تابعوا ڤوغ العربية

حصرياً: افتتاح ثاني متجر لعطور هيرميس على مستوى العالم في دبي

متجر هيرميس بارفان في مول الإمارات. بإذن من هيرميس

لا يخفى على أحد أن تاريخ هيرميس مشبعٌ بالكثير من العطور الفوّاحة. ومع ابتكار العلامة الشهيرة لعطور أيقونية أثبتت جدارتها على مرِّ الزمن -من مجموعة ’كاليش‘ إلى مجموعة ’أو دي مارڤيّ‘ وحتى أحدث عطرٍ ناجحٍ لها ’تويللي‘- فقد تقبَّل عشاق العطور الشغوفون بسرور بالغ تطورَ مسيرة الدار. وإذ توظّف جهود فنانين مميّزين في عالم الروائح الجميلة، فإن هذه العطور تنشر قيم هيرميس بالاستعانة بخبرات قلَّ نظيرها وبحرفية لا مثيل لها لابتكار منتجٍ فريد يصعب تكراره في غالب الأحيان. والآن، ومع افتتاح ثاني متجرٍ للعلامة على مستوى العالم بدبي، بعد نجاح أول بوتيك عطور لها في مدينة نيويورك، أصبح بإمكان سكّان المنطقة اختبار الفخامة المطلقة. ولدى سفرها إلى المدينة لحضور حفل افتتاح المتجر الجديد، تحدثت مديرة قسم العطور في هيرميس وأول صانعة عطورٍ من الجنس اللطيف لدى العلامة، المبدعة كريستين ناجل، إلى ڤوغ العربية في حوار مميّز تناول رحلتها والفكرة التي تقف خلف المتجر الجديد.

كيف دخلتِ عالم العطور؟

أنا نصف سويسرية ونصف إيطالية. درست الكيمياء، وأمام جامعتي كان هناك مختبر كنت أرى فيه كلَّ يومٍ أحد الأشخاص يقوم باختبار عطرٍ عبر رشه فوق أيدي السيدات، وتمنيت أن أنضم إليه، لذا تقدمت بطلب الانضمام إلى المدرسة الملحقة بالمختبر بعد أن تركت جامعتي في منتصف رحلتي التعليمية. في بادئ الأمر رفضوا طلبي أولاً لأنني امرأة، وفي ذلك الحين كان هذا العمل مقتصراً على الرجال فحسب، وثانياً لأنني لم أكن أنحدر من عائلة صانعي عطور، وثالثاً لأنني كنت سويسرية. وبدلاً من ذلك عرضوا عليّ وظيفةً أخرى، يقوم بها الآن ثلاثة أشخاص لا غير، وكانت تلك الوظيفة أن أقوم بشمِّ العطر وتسجيل مكوناته. ولأقدم لكم مثالاً، عندما تشمُّون العطر يكون منعشاً، إلا أنكم لا تستطيعون بالضرورة أن تحدِّدوا جميع مكوناته ودرجاته العطرية، فقد تكون الليمون أو البرتقال أو المندرين أو البرغموت. ومثلاً عندما أجد رائحة برتقال، كان عليَّ أيضاً أن أحدِّد مصدرها، إذ يمكن أن تختلف رائحتها وفقاً للبلد التي أتت منه، إنه تخصصٌ بحدِّ ذاته.

ما الذي جذبكِ في بادئ الأمر للعمل مع هيرميس؟

أعشق هيرميس، لقد كانت حلماً بالنسبة لي. لا يتقدم المرء بطلب العمل لدى هيرميس بل هم من يختارونه. عندما طلبوا مني أن أعمل لديهم، كان مظهري الخارجي هادئاً جداً ومهذباً، إلا أنني كنت متحمسة للغاية في داخلي.

ما شعوركِ وأنتِ تعملين في صناعةٍ يهيمن عليها الرجال إلى أبعد حدِّ؟

كان يتحكم بي الرجال في بداية مسيرتي المهنية، إلا أنَّ الأمر الآن لم يعد متعلقاً بالنوع الاجتماعي بل بالشخصية. إنه عملٌ حسَّاس.

واجهة متجر هيرميس بارفان في مول الإمارات. بإذن من هيرميس

عندما تبتكرين عطراً لهيرميس، من أين تبدئين؟

إن تأثرتُ بلحظةٍ في حياتي أو معرضٍ أو زهرة أو قطعة حلوى، تُخزَّن في ذاكرتي، وأبدأ العملية من هنا، وفي ذات الوقت أعمل كثيراً مع الروائح، في الصباح أقوم بشمِّ مكوناتٍ وأنا مدرَّبة جيداً على فعل هذا. الأمر أشبه بأن تكوني راقصة باليه. عندما تشاهدين الراقصة يبدو أمراً بسيطاً للغاية، ولكن خلف الكواليس هناك الكثير من العمل والتدريب. إنه مزيجٌ من العواطف والتمرين.

العمل لدى هيرميس مختلفٌ جداً عن العمل لدى أية علامة أخرى. أولاً لديّ كامل الحرية، ليس لديّ جدول زمني محدد، فابتكاري يصل عندما أكون مستعدة، وأختار موضوعي وأعرضه على بيير أليكسي دوما، المدير الإبداعي لعلامة هيرميس. وعندما يتعلق الأمر بسعر التركيبة فلا حدود لذلك، لديّ كامل الحرية في انتقاء المواد الأولية التي أستعملها، وأشتريها من جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يتم صناعتها وفقاً لطلبي، كما يمكنهم أيضاً اقتطاع الجزء الذي أطلبه بعينه من النبتة.

ويمكنني كذلك استعمال جميع المكونات ذات الألوان. إنه أمرٌ فريد. فالكثير من العلامات تشير إلى صانعي العطور الذين يطلبون منهم ابتكار عطرٍ ما بعبارة: ’’نرغب بالحصول على عطرٍ عديم اللون‘‘. بالنسبة للتسويق، من الأسهل اختيار لونٍ في مرحلة لاحقة من عملية الابتكار، لأن العطر ذاته شفاف. وفي عطر ’تويللي‘ على سبيل المثال، استعملت مسك الروم من نوعية جيدة جداً لونها أسود، وعند استعمالها في العطر تصبح بلون بني مائل للأصفر. وفي هيرميس، هذه ليست مشكلة صانع العطور بل مشكلة فني المختبر الذي يحين دوره بعدي. إنها هبة بالنسبة لي لأنه إن وجب عليَّ العمل مع مسك روم عديم اللون، فإنَّ رائحته مختلفة. أنا محظوظة للغاية لتمكني من استعمال جميع المواد الأولية دون تقييد.

في العادة، متى يحلّ عليكِ الإلهام لابتكار عطور هيرميس؟

في هيرميس يثقون بي، إنها هبة قيِّمة ولكنها في الوقت ذاته مسؤولية. وبالنسبة لعطر ’تويللي‘، استقيت الإلهام من جيل الألفية. كانت جميع العطور التي تستهدف هذا الجيل في الأسواق شديدة الحلاوة، مع الكثير من الكراميل. ومسؤوليتي بسبب تمتُّعي بالحرية هي ابتكار خيارٍ آخر. لست أنتقد درجات الكراميل العطرية، بل أعتقد أنني لو لم أقدّم أنواعاً أخرى من العطور، لكان ذلك تبديداً للإمكانات. بإمكاني فتح مجال لعطور أخرى، مع الزنجبيل ومسك الروم، ومع خشب الصندل، وأنا سعيدة للغاية لأن الشابات قد أحببنه، وربما بقيامي بدوري الصغير يمكنني تغيير عالم العطور.

ما هو نجاحك الأكبر في هيرميس؟

يقاس النجاح على مستويات مختلفة. فأنتِ تنجحين إن بعتِ الكثير من العطور، وتنجحين إن قام أحد أقرانكِ أو منافسيكِ بتهنئتك. وأحياناً يكون النجاح في مجرد ابتكار عطرٍ مذهل، حتى وإن كان استثنائياً فقد لا يصدر في اللحظة المناسبة في السوق ولكنه مع ذلك يعتبر نجاحاً.

الغرفة الخاصة في متجر هيرميس بارفان في مول الإمارات. بإذن من هيرميس

لماذا قرَّرت هيرميس افتتاح بوتيكها الثاني للعطور في دبي؟

دبي هي الخيار الأمثل لأنه في هذا الجزء من العالم يحبُّ الناس العطور. تاريخ العطور ينبع من هذه المنطقة. لا يجب أن ننسى مطلقاً هذا الأمر. لقد أجريت الكثير من النقاشات حول الطريقة التي يستعمل بها الرجال والنساء العطور هنا، واكتشفت فناً في صناعة العطور. ليس فقط مع العطور، بل أيضاً تقنية استعمالهم لها.

أعمل لمدة عامٍ كاملٍ لابتكار ميليمترٍ واحدٍ من تركيبة ناجحة، وهم يمزجون العطور. وبعد مراقبة فنِّ فعل ذلك، أصبح من الجيد بالنسبة لي الآن وضع طبقات من العطر، فالغرض من استعمال العطر هو أن يمنحكِ شعوراً جيداً. المسألة تتعلق بالمشاعر. إن وضعت عطراً له شخصية مميزة، لما لا؟ فهو يقدم رائحة مميزة فريدة.

أبتكر عطراً لهيرميس، بأسلوب هيرميس وروحها. صانعوا العطور الذين سبقوني، وهم كثر، ابتكروا عطوراً بالروح ذاتها، وقد حاولت مزج تلك الروائح معاً، وهو أمرٌ سهلٌ للغاية.

ما الميزة المفضلة لديكِ في البوتيك؟

كان افتتاح متجرٍ في دبي بالنسبة لي أمراً هاماً جداً. عندما يذهب المرء لاختيار عطرٍ ما، تكون الكثير من المتاجر مزدحمة بالعلامات وتملؤها الضجة، ولكن عندما يصل إلى متجر هيرميس، يجده صغيراً ومع ذلك توجد في الخلف غرفة خاصة. يمكن لجميع الزبائن عندما يصلون إن طلبوا شمَّ العديد من العطور الذهاب إلى الغرفة الخلفية وإسدال الستائر. المكان هادئ، ولدى الزبون كلَّ الوقت لاختيار أحد العطور أو تجربة وضع طبقات من عطورٍ مختلفة. أعتقد أنَّ هذه هبة. أن يأخذ المرء وقته لانتقاء عطرٍ ما.

ماذا تعني الفخامة بالنسبة لكِ؟

أعتقد أنَّ هيرميس تجسِّد الفخامة. وفي رأيي عندما يكون غرضٌ ما قديماً ولكن ما يزال مرغوباً على مرِّ الزمن -مثلاً عندما تتلقى امرأة حقيبةً أو وشاحاً من أمها أو جدتها ولا تزال ترغب به-  فتلك فخامة. وسبب كون ذلك ممكناً هي المواد الأولية، فهي تمثّل جوهر هيرميس، إنها عملية طويلة. وهيرميس تنتقي الأفضل فقط، كما أننا نركز أيضاً على التجارة المنصفة والبيئة، فعندما أختار مكوناً ما أهتمُّ جداً بمعرفة المصدر الذي يأتي منه، ومدى كونه مستداماً، من أجل سلامة العالم. وهذا ينطبق على جميع المنتجات في هيرميس.

يقع متجر هيرميس بارفان في مول الإمارات بالطابق الأرضي بجانب سنترال غاليريا.

دليل الحمامات الفاخرة (لأننا جميعنا بحاجةٍ إلى الاسترخاء)

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع