لطالما سلّطت سوقُ مستحضرات التجميل الدنماركية الضوءَ على أهمية أساليب الجمال القائمة على عدم المبالغة في استعمال المستحضرات، واهتمت بالمكونات الطبيعية مثل خصائص ثمرة الآساي المعزِزة للبشرة طوال سنواتٍ قبل أن تصبح تلك الثمرة من الضروريات على مائدة الإفطار، وأيضاً اهتمت بالتغليف الأنيق والفعَّال للمنتجات. (لا عجب في ذلك، فهذا هو البلد ذاته الذي ينحدر منه المهندس المعماري والمصمم والفنان الحداثي الرائد آرني جاكوبسن).
وفي حين أن العديد من شركات التجميل هذه ما تزال غير معروفة كثيراً خارج أوروبا، إلا أن هذا الوضع على وشك أن يتغير. فالعلامات الصغيرة تبتكر زيوتاً “خارقة للعادة”، وزيوتاً للعين ثرية بالقهوة، وكريمات تسمير ذاتي ناعمة بحيث تندمج مع البشرة دون أن تظهر للعيان، وما هو أكثر من ذلك. ومع توافد عشاق الموضة إلى مدينة كوبنهاغن للتعرف إلى أحدث الابتكارات التي تقدمها ’مدينة القمم‘ إلى عالم الأزياء خلال أسبوعها للموضة، إليكِ نظرة على بعضٍ من منتجات العناية بالبشرة والمكياج الدنماركية الرائعة.
لن تجدي امرأة دنماركية لا تحتفظ في خزانة علاجاتها بمنتجات ردولف كير، وهو خط لمنتجات العناية بالبشرة والشعر والوقاية من أشعة الشمس مقره كوبنهاغن، وهو حائز على اعتماد علامة “نورديك إيكوليبل” ويستوفي كذلك متطلبات معيار مستحضرات التجميل العضوية “كوزموس”. وتشتمل المستحضرات المميزة لهذه العلامة التي تأسست قبل تسعة أعوام على زيت الوجه المقاوم لعلامات الشيخوخة المعزّز بالآساي الحائز على الجوائز، وهو علاج ثري بمضادات الأكسدة يفوح بعبير نفحات من الغابة البرازيلية المطيرة، وشامبو النعناع العشبي، وهو غسول مغذٍّ يقوي الشعر في حين يلطف فروة الرأس، وكذلك منتج إيه هينت أوف سمر الذي أُطلق مؤخراً، وهو كريم تسمير ذاتي للوجه والجسم مصمم ليندمج بشكل جيد مع منتجات العناية ببشرتكِ.
“يجب أن تكون خطوات التألق بمظهر رائع سهلة وبسيطة – ولا تستغرق وقتاً طويلاً”، هذا ما تعتقده مؤسسة علامة ترومبورغ وخبيرتها التجميلية ماريان ترومبورغ. وقد أصبح خطُ منتجات التجميل والعناية بالبشرة المصنوعة من مكونات طبيعية هذا ولأول مرة، في عامه الخامس عشر، الاختيارَ الأول لرائدات الجمال الدنماركيات بفضل التزامه بمعايير البساطة والنقاء وكذلك اتباعه للأسس العلمية. وبينما يشتهر هذا الخط بمنتجه ليب كيور، هناك العديد من المنتجات الأخرى التي تجدر الإشارة إليها، وعلى وجه الخصوص منتج إنريتشمنت ليڤ أون ماسك، وهو علاج عالي الفعالية يحارب علامات الشيخوخة، وكذلك منتج بيكد مينيرال سيلك، وهو صباغ خفيف ولامع بالأصفر الفاتح يستعمل لتدفئة الوجه وإضاءته ونحته.
منذ وقتٍ طويل، تلتزم علامة كارماميجو -التي أسستها عارضة الأزياء السابقة ميت سكجايربيك بمدينة كوبنهاغن في العام 1999- بمنتجات العناية بالبشرة العضوية. ويضم خطها العديد من المنتجات الرائجة جداً (منها بلسم ملطِّف متعدد الاستعمالات، ورذاذ للوجه مخفِّف للاحمرار، ومنظف مائي ثلاثي الوظائف للبشرة يعمل على تنظيفها ونحتها وترطيبها)، ولكن منتجاتها الأروع هي بلا شك مجموعتها من الفُرَش الجافة، وهي أداة تقشير مفضلة لدى محبي ارتداء الكاب. وتلك الفُرَش تبدو جميلةً تماماً مثل ملمسها، وهي مصنوعة من خشب الزان وبها شعر طبيعي خشن مستخرج وفق معايير الاستدامة.
عانت ترايس كريستيانسن المولودة في كوبنهاغن من التهاب الإكزيما طوال حياتها، ولكن بعدما تفاقم وضعها عندما انتقلت إلى مدينة نيويورك وأصبح أسوء من أي وقتٍ مضى، عزمت على معالجته بشكل نهائي وتام. حيث خاضت بحماس منقطع النظير عالم الطب الشمولي لتطلق علامة راو باي ترايس. وسرعان ما تحول الإنتاج الذي بدأ مع زيت “خارق للعادة” واحد فقط إلى خط ناجح من زيوت الوجه الطبيعية بنسبة مئة في المئة وغير ذلك من الكريمات التي تضرب بجذورها في أعماق مبادئ البساطة الاسكندنافية. (تعشق نجمةُ إطلالات الشارع بيرنيل تايسبك كريمَ علاج العين المعزَّز ببذور القهوة). أمَّا منتجها التالي فهو أول مطهّر على الإطلاق يصدر عن هذه العلامة، والذي سيتم إطلاقه في سبتمبر، ومن المؤكد أنه سيكون إضافة أنيقة إلى نظام العناية بالبشرة.
يشتهر بوتيك لوبارول بمدينة كوبنهاغن بعرض بلوزات ذات تصاميم خلابة وإكسسوارات لافتة للغاية، إلا أنَّ هناك أمراً آخر يميِّز هذه الدار أيضاً وهو علامتها فيكوس فوليوم. وبالرغم من أن خط المنتجات المصنعة من مكونات طبيعية الذي تنتجه العلامة صغيرٌ نسبياً -يشتمل على كريم لليدين وبلسم للشفاه ثريين بمكونات من بالي- فإن مفعول مستحضراته كبيرٌ وواضح، ويمكنكِ التحقق من ذلك من خلال رائدات الأناقة اللواتي يشترين منتجاتها التجميلية المعطرة بالزنجبيل والليمون إلى جانب شرائهن أقراط صوفي بيل براهي الألماسية من البوتيك.
يقدم فراما، وهو متجرٌ متخصص في الأثاث وتصميم الديكور في كوبنهاغن يتبع النهج التبسيطي، كلَ شيء، بداية من المقاعد الفولاذية مثلثة الشكل وحتى المصابيح المتدلية الثرية باللمسات المعمارية متناهية الدقة. ولكن مجموعته الطبية المكونة من أربعة مستحضرات مصنوعة في كوبنهاغن من مكونات طبيعية ومحفوظة في عبوات زجاجية إيطالية قد تكون أكثر ما يميز مشغل التصميم ذاك. وتشتمل المجموعة على غسول منعِّم لليدين إلى جانب لوشن بني داكن معطّر بعبير خشب الصندل وخشب الأرز واليلانج، بالإضافة إلى مستحضريّ ماء عطر، والمنتج الأحدث من بينهما عبارة عن مزيج غامض من الطحالب والأعشاب الآتية من جزيرة قبرص في البحر المتوسط، تعلوه نفحات من عبير الورد والليلك والعشب البحري. ولأنه يحمل الاسم 1917، فيمكن اعتباره عودة إلى الأصول على نحو أفضل.
والآن اقرئي: هكذا يؤثر الشرق الأوسط في أناقة العارضة ميغان بورمر
نُشِر للمرة الأولى على Vogue.co.uk