لماذا تتمتع بعض النساء بشعر طويل وغزير؟ سؤال لطالما راود الكثيرات منا. ومهما حاولنا، يبدو التألق بتاج جمال ينعم بتلك المواصفات أمراً بعيد المنال، بل وأصعب من تسلق الجبال. ولكن إذا ما امتلكتِ العزيمة والإصرار، فستحصلين بالتأكيد على وسيلة لبلوغ هدفكِ -بل ووسائل عدة– من تلك التي تحفز الشعر على النمو بسرعة ليكون أكثر طولاً وقوةً.
ووفقا لما ذكرته الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، فإن الشعر ينمو شهرياً بمعدل نصف بوصة تقريباً، ما يعني أنه ينمو بمعدل نحو ست بوصات سنوياً. ولكنه رقم تقريبي ويتفاوت من شخص إلى آخر، بحسب الجينات الوراثية. تقول أنابيل كينغسلي، الخبيرة الرائدة في علاج الشعر بعيادة فيليب كينغسلي في لندن ونيويورك: “مهما كان معدل نمو الشعر شهرياً، فليس هناك الكثير مما يمكننا عمله لزيادة طوله. ولكن يمكننا بالتأكيد تنفيذ خطوات تضمن أن ينمو شعرنا بمعدل مثالي، وزيادة قدرته على مقاومة التقصف، وألا يتساقط قبل موعده”.
وعبر تعزيز قدرة شعركِ على النمو ليكون أكثر طولاً وقوةً بأسرع معدل ممكن، ومن خلال استخدام زيوت لتطويل الشعر، تستطيعين التألق بشعر صحي من جذوره حتى أطرافه، وتغذية الشعرة من داخلها وخارجها والعناية بها جيداً. وهنا تقدم لكِ ڤوغ دليلاً مفصلاً لأسرار تطويل الشعر – بأقصى سرعة ممكنة.
هل الفروة السليمة تجعل شعركِ قوياً وصحياً؟
تقول كينغسلي: “بات من المعروف أن نمو الشعر يعتمد على صحة فروة الرأس. ولأن تلك الفروة عبارة عن طبقة جلدية، فيجب أن نوليها عناية تماثل تماماً اهتمامنا ببشرة الوجه”. وكي ينمو الشعر وتزداد قوته، فإنه يحتاج إلى مكان صحي يؤمن له الازدهار، وإهمالكِ لفروة رأسكِ له عواقبه.
تنصحكِ كينغسلي بغسل الشعر بالشامبو بانتظام – يجب أن تسعي في معظم الأيام إلى إزالة خلايا الجلد الميتة، والتخلص بأسلوب فعال من آثار العرق والتلوث البيئي والزيوت التي تتراكم على فروة رأسكِ. “إذا لم تغسلي شعركِ بالشامبو بما يكفي وظلت [الملوِّثات السابق ذكرها] على فروة رأسكِ، فقد يؤدي ذلك إلى تقشرها وتهيجها. وعندما تمرض فروة الرأس، يمكن أن يؤثر ذلك على صحة شعركِ. في الواقع، قد تؤدي إصابة فروة رأسكِ بالقشرة إلى تساقط شعركِ”.
وقد شهدت منتجات العناية بفروة الرأس ازدهاراً كبيراً في العام الماضي، إذ بدأت العلامات تنتبه أخيراً إلى أهمية الفروة في تغذية الشعر الصحي، منها علامة ساشاجوان التي أنتجت مؤخراً منتجيّ شامبو وبلسم مضادين للتلوث يعملان على تشكيل عازل خارجي لصد العناصر التي تهاجم فروة الرأس، فيما يحتوي قناعُ التطهير المصمم للاستخدام قبل الشامبو -من مجموعة هير ريتويل التي أطلقتها سيسلي- على طمي أبيض يمتص الشوائب ويحقق التوازن لفروة الرأس. وبالنسبة للنساء اللواتي يعانين بشدة من القشرة، فعليهن استخدام تونر فروة الرأس من فيليب كينغسلي يومياً، إذ يتميز بتركيبة تعتمد على البندق وساليسيلات الصوديوم تمتص الدهون وتعالج التهيج والالتهاب.
هل تؤثر الحمية الغذائية على نمو الشعر؟
تعتبر الحمية الغذائية الصحية ضرورية لصحة الشعر ومظهره، مثل البشرة تماماً. وعن ذلك، تقول كينغسلي: “يعد البروتين والكربوهيدرات المعقدة عناصر أساسية للحفاظ على جودة دورة نمو الشعر. لذا احرصي على إدراج هذه العناصر في حميتكِ. وأنصح بتناول كمية من البروتين تعادل مساحة راحة اليد –مثل السمك، والبيض، واللحوم الخالية من الدهون، والبقول، والكينوا– على الإفطار والغداء، وهما الوجبتان الأهم طوال اليوم لأن استنزاف الطاقة يكون على أشده خلالهما”.
ولا تمتنعي عن تناول الكربوهيدرات، إذ تحتاج بصيلات الشعر إلى الحصول على ما يكفي من الطاقة للنمو، لذا يجب أن تتناولي قدراً من الكربوهيدرات المعقدة، مثل الأرز البني، أو الخبز المصنوع من القمح الكامل، أو الشوفان مع كل وجبة.
ويضيف خبير تصفيف الشعر لوك هيرشيسون: “إذا كنتِ تفرطين في تناول الكحوليات والتدخين، فمن المرجح أن يؤثر ذلك على مستويات فيتامين ’ج‘ في جسمكِ”، مشيراً إلى أن هذا الفيتامين يساعد الجسم على امتصاص الحديد، الضروري لنمو الشعر. وينصح بتناوله كمكمل غذائي، أو إدراج الكيوي، والبرتقال، والبروكلي، وكرنب بروكسل في نظامكِ الغذائي.
ويؤكد هيرشيسون أن فيتامين ’د‘ (الموجود في الخضراوات الورقية ونبات الكيل) وفيتامين ’هـ‘ (الموجود في اللوز، والبطاطا الحلوة، والأفوكادو)، يعززان أيضاً من صحة الشعر.
هل يحفز تناول المكملات الغذائية نموَ الشعر؟
الجواب نعم. تقول كينغسلي: “رغم أن الشعر نسيج غير ضروري [لبقاء الإنسان على قيد الحياة]، إلا أن له متطلبات غذائية عالية، وقد يكون من الصعب تلبيتها عبر النظام الغذائي وحده. وقد تكون المكملات الغذائية مفيدة جداً إذ توفر للشعر عناصر غذائية يحصل عليها بسهولة”. وضمان مستويات سليمة من معادن معينة على وجه خاص سيحفز شعركِ على النمو ويساعد على منع تقصفه.
ما أفضل المكملات الغذائية للحصول على شعر أطول وأقوى؟
هناك ستة عناصر غذائية أساسية نحن في حاجة إليها للمساعدة في تطويل الشعر، وهذه العناصر هي:
الحديد
توصلت الأبحاث إلى أن نقص الحديد، الضروري للحصول على شعر صحي، يؤثر على نحو 25٪ من سكان العالم. وتضيف كينغسلي: “نحتاج إلى بروتين الفيريتين، الذي يعتبر مخزناً للحديد، للحفاظ على الأناجين الصحي (أي طور التنامي) لدورة نمو الشعر”.
البيوتين
يساعد البيوتين أجسامنا على تفتتين البروتينات، والدهون، والكربوهيدرات، ويمكن أن يؤدي نقصه إلى تساقط الشعر.
الزنك وفيتامين ’ب 12‘
تقول كينغسلي: “إنهما عنصران أساسيان للشعر، وفيتامين ’ب 12‘ كمكمل غذائي يعد مهماً للنباتيات على وجه خاص لأنه لا يتوفر سوى في المنتجات الحيوانية”. وكلاهما يساعدان في إنتاج الخلايا الجديدة للشعر وإصلاحها – ما يؤدي إلى تمتعكِ بشعر أطول.
الأحماض الأمينية الأساسية
لا تستطيع أجسامنا صنع هذه الأحماض بمفردها. تقول كينغسلي: “تعتبر الأحماض الأمينية من البروتينات، وشعرنا يتألف من البروتين، لذا أنصح بشدة بتناول البروتين كمكمل غذائي يومياً لتعزيز صحة الشعر”.
فيتامين ’د‘
تقول كينغسلي: “لفيتامين ’د‘ تأثير بالغ على دورة نمو الشعر لأن كل بصيلة تحتوي على هرمون مستقبِل لفيتامين ’د‘“. وتؤكد أن نقص فيتامين ’د‘ أمر شائع للغاية.
ومن أفضل المكملات الغذائية التي تحتوي على جميع العناصر المغذية التي نحتاجها كبسولات ’تريتشو كومبلكس‘ لفيليب كينغسلي، وتعد رائعة لاحتوائها على جميع هذه العناصر، عدا فيتامين ’د‘. ولتحصلي عليه، لا تبحثي سوى عن كبسولات ’فيتامين دي صن‘ من دكتورة نجمة طالب.
ما المنتجات التي ستعزز نمو الشعر لأقصى ما يمكن؟
إذا أصيب شعركِ بالتلف والتقصف، فلن يتجاوز نموه طولاً معيناً، لذا من المهم استخدام منتجات تساعد على تقليل التقصف. وتنصح كينغسلي باستخدام علاج بلسمي قبل الشامبو مثل ’بري شامبو غولد لاست العلاجي المكثف‘ من أوريبي للحفاظ على ترطيب ساق الشعرة، ما يساعد على تعزيز ليونتها وقوتها. وهناك منتج آخر رائع للحفاظ على روابط الشعر سليمةً واستعادة بنية الشعر وهو علاج ’نمبر 3 هير بيرفكتور‘ من أولابليكس، الذي يترك شعركِ لامعاً وناعماً أيضاً.
ما الذي يمكننا عمله لمنع تقصف الشعر؟
تجيب كينغسلي: “تجنبي الحميات الغذائية القاسية وبِدَعها، إذ تحرمكِ قيود هذه الحميات من العناصر الغذائية والطاقة، وقد يتسبب نقصها في تساقط مفرط للشعر”. وتنصح أيضاً بالامتناع عن ربط الشعر بإحكام لعمل تسريحات ذيل الحصان (إذ قد تؤدي إلى تقصف الشعر بجذبه من بصيلاته)، كما أن الحد من تناول الأسماك التي تحتوي على مستويات عالية من الزئبق، مثل التونة وسمك أبو سيف، يمكن أن يتسبب في تساقط الشعر.
ما الطريقة التي علينا اتباعها عند تمشيط الشعر بالفرشاة لتحفيز نموه؟
احرصي على استخدام فرشاة لا تضر بسطح الشعرة، فهو أمر يجعل خصلاتكِ عرضة للتلف. استخدمي فرشاة بأسنان مستديرة وبلاستيكية ولها قاعدة مبطنة وتجنبي الفرش الخشنة. وفضلاً عن ذلك، لا تبدئي تمشيط شعركِ أبداً من جذوره لأن ذلك يسبب احتكاكاً على ساق الشعر ويؤدي إلى تلفها. ابدئي من الأطراف حتى تصلي تدريجياً إلى الجذور.
كم مرة يجب علينا قص الشعر إن أردنا له النمو؟
يجيب خبير تصفيف الشعر جورج نورثوود، المصفف الخاص بدوقة ساسكس: “عليكِ قص أطراف شعركِ بطريقة غير ملحوظة كل ثلاثة أشهر، أي نقصّ أطرافه دون التقليل من طوله. تابعي ذلك مع استخدام علاجات لتقوية الشعر بانتظام لمنع تقصفه، وضعي دائماً منتجاً يحمي شعركِ من الحرارة عندما تستخدمين أدوات التصفيف الساخنة. كما أحب الكيراتين الذي يُثبت باستخدام أداة التصفيف لأنه يضيف البروتين للشعر”.
ويرى هيرشيسون أن قص أطراف الشعر بانتظام ليس ضرورياً، ولكن من المهم عدم التوقف عن زيارة صالون التجميل. ويعلل ذلك قائلاً: “حين لا تقصين شعركِ مطلقاً، من المرجح أن ستحصلين على أطراف جميلة حقاً، وناعمة، وتبدو بوهيمية ورائعة. ولكن ينتهي بها الحال إلى التقصف. وأنا لست من المصففين الذين يرون أنه يجب عليكِ قص شعركِ كل ستة أسابيع، ولكن قص أطراف شعركِ حتى كل ثلاثة أشهر فقط سيمنع تقصفه”.
نشر للمرة الأولى على ڤوغ البريطانية.
اقرئي أيضاً: تعرفي إلى خمس طرق مستدامة لتنظيف البشرة