تابعوا ڤوغ العربية

هكذا تحققين طموحاتكِ دون أن تصيبكِ متلازمة ’الاحتراق النفسي‘

بعدسة إيڤان رفيق لڤوغ العربية

هل تشعرين بالإجهاد وأنكِ صرتِ سريعة الانفعال في أغلب الأوقات؟

هل تشعرين بأن الكل بات يهتم بمصلحته الشخصية فقط، ولم يعد لديكِ ثقة في دوافع زملائكِ في العمل؟

هل بدأتِ تفقدين الثقة في إمكاناتكِ رغم يقينكِ بأنكِ تؤدي وظيفتكِ ببراعة؟

إذا كانت إجاباتكِ على الأسئلة السابقة بـ”نعم”، فاعلمي أنكِ على شفا الإصابة بما يعرف بمتلازمة ’الاحتراق النفسي‘. ولكن لا تقلقي، لأن هناك طرقاً عديدة يمكنكِ اتباعها اعتباراً من اليوم لتجنب الإصابة بهذه المتلازمة.

تقترن متلازمة ’الاحتراق النفسي‘ بالشعور بالإجهاد الجسدي والعقلي والنفسي، ما ينتج عنه النزوع إلى الشك، وسوء الحالة المزاجية، وفقدان الشعور بقيمة الذات، لتجدي نفسكِ تقولين “هل هذا كل ما هنالك؟”.

إذا كنتِ تحملين طموحاً وشغفاً كبيرين حيال عملكِ، فما أسهل أن تعتادي على إعطاء الأولية لعملكِ على حساب كل الأنشطة الأخرى في حياتكِ، مثل الاعتناء بالصحة، والتنعّم ببعض الاسترخاء، واستعادة النشاط، والإقبال على فعل أشياء بغرض المرح لا أكثر. لكن ضعي في اعتباركِ أن العيش تحت ضغوط لفترات طويلة وعلى نحو متكرر سوف يقودكِ بالضرورة إلى الاحتراق النفسي، ما لم تجدي لكِ متنفساً يمنحكِ الشعور بالسعادة.

وأهم ما يميز الاحتراق النفسي أنه لا يحدث بسبب العمل لساعات طويلة، وأنه بإمكاننا السيطرة عليه بدرجة أكبر مما نتخيل.

إذا وجدتِ كل هذه الأوصاف تنطبق عليكِ، فلا تلومي نفسكِ أو تقسي عليها، واعتبري ذلك فرصة لتغيير حياتكِ بعض الشيء. واعلمي أنه لا داعي لأن تتخلي عن وظيفتكِ، فقط تفرغي لمدة عام لتسافري خلاله أو لتصنعي تحولاً هائلاً في حياتكِ، أو ابدئي بالتركيز على تغيير يومكِ إن لم يكن بوسعكِ تحقيق هذا أو ذاك.

اسألي نفسكِ: “كيف بوسعي تغيير روتين يومي كي يتسنى لي الاستمتاع أكثر قليلاً بحياتي في الوقت الراهن؟”.

ابدئي بالتفكير في البيئة حولكِ، والأماكن التي تقضين بها معظم أوقاتكِ، والأشياء التي تحيطين بها نفسكِ، ومَن تحادثينهم في معظم الأحيان، والأفكار التي تدور برأسكِ.

هل…

تقضين معظم وقتكِ داخل المنزل؟

لربما يجلب لكِ قضاء بعض الوقت في مكان مفتوح خلال فترة المساء شعوراً أكبر بالسعادة، بدلاً من الاستلقاء على الأريكة.

تستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي في المواظبة على الاتصال بعائلتكِ؟

ربما إن رتبتِ لمحادثتهم هاتفياً أو راسلتِهم بخطاب لكان ذلك تغييراً إيجابياً.

هل مَن تحتسين معهم قهوتكِ في الصباح دائمو الشكوى من قسوة الحياة؟

ربما يكمن الحل في إيقاف مثل هذه الأحاديث السلبية.

هل تعتريكِ أفكار سلبية حيال ذاتكِ أو قدراتكِ؟

حددي إحدى نقاط قوتكِ وابدئي في استغلالها على الفور. على سبيل المثال، إذا كنتِ تحبين التعلم فاقرئي عن موضوع يهمكِ، أو اشتركي في ورشة عمل، أو علّمي شخصاً شيئاً تجيدينه.

إن تكوين انطباع عن ذاتكِ يشكّل خطوة كبيرة على طريق البدء في إحداث تغيير في حياتكِ. ويتسنى لكِ ذلك بمنتهى البساطة باقتطاع خمس دقائق من وقتكِ كل يوم لتدوين أفكاركِ بخصوص هذا السؤال، أو ربما تلجئين إلى مدرب ليساعدكِ في أداء هذه المهمة ولتكوني مسؤولة أمام نفسكِ عن هذا التغيير. وتذكري دوماً أن طلب المساعدة يأتي من قبيل العناية بالذات.

استعيني بقائمة الأنشطة التالية لتستلهمي منها أفكاراً تساعدكِ على تغيير يومكِ، كي تشعري في النهاية بأنكِ تعيشين حياتكِ كما ينبغي، بدلاً من أن تأخذكِ في دوامتها في ظل إيقاعها المتسارع:

1- ضعي روتيناً تحبينه للصباح.

2- مارسي رياضتيّ التأمّل والتنفّس العميق كل يوم.

3- حرّكي جسمكِ بطريقة تستمتعين بها – فكري بما تحتاجينه في الوقت الراهن، فستساعدكِ تمارين استعادة النشاط، مثل اليوغا والمشي، على الإبطاء من إيقاع حياتكِ وتصفية ذهنكِ.

4- جرّبي اتباع حِمية غذائية جديدة غنية بالأطعمة التي تحتوي على قيمة غذائية عالية.

5- اشربي الكثير من الماء.

6- خططي للخروج في إجازة، واستعدي لها جيداً، والتزمي بخططكِ تلك، وذلك حتى تنأيّ بنفسكِ عن ضغوط العمل والحياة تماماً وتنعمي ببعض الاسترخاء.

7- ابدئي التدوين في دفتر يومياتكِ، فكتابة أفكاركِ على الورق ستساعدكِ في تكوين انطباع أوسع نطاقاً عن ذاتكِ.

8- اصنعي لنفسك لوحة أحلام تعكس ما ستكون عليه حياتكِ في غضون 5 و10 و20 سنة. ركزي على أكثر شيء يهمكِ.

9- خوضي تحديّاً صعباً.

10- ضعي لنفسكِ هدفاً يهمكِ ويسعدكِ.

يحتاج النظر للتغيير من منظور إيجابي إلى تمرين، بل ونصبح أمام تحدِ حقيقي إذا كنا مكبّلين بالشعور بالإجهاد. وإذا كنتّ تريدين أن تنظري إلى حياتكِ من منظور أكثر إيجابية، فواظبي على اتباع واحدة من الخطوات البسيطة التالية على مدار خمسة أيام متتالية:

احرصي كل يوم على كتابة قائمة بأشياء أو أشخاص تشعرين حيالهم بالامتنان.
اخرجي يومياً لتتمشي وسط الطبيعة دون أن تصطحبي معكِ هاتفكِ.
واظبي على التسجيل في دفتر يومياتكِ كل مساء لتطلقي العنان لأفكاركِ، وتتخلصي من توترات اليوم.

نحن كبشر نحتاج جميعاً إلى السعي نحن تحقيق شيء نرى له قيمة. نحتاج إلى أن نتعلم ونتطور باستمرار، ولعل هذا هو سبب بقائكِ في وظيفتكِ إلى الآن. ومع ذلك، قد يخمد وهج الشغف ويتلاشى، كما تتغير أولوياتنا في الحياة، إلا أن سرعة وتيرة العمل وكدّنا فيه أكبر من أن يجعلانا نلاحظ مثل هذه التغييرات.

أما فقدان شغفنا بالعمل وانكبابنا عليه دون اكتراث فيمثل ناقوس خطر ينذر بأننا على شفا الإصابة بمتلازمة ’الاحتراق النفسي‘، ومن ثم، علينا ألا ندير ظهرنا لهذا المؤشر. فإذا وجدتِ نفسكِ تفرطين في تناول الطعام والمشروبات الروحية، أو تمضين كل وقتكِ في ما “يجدر بكِ” فعله من أجل إرضاء الآخرين بدلاً من فعل ما تريدينه أو تحتاجين إليه أنتِ، فقد حان الوقت لإيقاف كل هذا، والتراجع خطوة للوراء من أجل أن تعيدي توجيه طاقتكِ لأشياء تهمكِ أنتِ في المقام الأول.

تعمل هايدي جونز على تدريب النساء اللواتي يحققن نجاحاً كبيراً في حياتهن المهنية على الاهتمام بتحقيق التوازن بين أهدافهن الصحية والمهنية. انضمي إلى تحديّ Healthy Lifestyle & High Flying Career 30 Day Challenge الذي يستمر لمدة 30 يوماً للاستمتاع بحياة صحيّة وتحقيق النجاح في العمل، ولا تدعي شهراً آخر يمرّ وأنتِ تشعرين أنكِ على شفا الاحتراق النفسي. تابعي صفحتها على انستقرام @heidi_jones_coaching أو تفضلي بزيارة موقعها heidijonescoaching.com.

اقرئي أيضاً: تعرفي إلى أول امرأة عربية تفوز بجائزة فنلندا لحقوق المرأة

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع