تابعوا ڤوغ العربية

هكذا تستطيعين توليف عطركِ الفريد الذي يميِّزكِ أينما حللتِ

آمنة الحبتور مالكة علامة ’أركاديا‘ للعطور الراقية في دبي

آمنة الحبتور مالكة علامة ’أركاديا‘ للعطور الراقية في دبي

هل حلمتِ يوماً بأن يكون لكِ عطركِ الخاص الذي يميِّزكِ عن الأخريات؟ لا مشكلة، حيث يمكنكِ بكل بساطة توليف عطركِ المنشود بنفسكِ من خلال مزج عدة عطور مختلفة معاً. والأمر هنا أشبه بتنسيق إطلالتكِ الخاصة من الأزياء؛ فمع كل طبقة عطرية تتألقين بها، تماماً مثل ارتداء كل قطعة من أزيائكِ، تضفين نوعاً من التفرّد والتميّز على مظهركِ. ويتماشى فن مزج الطبقات العطرية المختلفة -مزج نفحات دافئة وجذابة في القاعدة، مع إضافة نفحات الزهور والموالح أعلاها- مع رغبتنا في تفصيل كل شيء لأنفسنا وعلى حسب أذواقنا الخاصة. وهذا الإجراء كفيل بتحسين مزاجكِ بشكل ملحوظ، وسيضفي عليكِ مزيداً من الجاذبية في أي مناسبة تشاركين فيها.

يجد هذا المفهومُ صداه لدى منى قطّان، الشريكة المؤسِّسَة في علامة “خيالي” Kayali للعطور المنضوية تحت مظلة هدى بيوتي. وتم إطلاق أولى مجموعات علامة العطور هذه في أربع عبوات بهدف توليف عطر جديد عبر وضع طبقات من كل منها. تؤكد: “مع كل مرة تولّفين فيها عطراً جديداً، تصنعين لحظة مميزة في حياتكِ. ومع كل مرة يداعب فيها عبيرُ هذا العطر أنفكِ، ستتذكرين أولَ مرة أنعشتكِ رائحته. ونحن البشر لدينا قصص عديدة، وطبقات عديدة أيضاً. ومع “خيالي”، يمكنكِ اختيار العطر الذي يناسب حالتكِ المزاجية”.

عطر من "خيالي"

عطر من “خيالي”

وثقافة الشرق الأوسط ليست في الواقع بعيدة عن تقليد وضع طبقات عطرية مختلفة معاً لتركيب عبير عطري أكثر عمقاً وتعقيداً يفوح بعبق لا مثيل له، بدلاً من وضع عطر واحد رقيق على الطريقة الفرنسية. يمكنكِ مثلاً الاستعانة بالعود أو العنبر أو البخور أو بخور اللبان أو المسك في طبقات القاعدة، فهذه المكونات التقليدية وأساليب استخدامها متأصلة في ذاكرتنا جميعاً. “تركيب العطور بطريقة الطبقات يعود للعادات والثقافة العربية”، هكذا تقول آمنة الحبتور، مؤسِّسَة علامة ’أركاديا‘ للعطور الراقية في دبي. وتضيف: “نحب الارتقاء بعطورنا عن طريق إضافة طبقات من البخور، فهو يمنحها عبيراً مميّزاً، وفي الوقت نفسه يحافظ على نفحاتها الأصلية”.

اتجه عدد من صانعي العطور مؤخراً إلى اتباع هذا النهج الذي ينطوي على وضع طبقات عطرية تلو الأخرى؛ فإلى جانب استخدام مكونات العطر على الطريقة الشرقية، أصبح هناك اتجاه متزايد نحو استخدام الزيوت العطرية، وكذلك الأمر بالنسبة لرذاذ الشعر ومستحضرات اللوشن خفيفة القوام، مثل عطر جيبسي واتر من بايريدو، وعطر الشعر روز أوف نو مانز لاند. كما أطلقت علامة العطور البريطانية الجديدة أوستنز مجموعةً من الزيوت المعطّرة لاستخدامها بصحبة ماء العطر من إنتاجها، حيث يصطحب كلُ نوع ثمين من هذه الزيوت عشاقَ العطور في مغامرة عطرية فريدة من نوعها. وإجمالاً، نقول إن أسلوب توليف العطر نفسه هو ما يجعل نفحاته خفيفة أم عميقة، هادئة أم قوية، وهو أيضاً ما يوازن عبيره أو يغيّره بالكلية.

ويمنح متجر ’إكسبريمنتال بيرفيوم كلوب‘ -الذي أسسته صانعة العطور إيمانويل موغلين بهدف تشجيع عملائها على الإقبال على تجربة توليف العطور في المنزل- لعشّاق العطور فرصةَ تجربة المزج بين العطور المختلفة والمواءمة بينها. ولتحقيق تلك الغاية، أطلقت موغلين مجموعة باسم “لايرز” (أي: طبقات) تتكون من ثلاث نفحات عطرية مختلفة تشكل طبقة علوية وقلب وقاعدة، والتي يمكن استخدام كلٍ منها على حدة، أو المزج بينها بأية طريقة. تقول موغلين: “ما دفعني لتأسيس ’إكسبريمنتال بيرفيوم كلوب‘ في الأصل هو رغبتي في أن أيسّر على كل شخص اقتحام عالم العطور، وبالأخص فن إبداعها وتوليفها”، مضيفة: “ما أريده هو أن يتحكم مستخدمو العطور في العطر الذي يضعونه بطريقة مشبّعة بالإبداع. أريدُ أن يكون لهم رأيهم الخاص، وهذا ما يتحقق عندما يصنعون عطرهم بأنفسهم ويبدعون عبيره المميّز دون القلق من عمل ذلك بطريقة خاطئة”.

ولكن، ما الطريقة التي توضع بها طبقات العطور؟ هل سيكون عطراً مميّزاً بنفحاته الدافئة والحلوة، أم سيكون منعشاً ومثيراً؟ من وجهة نظر آمنة، ليس هناك صواب أو خطأ في طريقة وضع طبقات العطور. “إذا أردتُ الحصول على عطر خفيف ومميّز، أعمدُ إلى استخدام خشب العود فقط، فهو وحده يتميّز بنفحاته القوية جداً. كما أن إضافة طبقة علوية من عطر خفيف تعطينا مزيجاً جميلاً. وإذا أردتُ الحصول على عطر يمتاز بنفحات عطرية عميقة، فأعمدُ إلى استخدام بخور خفيف الرائحة مع عطر قوي”. ولآمنة طقوس خاصة في وضع طبقات العطور، فهي تحضِّر البخور أولاً ليتغلغل دخانه في ملابسها وعباياتها، ثم تعمد بعد ذلك إلى رش العطر الملائم لحالتها المزاجية في ذلك اليوم، وتكمل هذه السيمفونية العطرية بوضع زيت العود أو المسك على رسغيها، وخلف أذنيها.

وتوصي ليندا بيلكينغتون، مؤسِّسَة متجر ’أورموند جين‘ للعطور في لندن باستخدام عطر عود كمبودي كقاعدة، مع الالتزام بنفس عائلة النفحات العطرية للطبقات الأخرى. تؤكد: “إذا كنتُ بصدد مزج العطور، فسأختارُ خشب الصندل الكريمي الناعم أو أي نفحات عطرية شرقية أخرى لأمزجها مع العود. ولا يصلح هنا استخدام عطر خفيف مثل الكولونيا”. ومن جانبها، تصف قطّان عطرها ’ڤانيلا 28‘ من ’خيالي‘ بالكريمة الحلوة التي تزيّن وجه قالب الكيك. تضيف: “أضعُ عطر ’ڤانيلا ‘ فوق كل شيء. وهو دائماً ما يكون آخر عطر أتعطرُ به. إنه يجعل كل شيء أكثر دفئاً، علاوة على أنه لذيذ جداً”.

العطر تجربة شخصية جداً، وتعتمد طريقتكِ في وضع طبقات العطور على ما تريدين أن يعبّر عنه عطركِ في شكله النهائي بلغته الخاصة. فالورد والياسمين يتحدثان بلغة الإغراء، أما الموالح فتأخذكِ إلى عالم التجارة والأعمال، بينما يتخذ المسك أناقة “حمرة الشفاه المطفأة”. وأيّاً كانت اللغة، فلن تضطري بعد اليوم للتعطر في الصباح بعطر يظل ملازماً لكِ طيلة النهار. فالآن، أصبح بإمكانكِ توليف عطر يروق لذوقكِ الخاص كما يحلو لكِ.

نشر للمرة الأولى على صفحات عدد أكتوبر 2019 من ڤوغ العربية.

اقرئي أيضاً: عبر أحدث باقات مجموعة ’سوبليماج‘.. شانيل تجعل من روتين تنظيف البشرة ترفاً لا يقاوَم

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع