تابعوا ڤوغ العربية

مقتطفات من حديث وديّ خاص بين كريستيان لوبوتان ودينا الجهني

aus_-smell-session-2-bts-credit-christian-louboutin_vga_20161110

التقى كريستيان لوبوتان الرجل الذي يرتبط اسمه عادة بالنعال الحمراء والاسم الجديد الناشئ في عالم التجميل عقب حضوره حفل جائزة الأزياء من وغ ومجلس دبي للتصميم والأزياء مع رئيسة التحرير دينا الجهني في دبي ليُقدم لها سلسلة عطوره الجديدة شخصياً. تابعوا القراءة لتطلعوا على مقتطفات من لقائهما الرائع.

اختبار العطور مع امرأة ذات حاسة شم لا تخطئ

المساعد: دعينا نبدأ مع عطر “Bikini Questa Sera” استُلهم هذا العطر من مشهد الغروب المصري ومن فكرة زوال الحرارة تدريجياً.

د. ج: (تشم العطر) أشم رائحة ياسمين في هذا العطر لكنه نوع مميز من الياسمين.

هذا صحيح، أنت مدهشة حقاً. أول رائحتين يمكن تمييزهما هما الياسمين ومسك الروم.

لكنه نوعٌ مميزٌ من الياسمين. هناك رائحة “أزهار”. هل تعلم عما أتحدث؟ عندما يمشي أفراد أسرتي في المساء على الشرفة يقومون بقص بعض الأزهار وجلبها إليك، إنه طقس لدينا.

العطر التالي “Tornade Blonde” ويعني “إعصار أشقر”. لكن تشير كلمة أشقر هنا إلى الطاقة والحيوية والخفة لا إلى اللون بحد ذاته.

(تشم الرائحة) أشمّ رائحة المسك.

كريستيان لوبوتان: المسك والورد.

د. ج: المسك هو سبب إعجابي به الآن.

هل تعلمين لماذا؟ لأن الورد مُكون جميل لكن ينبغي أن يكون “مثيراً للعواطف”.

د. ج.: لا تثير رائحة الورد وحدها اهتمامي. هل تعلم بأن أغلى خلاصة ورد في العالم تأتي من منطقة الطائف في المملكة العربية السعودية؟ فهي أغلى حتى من خلاصة الورد التركية. يستعمل الرجال خلاصة الورد عادةً مثل العود. أما بالنسبة لي فقد أحرقت بشرتي مراراً وتكراراً بها لذا لم أعجب بها على الإطلاق. لكني سأحب المسك على الدوام فهو جذاب.

بالتأكيد، فهو مثير للعواطف.

د.ج.: نعم

والآن إليكِ عطر “Trouble in Heaven“.

د.ج.: أحب هذه الأسماء! من يختارها؟

إنها عطور جذابة تناسب المرأة الواثقة.

د.ج.: هذا يشبهني. (تشم الرائحة) أشمّ رائحة عنبر إنه عبق جميل وجذاب للغاية.

أنت جذابة أيضاً!

د.ج.: إليك ما سأفعله: سأمزج عطرTornado Blonde  مع عطر Trouble in Heaven. سيكون مزيجاً مثالياً بالتأكيد فأنا أحب هذين العطرين معاً.  

تحب السيدات السعوديات بشكل خاص مزج العطور، فمن النادر جداً أن تجد فتاة سعودية تضع عطراً واحداً فقط. لا نقوم بهذا إطلاقاً.

إنه شيء مشوق، لم أكن أعلم ذلك من قبل.

د.ج.: نحب أن يكون عبقنا حسب رغبتنا.

الحديث عن التصميم الفني لزجاجات العطر

لطالما رغبت في العمل مع مهندس معماري عندما كنت أفكر بتصاميم الزجاجات، لذا أردت في البداية أن أعمل مع أوسكار نيماير. طلبت منه ذلك وكان عمره حينها قد تجاوز الـ90 عاماً فقال لي: “لديّ الكثير من الأعمال خلال العامين المقبلين. لكنني لم أقم بعمل كهذا من قبل وسأكون بغاية السعادة للقيام بشيء من هذا النوع. لذا أمهلني مدة عامين أو عاماً ونصف إن كان بإمكانك ذلك.” فقلت له: “حسناً اتفقنا” كنت أفكر وقتها بأن انتظاره سيؤخرني قليلاً لكنه توفي قبل إنجاز تلك المهمة.

د.ج.: أوه.

غير أنني تمسكت بفكرة العمل مع مهندس معماري. كان هناك مهندس معماري شاب رائع يدعى توماس هيذيرويك، المهندس الذي صمم الجناح الإنجليزي في معرض شنغهاي العالمي (عام 2010).  سألته إن كان يرغب بالعمل معي، فأجابني: “لم أقم بذلك من قبل، لكن دعنا نحاول.” وبذلك بدأنا العمل سوية، ومنحته الحرية الكاملة. كل ما طلبته منه هو ابتكار مجسّم جميل بتصميم يدفع النساء لالتقاطه والتمسك به مثل الكأس تقريباً.

تخيلت مارلين ممسكة العطر بتلك الطريقة حيث تضع مارلين إصبعها أمام المرآة مغلقة عينيها وهي ترش بعض العطر على جسدها. لكن لهذا السبب لم أعمل طبقاً لإعلان مطبوع حيث سيبدو العمل نسخة عن غيره. عندما تعودين إلى ذكرى ما فإنك تحتفظين بعواطفك تجاهها.

د.ج.: هذا عاطفيٌ للغاية، لقد راقت لي الفكرة.

أريد أن  تكون هذه الزجاجة أنثويةً لكن أن تحمل طابعاً ذكورياً أيضاً. أريدها أن تبدو قوية ومثيرة.

د.ج.: سأكون صريحة معك بعض الشيء. صحيح أنك توضّح الجانب القوي في المرأة لكن الزجاجة في الحقيقة ذكورية جداً.

aus_fragrance_group_editorial_v2_vga_20161110

حيث تشكل الزجاجة دائرة مفرغة تعود بنا إلى نقطة البداية.

نعم إنها حلقة مفرغة.

عن الحميمية

د.ج.: لماذا بدأت بثلاث عطور معاً، لما لم تبدأ بواحد فقط؟

لا يمكنني أن أقرر بالنيابة عن النساء وأقول لهن “حسناً هذا هو العطر” فرائحة العطر تختلف من شخص إلى آخر.

د.ج.: نعم.

كما أنك إن كنت تعيشين هنا في دبي فالجو حار جداً.

د.ج.: ورطب أيضاً.

لذا ستكون الرائحة مختلفة تماماً. لأن ذلك يعتمد على الطريقة التي سيذوب فيها على بشرتك. وبشرتك تبعث الحرارة أيضاً. فكرت في نفسي “كيف سيكون بإمكان أي فتاة اختيار طابع خاص بها نظراً لعدم وجود ميول معينة وعدم وجود خيار آخر؟” لأن ميولك هي خيارك.

د.ج.: نعم بالتأكيد.

لذا لم يكن بإمكاني إطلاق عطر واحد. لم أكن شخصاً يتبع طابعاً موحداً في يومٍ من الأيام. لقد وُلِدت ونشأت في باريس، وما هو الشيء الذي يتميز به الباريسيون؟ إنها أشياء صغيرة نوعاً ما لكنها تعبر عن الحرية قبل كل شيء. لطالما كانت الحرية هي الهوية الأساسية التي تعبر عن ثقافتنا منذ فترة طويلة في باريس. ولطالما كان لدينا كل شيء في باريس بدءاً من المجوهرات إلى الملابس وحتى العطور. لذا ليس لدى الباريسيين الحقيقيين وفاء لعلامة معينة واحدة. فربما تشم الفتاة عطراً معيناً من علامة ما لكنها تشتري الملابس من علامة أخرى. فلن تلتزم بقالب واحد وعلامة واحدة على الإطلاق.

د.ج.: وهذا ما يجعلها متميزة عن الآخرين.

تماماً. لذا ينطبق الأمر ذاته على العطر، فكنت أشعر بأنه علي أن أمنح زبائني الحرية وعلي أن أقبل بأنهم لن يكونوا أوفياء معي. فحتى لو كانوا يحبونني، عليّ أن أمنحهم أكثر من خيار عندما يتعلق الأمر بهوية الشخص وميوله. كما أن المرأة وذوقها يختلفان من مكان إلى آخر.

د.ج.: أكثر ما يثيرني في العطر هو أن العطر والموسيقا هما الشيئين الوحيدين الذين يعودان بك حال رش العطر أو شمه أو بمجرد سماع الموسيقا إلى لحظة ما في الماضي.

نعم، بالطبع.

د.ج.: وهي قوة مذهلة لا يمتلكها شيء آخر. لا أعرف سبب ذلك، لكن يختلف الأمر تماماً عندما تضع عطراً معيناً. لا يمكنني تفسير هذا، لكنها تنقلك إلى مكان آخر وتسافر بك إلى تلك اللحظة بالضبط.

إنها تثير المشاعر فعلاً.

د.ج.: بالتأكيد، ومع العطور بشكل خاص. لأنني كلما شممت رائحة عطر أو سوفاج Eau Sauvage   على سبيل المثال يعيدني فوراً إلى عمر الخمس سنوات وتتراءى لي صورة والدي وهو يغمرني بضمة حنونة.

بالطبع.

د.ج.: لن يتغير ذلك أبداً. وللأغاني التأثير ذاته أيضاً. فما أن أسمع أغنية ما، حتى تعيدني على الفور إلى مزاج وحالة معيّنة من الماضي.

aus_christian-portrait-by-gyome-dos-santos_vga_20161110-819x1024

عن الشعور بالطمأنينة والأمان

شاهدت في أحد الأيام فيلماً في السينما بباريس كان من نوع الأفلام الفرنسية المأساوية والحزينة للغاية. لم يكن الفيلم فرنسياً في الحقيقة بل كان بلجيكياً. على أية حال، كانت قصة حزينة للغاية وكنا في فترة منتصف الظهيرة وفجأة أخرجت صديقتي عطرها من الحقيبة وبدأت بالرش. كان الناس ينظرون إليها قائلين “يا إلهي ما هذا؟” لكنها استمرت برش العطر على نفسها. سألتها “ماذا تفعلين؟” فأجابت: “لا يمكنني تحمل هذا، إنني بحاجة إلى إحاطة نفسي بهالتي الخاصة.” كان الناس من حولنا مصدومين للغاية.

د.ج.: جرى هذا وسط السينما؟ هذا مشوق.

قالت لي: “لم يكن بإمكاني متابعة ذلك الفيلم حتى النهاية دون أن أشمّ رائحة جميلة” كانت تقاوم المشاعر السلبية بهذه الطريقة.

د.ج.: يمكن أن يشعرك العطر بنوع من الطمأنينة.

الطمأنينة والأمان. لم يكن بإمكانها فعل شيء مدروسٍ مبنيّ على التفكير، لكنها احتاجت ذلك لتحمي نفسها من المشاعر السلبية التي ولدها الفيلم لديها. يمكن أن يكون العطر قوياً ومؤثراُ للغاية لدرجة أنه يشعرك بالأمان بمجرد رشه على جسمك.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع