بعد نجاحهن في اجتذاب ملايين المتابعات والمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي للعلامات التي تحمل أسماءهن، إليكِ فنانات التجميل السعوديات اللواتي يسهمن في تطوير هذا المجال مع كل إطلالة يبدعنها
نشر هذا المقال في عدد شهر يونيو 2019 من ڤوغ العربيّة
نورة بو عوض
تستهلّ فنانة التجميل نورة بو عوض حديثها قائلةً: “حينما بدأتُ مسيرتي في هذا المجال، واجهتُ معارضة شديدة من عائلتي وجميع الناس من حولي. وكل ما فعلته أني أغمضتُ عينيّ وواصلتُ المضي في طريقي”. بيد أنه لم يمر وقت طويل حتى صار نفس هؤلاء الأشخاص من الداعمين لها. وقد قطعت نورة شوطاً طويلاً حتى نجحت في اجتذاب أكثر من مليونين و700 ألف متابع لها على انستقرام، لتودّع على إثر ذلك تلك الأيام التي كانت تدّخر فيها نقود طعام غدائها كي تشتري مجموعة من ظلال الجفون بدلاً منها. “بدأتُ وضع المكياج لصديقاتي حين كنّا نخرج معاً، ثم عملتُ خلال الصيف في وظيفة بصالون محلي وأخذتُ بفضل عملي أكتسبُ سمعةً مذهلة”. وتقدمت نورة خطوة أخرى عندما أطلقت خطاً باسمها لمستحضرات التجميل والرموش المستعارة، عام 2016. ومنذ ذلك الحين، توسعت علامتها لتشمل حُمرة شفاه بثمانية ألوان غير لامعة، وإسفنجتين لوضع المكياج. تقول: “ألهمني جمال الفتيات السعوديات بوجه خاص. وأتخذُ أشكال عيونهن وألوان بشرتهن قاعدةً لي في اختيار جميع ألوان حُمرة الشفاه التي أصنعُها، والمستحضرات اللامعة التي أعتزمُ إطلاقها قريباً”.
نوف عبد الله
تستهل نوف عبد الله حديثها قائلةً: “فكرة أن يكون المكياج من المحظورات أثارت اهتمامي وشغفي به للغاية”. أصقلت نوف، التي تقيم في الرياض، ولعَها بعالم التجميل عبر مشاهدة مقاطع الفيديو ومزج مختلف التقنيات التي تشاهدها معاً. وكان عملها مستشارةَ تجميل لعلامة “شانيل” أولَ تجربة احترافية لها. “أهم شيء في عملي الأول هذا أنه حين سمح الملكُ عبد الله للمرأة بأن يكون لها دور أكبر في المجتمع والمتاجر العامة والهيئات الحكومية ومجلس الشورى، كنتُ من أولى النساء اللواتي عملن في هذا المجال”. وبعدما انتقلتُ للعمل في “ماك كوزميتيكس”، تعلمتُ المهارات الإبداعية لفن المكياج. وتوضح قائلةً: “إنها الإطلالات الإبداعية التي تكون مناسبة أكثر في التصوير”. ومع المزيد من العلامات العالمية التي تنظر إلى السعودية باعتبارها سوقاً مهمة لمستحضرات التجميل، لاحظت نوف تحولاً في هذه الصناعة. “تعد السوق السعودية أكبر أسواق الشرق الأوسط. ومعظم النساء يعملن ويمكنهن شراء منتجات العلامات الكبرى، ويرغبن في التجربة والتألق بمظهر جريء عبر إطلالات المكياج الجديدة التي تشكّل هوياتهن المتفردة”. وعن نهجها في التجميل، تقول إن المكياج أشبه بالعلاج. تقول: “إذا شعرتِ بالقوة فإن إطلالتكِ ستكون مفعمة بالحيوية، وإذا شعرتِ بالثقة فإن الإطلالة الطبيعية هي مكياجكِ الأنسب”.
حصة العجاجي
تقول حصة العجاجي: “أتذكرُ المرة الأولى التي قيل لي فيها إن عملي ألهم أحدهم، فقد جعلني ذلك أشعرُ في الواقع بأني لمست الناس بالفن. وأثار ذلك خجلي ولكنه حفزني في الوقت ذاته”. وتنتمي حصة، التي وُلِدَت بالرياض ونشأت فيها، إلى الجيل الجديد من فنانات التجميل. وعن ذلك تقول: “لأنه مجال جديد نسبياً هنا وينمو بسرعة، أحياناً أشعرُ بأننا في سباق ولكنه أمر صحّي”. وتلفت تحديثاتها على انستقرام انتباهكِ على الفور إذ تُبرز العارضات بوجه طبيعي، وبشرة لامعة، مع لمسات من حُمرة الخدود، والألوان الزاهية. وخلال تجاربها في رسم العيون بخطوط غرافيكية آسرة، لا تخشى حصة التفكير بعيداً عن المألوف – ففي إحدى صورها المنشورة على انستقرام، لوَّنت حاجبيّ عارضتها بالبنفسجي، وفي أخرى وضعت للعارضة شهد سلمان ظلالَ جفون صفراء ورسمت خطاً غرافيكياً أحمر. ولدى سؤالها عن أفكارها الجمالية، أجابت: “إنها تتغيّر مع الوقت ولكني أجدُ نفسي أعود دائماً، عند الضرورة، إلى المكياج البسيط والطبيعي وأضع مسحة لونية”. ولكن ماذا عن خططها المستقبلية؟ تجيب: “أعمل على إطلاق فرشاتي الخاصة في نهاية 2019، آمل ذلك”.
وعد التركي
بدأ المكياج، بالنسبة لوعد التركي، كهواية في بادئ الأمر. تقول: “اعتدتُ تجربته على صديقاتي وبنات عائلتي. والآن أصبح مهنتي”. ولكن لم يكن الطريق مفروشاً بالورود أمام فنانة التجميل المقيمة في الرياض، ففي بداية مسيرتها المهنية كانت وحدها، وعن ذلك تقول: “عارض الجميعُ رغبتي في مواصلة مسيرتي في هذه المهنة”، ولكن والدتها أدركت مدى إصرارها، وعنها تقول وعد: “شرعَت في مساعدتي بتوفير مساحة لي في المنزل لممارسة عملي، واشترت لي أدوات المكياج، وشددت على أهمية الجمال. ومنذ البداية، كان والداي مَن ساعدني وأفسح المجال أمامي للتقدم في حياتي المهنية”. وبفضل نشر عملها على انستقرام، اكتسبت دفعةً قوية في مسيرتها المهنية، تقول: “لم يكن هنالك سوى عدد قليل من فنانات التجميل السعوديات على انستقرام آنذاك. ولاحقاً، زاد الطلب عليهن سريعاً، وازدادت ضغوط العمل. وقد ساعدتني مواقع التواصل كثيراً”. والآن يمكن أن نجد وعد تُلقي دروساً احترافية في فنون المكياج وتتعاون مع العلامات العالمية، مثل “ميك آب فور إيڤر”، وكذلك مع نجمات مثل فوز الفهد. وتركز فنانةُ المكياج هذه، التي تفضل الإطلالة الجمالية النضرة، على إبراز الملامح الطبيعية لعميلاتها. وتتمثّل إطلالتها الجمالية المميّزة في “البشرة الصحيّة، والحواجب الطبيعية بأطراف مدببة قليلاً، ورسمة عين القطة دون وضع ظل للجفون أو ألوان زاهية، وإضافة قليل من الهايلايتر في الزاوية الداخلية للعين، والرموش الكثيفة باستخدام الماسكارا بدلاً من الرموش المستعارة، والشفاه اللامعة”.
رائدة أعمال بحرينية تحتفي عبر علامة أزيائها بالأناقة العصرية المحافِظة.. تعرفوا إليها