تابعوا ڤوغ العربية

بمناسبة اليوم العالمي للسرطان.. ثلاث نساء يروين قصص شفائهن

تصوير آدم برونينغ-هيل لصالح عدد فبراير 2018 من ڤوغ العربية

نُشر هذا المقال للمرة الأولى على صفحات عدد فبراير 2017 من ڤوغ العربية.

نشأت فكرة تأسيس جمعية رعاية مرضى السرطانالمعروفة اختصاراً باسم ’رحمة‘ منذ ما يقرب من عِقدين عندما كشفت الفحوصات الطبية التي أجراها رئيس الجمعية، الدكتور جمال السويدي الذي يشغل منصب مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي، عن إصابته بمرض سرطان الغدد الليمفاوية. وتقول ابنته نورة السويدي، مدير جمعية ’رحمة‘ والحاصلة على درجة الماجستير في الصحة العامة: ’’أخبره أحد الأطباء بأنه لن يعيش أكثر من أسبوعين. فقال حينها: ’رغم أنني رجل متعلم لا أعرف ماذا أفعل. وتساءل: لماذا لسنا مثل الصيادين في الفجيرة؟ لماذا لا نملك جمعيات تساعد مرضى السرطان بعد تشخيص إصابتهم به؟‘‘‘.

وقد تحسنت صحة جمال السويدي ودخل مرضه مرحلة الكمون منذ ما يقرب من عشر سنوات. ومنذ ثلاث سنوات، ساهم في تأسيس جمعية ’رحمة‘ التي تسير على نهج الجمعيات التي تُعنى بمرضى السرطان في الغرب. وتساعد الجمعية في هدوء شديد مئات من مرضى السرطان لمواجهة لحظات الخوف ومشاعر الصدمة. وتقول نورة: ’’يخبرني الناس بأنهم لا يعلمون عنا شيئاً، فأجيبهم بأنه أمر جيد – لأن هذا يعني أنكم لم تصابوا بالسرطان. فنحن هنا لرعاية مرضى السرطان‘‘.

وتقدم ’رحمة‘ مجموعة متنوعة من الخدمات للمصابين بهذا المرض، منها الدعم المالي، وإيصالهم إلى المنشآت الطبية الخارجية إن أرادوا مزيداً من الاستشارات الطبية، كما توفر رحلات علاجية، وتستضيف مجموعات الدعم، وتنظم مبادرات للتبرع بالشعر لصالح المرضى وخطط السفر إلى الخارج للعلاج. كما توفر خدمات فحص الثدي بالأشعة ’الماموغرام‘ مجاناً وكذلك اختبارات فحص الجين بي آر سي إيه (لكشف احتمالية الإصابة بالسرطان)، وفحص عنق الرحم.

ومن ناحية أخرى، يأتي الاحتفال باليوم العالمي للسرطان، الذي يوافق الرابع من فبراير من كل عام، مع توقعات بأن يتضاعف عدد المصابين بهذا المرض في الشرق الأوسط خلال العشرين سنة القادمة إلى ما يقرب من مليون مصاب سنوياً –وهي أعلى نسبة في العالم– وفقاً لما أعلنته منظمة الصحة العالمية. وحالياً، يقتل السرطان زهاء 400 ألف إنسان في أنحاء المنطقة كل عام.

وهذا الهلع الذي يصيب الناس لدى معرفتهم بإصابتهم بمرض السرطان أمر مألوف على مستوى العالم، وتعلق السويدي قائلةً: ’’يظن الناس بأنهم سيموتون‘‘. ولكن المرضى في المنطقة العربية يواجهون مصاعب إضافية قد لا يتوقعونها في الغالب؛ فالسرطان لا يزال من الأمراض التي ينظر إليها نظرة سيئة، حتى إن الناس في بعض المناطق النائية يعتقدون بأنه مرض معد رغم جميع الأدلة التي أثبتت عكس ذلك، ما يؤدي بالمريض إلى عزلة اجتماعية. كما أن عدداً كبيراً من المغتربين الذين يعيشون بعيداً عن عائلاتهم وأوطانهم يفتقرون إلى الدعم الاجتماعي، ومن الشائع دخولهم في معارك مع شركات التأمين ومن ثم إصابتهم بالإحباط. وأضيفي فوق كل ذلك حقيقة غياب العلاج المناسب لهذا المرض رغم توافر أساليب الفحص والتشخيص الجيد. وتقول السويدي: ’’وظيفتنا الأساسية هو أن نشد على أيدي هؤلاء المرضى بعد أن يقول لهم الأطباء: ’أجل، أنتم مصابون بالسرطان‘‘‘. وتؤمن السويدي، بعد تجربة مرض والدها وعملها في جمعية رحمة، بأن 50٪ من أسباب الشفاء من مرض السرطان تعود إلى المريض نفسه. وتنصح المرضى قائلةً: ’’لا تسلموا أنفسكم له، بل حاربوه‘‘، مضيفةً: ’’أحيطوا أنفسكم بالأشخاص الإيجابيين، وقاوموه كما لو كنتم تخوضون حرباً‘‘. وهنا نقدم لكِ قصص ثلاث سيدات نجون من مرض السرطان بعد أن التزمن بهذه النصيحة تماماً.

تصوير آدم برونينغ-هيل لصالح عدد فبراير 2018 من ڤوغ العربية

فخرية لطفي
56 سنة، تم تشخيص إصابتها بمرض السرطان في 2004

’’عندما وجد الطبيب تكتلاً في ثديي، ظننت بأنه ظهر بسبب إرضاعي لطفلي. وكانت صدمة هائلة لي ولعائلتي بأكملها؛ فلم يصب أحد منا قط بالسرطان. وكان الجميع يتصل بي ويبكي. فدعوت الله أن يساعدني على تخطي هذه المحنة. وأجريت استئصالاً للثدي، وخضعت للعلاج الكيميائي والإشعاعي. واستمرت الحياة بعدها. وكان أصغر أبنائي آنذاك في السنة الأولى من عمره، وطفلاي الآخران في الثانية عشرة والرابعة عشرة من عمريهما. وكان الأمر قاسياً للغاية لأنني قررت السفر إلى لندن للعلاج، وكنت بعيدة عنهم. ولمدة عام، أخذنا نتبادل الزيارات. وكان الشيء الوحيد الذي طلبته منهما أن يجتهدا في دراستهما كهدية منهما لي. وأبليا بلاء حسناً. أما العلاج الكيميائي فأعتقد أنه مثل مرحلة الحمل – تختلف تجربة كل إنسان عن الآخر. بالنسبة لي، كانت تجربة قاسية، ولكني أردت أن أنتهي منها. وهذا ما جعلني أواصل العلاج. فقد كنت أتمنى العودة إلى أطفالي. وأنا الآن أرى الأمور على نحو مختلف. فلم أعد أضيع وقتي مع أناس لا يستحقون. وغالباً ما يفكر الناس في الموت عندما يذكرون مرض السرطان، ولكني قلت لا، ليس هذا وقت الرحيل. وإذا عاودني المرض مجدداً، أتمنى أن يمنحني الله القوة على مواجهته‘‘.

تصوير آدم برونينغ-هيل لصالح عدد فبراير 2018 من ڤوغ العربية

سمر محمد
41 سنة، تم تشخيص إصابتها بمرض السرطان في 2016

’’وجدت تكتلاً في ثديي الأيسر منذ خمس سنوات، فأجريت فحصاً بأشعة الماموغرام وقالوا إنهم سيجرون متابعة لأنه لا يثير الشكوك. وعندما عدت في أبريل 2016، كان يمكنني رؤية تغير مساحة الورم. وعندما تتغير، فهذا يعني أن في الأمر شيئاً ما. وكنت غاضبة من الطبيبة؛ فلست أنا مَن عليها أن تنتبه وتتخذ الإجراءات حياله. وكنت غاضبة منها لأنه كان عليها حثّي على العلاج. ولم يعلم ابني بمرضي، فقد كنت أتوخى الحذر من أن يرى أي شيء. لم أكن أرغب في أن يعلم أي شيء عن هذا الموضوع لأنه حساس للغاية ولم أكن أريد أن أضيف مزيداً من الضغوط في حياته. ولم أخبر أمي أيضاً إلى أن بدأت العلاج الكيميائي. وكانت أختي في دبي، وقدم أخي من أوكرانيا عندما أجريت العملية، ودعموني للغاية. وسار العلاج الكيميائي جيداً بعدها، وكنت أتوقع الأسوأ. ولا زلت أتألم، وأصبحت قدرتي على تحريك يدي محدودة بعد العملية – وكنت قبل مرضي أمارس رياضة اليوغا التي تعتمد على التأرجح في الهواء، ولكن لم يعد بإمكاني ذلك الآن. ولا زلت أضع شعراً مستعاراً. ولكن رموشي عاوت النمو لذا صرت أشعر بأنني أكثر جمالاً، ولكن شعري لا يزال قصيراً للغاية، فنموه يتطلب بعض الوقت‘‘.

تصوير آدم برونينغ-هيل لصالح عدد فبراير 2018 من ڤوغ العربية

سيسيليا أيوب
43 سنة، تم تشخيص إصابتها بمرض السرطان في مايو 2015

’’وجدت تكتلاً في ثديي عندما كنت أستحم. فأصبت بصدمة، لم يخطر ببالي قط أن هذا سيحدث لي، لذا فاجئني الأمر للغاية. وقد أصابني الهلع أيضاً والحزن. فقد ظننت أن حياتي انتهت. كان حزني طاغياً في البداية. وكان علي أن أترك عائلتي في دبي وأرحل إلى أمريكا للعلاج. واصطحبت معي طفلي الأصغر فقط وتركت أخويه الأكبر منه. ومكثنا هناك ما يقرب من سنة، كنت خلالها أخضع للعلاج الكيميائي، كما أجريت عملية استئصال وخضعت للعلاج الإشعاعي. وكان عليّ أن أستأصل أيضاً المبيضين لأن السرطان الذي أصبت به في ثديي يتغذى على هرمونيّ الاستروجين والبروجستيرون، لأكتشف بعدها أن لديّ طفرة في الجين بي آر سي إيه BRCA (طفرة وراثية قد تؤدي إلى الإصابة بمرض سرطان الثدي). وقد ازدادت الأمور سوءاً. وكان هذا قاسياً. كنت أعمل مدربة لياقة بدنية منذ عشرين سنة، لذا لعبت التمارين الرياضية دوراً كبيراً في شفائي. وبدأت أيضاً ممارسة التأمل واليوغا، فقد كنت دوماً شغوفة بأمور الصحة والرشاقة، لكني أصبحت الآن أكثر اهتماماً بهما. ولم أعد أضيع وقتي في أشياء ليس لها أهمية، وأحصي نعمي وأعددها. وأحب أن أقول للناس أنكم ستكونون بخير، ولكن عليكم الاستمرار في التفكير الإيجابي. فأنتم في خوف دائم، ولكن هذا ما ساعدني – فلم أفقد إيماني أبداً. وكنت قبل تشخيص إصابتي بهذا المرض أظن أنني لا أهزم: فصحتي جيدة للغاية، وأمارس الرياضة كل يوم، لذا لن يحدث لي ذلك. ولكني أعلم الآن أن هذا يمكن أن يحدث لأي إنسان. وأفضل شيء يمكن أنت تقومي به هو أن تهتمي بما يحدث لجسمكِ وتنتبهي جيداً لأي إشارات‘‘.

امرأة سعودية تروي قصة شفائها من مرض سرطان الثدي

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع