يعرف الكثيرون فوائد الاستحمام بالمياه الباردة، ولكن رغم ذلك، نسبة كبيرة منهم لا يقومون بهذه العادة، ويفضّلون اختيار المياه الفاترة أو الساخنة، خصوصًا وأنّ لها خصائص تبعث على الاسترخاء.
الصورة من موقع Freepik
قد تبدو لك فكرة الاستحمام بالمياه الباردة غريبة، وتشعرين بالتردّد حيال تجربتها، رغم أنّ قيامك بذلك بين الفترة والأخرى مفيدٌ جدًّا لصحّتك الجسديّة والذهنيّة. في الحقيقة، إنّ غمر الجسم بالمياه الباردة الممزوجة مع الثلج، هو علاج يعود أصوله إلى اليونان القديمة، وهو يحظى اليوم بإقبال كبير من قِبَل الكثيرين، خصوصًا وأنّ له إيجابيّات كثيرة على الصحّة، وأنّ اعتماده ممكن بشتّى الطرق. فيمكن الاستحمام بها بالطريقة المُعتادة، أو ملء حوض السباحة بها مع إضافة مكعّبات الثلج والجلوس به للوقت الذي تحتملينه، أو زيارة منتجعات توفّر الخدمة نفسها في أحواض مُزَوَّدة بأنظمة تدليك. وعلى قدر ما يبدو الأمر لك غريبًا، إلّا أنّه عليك أن تدركي أنّ الاستمتاع بهذه التجربة أسهل ممّا تعتقدين، والسرّ هو بتعريض جسمك بأكمله للماء فورًا، أي مثلًا عبر فتح الدش عليه، أو النزول بسرعة في الحوض. فبمَ يفيدك ذلك؟
فوائد الاستحمام بالمياه الباردة
لقد ثبُتَ أنّ الاستحمام بالمياه الباردة له فوائد كثيرة، وذلك على الصحّة النفسيّة، والجسديّة، وأيضًا على البشرة. وفي ما يلي، سنذكر لك أبرزها.
تخفيف ألم المفاصل والعضلات
عندما يتعرّض الجسم لدرجات حرارة شديدة البرودة، ترتفع نسبة إنتاج هرمون الـ «نورإبينفرين» الذي يؤدّي إلى تضييق الأوعية الدمويّة، وإعادة توجيه النواقل العصبيّة للألم، الأمر الذي يقلّل من إدراك الشعور به.
تعزيز الجهاز المناعيّ
يساعد التعرّض للمياه الباردة على تعزيز عمل وظائف الجهاز المناعيّ، وذلك لأنّ الاستجابة للتوتّر التي تختبرينها أثناء ذلك، ولو أنّها كانت لفترة وجيزة، تؤثّر بطريقة إيجابيّة على تأدية الجهاز المناعيّ لوظائفه. فمع القيام بذلك أكثر من مرّة، يزداد عدد خلايا الدم البيضاء ليتكيّف الجهاز المناعيّ مع التوتّر، وتنخفض الالتهابات بنسبة ملحوظة في الجهاز التنفسيّ العلويّ، الأمر الذي يقي من الإصابة بالأمراض المعديّة.
يساعد في محاربة عوارض الاكتئاب
بسبب إفراز الدماغ لهرمون الـ «إندروفين» عند تعرّض الجسم للتوتّر الناتج عن ملامسة المياه الباردة له، يتعزّز نموّ الخلايا العصبيّة بطريقة صحيّة، الأمر الذي يحسّن الصحّة العقليّة والمزاج.
تقليل الالتهاب والتورّم
لأنّ نسبة إفراز هرمونات التوتّر تزداد عندما يتعرّض الجسم للمياه الباردة، ترتفع مستويات المؤشّرات الحيويّة المضادة للالتهابات، وذلك يساعد من تقليل المعاناة من عوارض الالتهابات التي تنتج في حال التقاط العدوى، أو التعرّض لإصابات، أو إجراء عمليّات وغيرها.
تحسين عمليّة التمثيل الغذائيّ
من فوائد الاستحمام بالمياه الباردة، تحسين عمليّة التمثيل الغذائيّ في الجسم بسبب الإجهاد الحراريّ الناتج عن ذلك، والذي يساعد في توليد الطاقة والحرارة لتكسير الـ «غلوكوز» في الدم وجزيئات الدهون.
تقليل مظهر المسام في البشرة
تُعرَف المياه الباردة بفوائدها الكثيرة لصحّة البشرة، ومن أبرزها، تخفيف الانتفاخات التي تكون ظاهرة خصوصًا تحت العينيْن، وتقليل مظهر المسام بسبب انقباض الأوعية الدمويّة في الجلد.
الصورة من موقع Freepik
كم يجب أن تتعرّضي للمياه الباردة؟
ليس بالضرورة أن تعرّضي جسمك للمياه الباردة لوقت طويل، بل يمكنك أن تكتسبي فوائد ذلك خلال مدّة تتراوح بين 30 و90 ثانية، مع العلم أنّ البقاء فيها لفترة طويلة هو أمر مضرّ بالصحّة. في البداية، قد يكون من الصعب الاستمرار لمدّة 30 ثانية، فابدئي مع 5 ثوانٍ، وزيدي كلّ يوم أو يوميْن 5 ثوانٍ حتّى تتمكّني أخيرًا من الصمود للوقت المطلوب.
