تنطوي اليوغا على فوائد ذهنية وبدنية كفيلة بتغيير حياتكِ. وهنا، تتحدث ست نساء عن رحلة كلٍ منهن لاستكشاف عالم اليوغا.
ميليسا غطّاس
معلّمة يوغا
تتحدث ميليسا غطّاس عن عملها مضيفةً جويةً في دبي قائلةً: “شعرتُ بحالة من عدم الاستقرار بسبب اختلاف المناطق الزمنية وتغيُّر جداول النوبات الصباحية والمسائية، ولم أعد أعرف أين أنا”، وتضيف: “وعندما مارستُ اليوغا، بدأتُ أشعر بالتناغم والاستقرار والسلام”. وما أن مارست ميليسا اليوغا لعامين، بعد أن اكتشفتها عام 2005، تغيّرت نظرتها للحياة وخططها وأولوياتها ووجهتها. توضح: “تغيّر كل شيء في حياتي 180 درجة؛ نظامي الاجتماعي برمّته وهويتي وذاتي. لقد كانت لحظة محورية في حياتي”. ثم سافرت إلى الهند عام 2009 حيث بدأت دراستها. تؤكد: “قضيتُ أربعة أشهر أمارس أسانا [وضعية للتأمّل أثناء الجلوس] مع أجاي كومار وأتعلّم الفلسفة والبراناياما [ممارسة يوغا تتمثّل في التركيز على التنفس] مع بي إن إس أينغار، قبل أن أخوض أول تدريب للمعلّمين يستغرق 200 ساعة”. ومنذ ذلك الحين، أكملت ميليسا آلاف الساعات من التدريبات المتنوعة للمعلّمين حتى أصبحت معروفة الآن بفصول “ڤينياسا فلو” الحيوية الديناميكية ودمجها لفلسفة اليوغا في حياتها اليومية.
دينا غندور
مالكة شركة تجارية ومدرّبة يوغا
ظلّت دينا غندور تواصل دراسة يوغا أشتانغا وجيڤاموكتي حتى التحقت بتدريب للمعلّمين بمفردها عام 2015. وبعد 300 ساعة من التدريب بصفتها مدربة يوغا جيڤاموكتي، أصبحت الآن تلقي محاضرات وتقيم جلسات خاصة في جميع أنحاء دبي. وتتحدث عن أهمية اليوغا قائلة: “أولاً، عندما تصبحين أقوى بدنيًا، تكتسبين قوة ذهنية وعاطفية – وكلما أصبحت أكثر خبرة، تستخدمين هذه الممارسة للحفاظ على اتزانكِ العقلي وتدركين أن الفوائد البدنية ميزة إضافية”. كانت دينا في الخامسة عشرة من عمرها حين فكرت في تجربة اليوغا بعد أن رأت إحدى صديقاتها تقف على رأسها. تقول: “طلبتُ نفس فيديو اليوغا بنظام ڤي إتش إس في اليوم التالي، وبدأتُ ممارستها في غرفتي”. وبعد تكرارها يوميًا، تذكر أنها لاحظت تحسّنًا فوريًا في قوتها ومرونتها. وبعد سنوات، عندما أقامت في أبوظبي، مارست اليوغا أثناء عملها. توضح: “كنتُ أمرّ بفترة تحوّل صعبة في حياتي بعد انتقالي من الولايات المتحدة للإقامة في الإمارات والتحاقي بوظيفة شاقة في العلاقات العامة ومروري بانفصال صعب. صارت ممارسة اليوغا ودراستها ومجتمعها ملاذي وخلاصي”.
كارول عيسى
معلّمة ومعالجة روحانية
تستهل كارول عيسى، المعلّمة والمعالجة الروحانية، حديثها عن اليوغا قائلة: “يمكنكِ بدء اليوغا من أجل فوائدها الصحية وتحسين التنفس ولإقامة علاقة جديدة مع جسمكِ بعد الفقد [فقد شيء عزيز] أو كسرة القلب، وبغرض التأمّل أو لممارسة روحانية شاملة”، مضيفةً: “اليوغا أسلوب حياة وفلسفة؛ وعندما تمارسينها لمدة من الزمن، أعتقدُ بأن جميع هذه الفوائد تكشف عن نفسها بالممارسة”. وقد أطلقت المعلّمة، الخبيرة بيوغا جيڤاموكتي وكونداليني، ممارسة يوغا جيڤاموكتي في باريس، وتدرس في برنامج جيڤاموكتي لتدريب المعلّمين وفي تدريب معلّمي كونداليني. بدأت كارول ممارسة اليوغا، بعد اكتشافها لها عام 2000، مرة واحدة أسبوعيًا إلى جانب دروس الرقص والكالي، وهو نوع من الفنون القتالية، في لبنان. وبعد انتقالها للإقامة في باريس، أصبحت اليوغا بحلول عام 2008 جزءًا لا يتجزأ من حياتها. ولا تزال كارول، التي تعيش بين بيروت وباريس والهند، تواصل ممارسة اليوغا والتعلّم مع معلّميها، وهم على سبيل المثال لا الحصر: شارون غانون وديڤيد لايف، مؤسسا يوغا جيڤاموكتي في نيويورك ووودستوك؛ وكارتا سينغ في فرنسا؛ وبالو وشارميلا ديساي في الهند.
تينا باقرادوني
مالكة “يوغا سوق” ومديرتها
اكتشفت تينا باقرادوني، مالكة ومديرة مساحة “يوغا سوق” الرائدة في بيروت والمخصصة ليوغا جيڤاموكتي وأشتانغا، هذه الممارسة لأول مرة منذ 14 عامًا، بعد عام من ولادة ابنتها. وعن ذلك تقول: “كنتُ أعاني ألمًا مستمرًا في الظهر والكتف. ولم أتمكن من ممارسة تماريني اليومية المعتادة دون ألم. كنتُ متوترة وعصبية أغلب الوقت”. أخذت تينا تبحث عن شيء يساعدها بدنيًا وذهنيًا إلى أن اقترحت عليها إحدى صديقاتها ممارسة اليوغا. وبعد أن جربت فصولاً وأنماطًا مختلفة، وجدت طريقها في دورة جيڤاموكتي المعتمدة على الڤينياسا. وخلال بحثها عن معلّم جيڤاموكتي تقليدي أكثر من غيره، التقت ريما رباط التي أصبحت في عام 2016 شريكتها وملهمتها حين أسستا معًا “يوغا سوق”. تقول: “أسست ’يوغا سوق‘ لإيماني بأن اليوغا عالية الجودة يمكن أن تؤثر تأثيرًا إيجابيًا على حياة أي إنسان. وما تفعلينه على البساط يبث في نفسكِ إحساسًا رائعًا ولكن ما يحدث بعيدًا عنه طوال اليوم هو الأمر المذهل”. ولمن لم تُجرّب اليوغا من قبل تقترح تينا: “تعالي فقط بعقل متفتح وقفي فوق بساطكِ ودعي السحر يتحقق!”.
نوف المروعي
مؤسسة اللجنة العربية لليوغا
وافقت وزارة التجارة والاستثمار في المملكة العربية السعودية رسميًا على تدريس اليوغا كرياضة في البلاد في نوفمبر 2017. وفي طليعة الرائدات اللواتي حوّلن هذا الحلم إلى واقع، كانت المواطنة السعودية نوف المروعي. تقول: “لقد عملنا مع الهيئة العامة للرياضة في تنظيم الأنشطة ووضع معايير لمعلّمي اليوغا وممارساتها في المملكة العربية السعودية كرياضة وممارسة للعافية يمكن أن تساعد الناس”. لذا، حصلت في عام 2018 على جائزة بادما شري، وهي رابع أعلى جائزة مدنية في الهند. وكانت نوف قد عانت خلال نشأتها مختلف الأمراض وتم تشخيص إصابتها بمرض الذئبة في سن الثامنة عشرة. وفي تلك الأثناء، اكتشفت تعاليم اليوغا من خلال الكتب وأقراص الفيديو الرقمية. تقول: “وجدتُ أن عديدًا من أعراضي بدأت تتحسن. تصلّب العضلات ونقص الحيوية والإرهاق، كما تحسنت مفاصلي. لم تعد متيبسة. وتحسن نومي كذلك”. وخلال دراستها لعلم النفس في الجامعة، لاحظت العلاقة بين اليوغا والجهاز العصبي. توضح: “أدركتُ أن ما كنتُ أفعله لم يكن مجرد تمارين، بل شيئًا علاجيًا بصورة أكبر”. وبعد التخرّج، واصلت دراسة اليوغا وأصبحت مدربة ليوغا أشاريا.
جومانا صابر
معلّمة يوغا أشتانغا
بعد تعرّضها لمشكلة صحيّة عام 2009، أعادت جومانا صابر النظر في خيارات حياتها. وبدأت استكشاف طريقة حياة أكثر شمولية، ما قادها إلى ممارسة اليوغا. وخلال إقامتها في مونتريال في تلك الأثناء، حضرت أول محاضرة لها في هذا المجال والتي أثرّت عليها على الفور. تقول: “أقلعتُ عن التدخين بين عشيّة وضحاها واشتركتُ في باقة (من المحاضرات) غير محدودة لمدة ثلاثة أشهر حتى أتعلمها وأمارسها يوميًا”. وبعد انتقالها للإقامة في دبي عام 2010، واصلت تعزيز ما تعلّمته عن اليوغا بالسفر إلى الهند واستضافة المعلّمين في المدينة. وهو ما قادها إلى افتتاح أول استوديو ليوغا أشتانغا في دبي عام 2012. تؤكد: “أعتقدُ اعتقادًا راسخًا بأن اليوغا لها القدرة على الشفاء جسمانيًا وعاطفيًا وذهنيًا. فأنا من أشد المؤمنات بأن الحركة هي الدواء، وخاصة الحركة الواعية المرتبطة بالتنفس”.
اقرئي أيضًا: 7 مناطق ساحرة ستُشكّل ملاذاً رائعاً لكِ ولأسرتكِ من حرّ الصيف في السعودية
نُشِر لأول مرة على صفحات عدد يونيو 2020 من ڤوغ العربية.