسيس”، وهي مجموعة المنتجات التي ظهرت لأول مرة من إنتاج دكتورة الأمراض الجلدية. وإلى جانب المعينات الحيوية اللطيفة على البشرة والنباتات المقاومة للالتهاب، فإن التركيبات تشمل إنزيمَ الطحالب الضوئي بالأزرق والأخضر على سبيل المثال، والذي يقال إنه يساعد الحمض النووي على الإصلاح الذاتي حينما يتم تنشيطه بالضوء الأحمر والأزرق.

ورغم القلق الذي يساور بعض خبراء الجمال حيال الضوء الأزرق المنبعث من كل أجهزتنا الأخرى (مثل الهواتف الذكية وما شابهها)، فإن مرمور بنفسها تعتبر أن خطر التعرّض لمثل هذه الأضواء ضعيف. وعلى الجانب الآخر، فإن ما يقدمه من وظائف إضافية ذات قيمة عالية للغاية: فالجهاز مزوّد بوحدة مغنطيسية يثبت عليها الهاتف، وبذلك يسمح إم إم اسفير لمستخدمه بالاطلاع على رسائل البريد الإلكتروني وغيرها من المقالات (أو، في حالتي، تجربة تطبيقات التأمّل التي لطالما تجاهلتها) خلال جلسة العلاج بأضواء الليد. وعلى مدار فترة الاختبار الممتدة لعدة أسابيع، يصعب تحديد ما غيّر حالتي المزاجية وبثّ الطابع اللطيف الذي تضفيه المرشحات الفعلية على بشرتي. فهل هي الأقنعة ذات الحجم الفضفاض، أم فن التنفس الذي يتم تنفيذه بعناية، أم ذلك الوهج الأحمر الذي يشبه الرحم؟ على أية حال، أنا مستعدة لدخول عالم الضوء.

marmurmetamorphosis.com

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع