اختتمت عروض الأزياء الرجالية الأوروبية لخريف 2017 بنجاح لتكشف النقاب عن الكثير من الأسرار والخفايا المتعلقة بأحدث الصيحات. ويَعِد العام المقبل بموسم يتراجع فيه الجمود في التصميم والتقشف على نحو يتماشى مع الأزمتين الاقتصادية والاجتماعية السائدتين. وتأتي فالنتينو بين العلامات التجارية التي يبدو واضحاً أنها تمتلك كل ما يتطلبه عالم الأزياء الكلاسيكية دائماً.
نجح المصمم المبدع بيير باولو بيتشيولي في عرض معاطف كبيرة وتحتها سترات صوفية بطبعات رائعة مع بنطال فضفاض. وهكذا نجد أن بعض بيوت الأزياء مثل سلفاتوري فيراغامو وبرادا قد نجحت في إحياء بعض قطع الملابس الأسطورية الرجالية من جديد، والنتائج التي تشهدها عروض الأزياء خير دليل على ذلك: الملابس التريكو الباعثة على الاطمئنان والشعور بالثقة، وكنزات “البلوفر” الصوف المصنوعة من الكشمير وذات ياقة على شكل الحرف V، بالإضافة إلى السترات الرقيقة التي تتسم بأناقتها.
“أكثر إنسانية، أكثر بساطة، أكثر واقعية” هكذا صرّحت ميوتشيا برادا لڤوغ الأمريكية في أحد العروض. في أثناء ذلك في باريس بالقصر الكبير، كان حيدر أكرمان يعرض أولى مجموعاته لصالح بيرلوتي. وليس هناك وصف يمكننا أن نصف به هذه المجموعة سوى أنها مجموعة أزياء رجالية تتسم بالأناقة والرومانسية وذات مظهر غير تقليدي. وهذا بالضبط هو ما نتوقعه تماماً من مصمم أزياء فرنسي وُلد في كولومبيا. وتجدر الإشارة إلى أن كل القطع التي صممها أكرمان قد جذبت أنظار المشاهدين بفضل تصاميمها المبتكرة من أقمشة فاخرة كالقطيفة، وألوانها الرائعة الجذابة كالأحمر العنّابي والأخضر الزمردي والأزرق المائل إلى السمرة.
تهتم كنزو اهتماماً بالغاً بالألوان المستخدمة في تصميم الأزياء. غير أن الأمر لا يعني أي ألوان فحسب؛ فنحن نتحدث عن السترات المنتفخة ذات اللون الأصفر الساطع للأولاد، والمعاطف الصوفية ذات اللون القرنفلي المذهل للبنات.
أما على الجانب الآخر في لانفين، يبدو أن مجموعة الألوان الساطعة قد أصبحت من الماضي. “لقد أردت حقًا أن تدور المجموعة بأكملها حول القص والتصميم والتناسب”، هكذا أوضح لوكاس أوسيندريفر في حديثه مع لوك لايتش من ڤوغ الأمريكية.
اتسمت الأزياء التي أبدعها بول سميث بالفخامة، وتصميمها الفضفاض، وشكلها الواقعي. فقد كان طلاب الجامعة (الذين – حسبما بدا واضحاً – كانوا مصدر الإلهام في تصميم هذه المجموعة من الأزياء) يسيرون ببراعة على منصة العرض وهم يرتدون بيجامات حريرية ذات طبعات رائعة وسترات خضراء بتصميم على شكل مربعات، بالإضافة إلى سترات الباركا الواسعة.
ونأتي الآن إلى دامير دوما، ذلك المصمم العبقري، الذي اعتاد على المزج بين الثقافات المتعددة في تصاميمه على مدار المواسم المختلفة. فعندما ننظر إلى مجموعة الأزياء التي صممها دوما لخريف/شتاء 2017، والتي اشتهرت بتنوعها الثقافي في تصميمها وألوانها (القفاطين، وأثواب الكيمونو، وسترات التونيك)، لا يسعنا سوى أن نفترض أن دوما قد جال العالم بأكمله في 80 يوماً.
نجح بيت الأزياء الإيطالي إيترو في إحياء أزياء الرجل البوهيمي غير التقليدي الذي يحيا بطريقة غير مألوفة، أيضًا، حيث أنعش مجموعة الأزياء الخاصة به بطبعات مشجرة وأقمشة مطعمة بالجلد.
تأسس بيت الأزياء بالمان في عام 1945 على يد المصمم الفرنسي بيير بالمان، وخلال الموسم الأخير بيع هذا البيت إلى “ميهوله للاستثمار”، وهو صندوق قطري يملك أيضاً العلامة التجارية فالنتينو.
نجح مصمم بيت بالمان الفرنسي، أوليفييه روستينغ، في إثارة مشاعر المشاهدين وإلهاب حماستهم على قرع طبول أغنية The Show’s Not Over من خلال عرض الأزياء على أنغام الروك المذهلة. أما المصمم ريكاردو تيسي، فقد استهل عرض أزيائه بالوقوف دقيقة من الصمت حداداً على روح فرانكا سوتزاني، رئيسة التحرير السابقة لمجلة ڤوغ الإيطالية، والتي رحلت عن عالمنا في ديسمبر الماضي. يُذكر أن تيسي، الذي يعمل لصالح بيت أزياء جيفنشي منذ عام 2005 (تقول الشائعات إنه ربما يترك العمل في جيفنشي لكي يعمل لحساب بيت فيرساتشي في العام المقبل) قام بعرض مجموعة تأخذ الطابع الحضري من المعاطف الكبيرة ذات الأزرار والمصنوعة من الصوف الخشن، والسترات ذات الثلاث قطع، وقمصان كبيرة بدرجات من اللونين الأحمر والأزرق أضفت مظهراً رائعاً وجذاباً أسفل سترات بياقة كبيرة منخفضة، الأمر الذي جعل عارضي الأزياء يظهرون كما لو أنهم كانوا يرتدون تنانير.
“عندما أصمم الأزياء، أفعل ذلك دوماً وأنا أضع في اعتباري شخصاً معيناً. ولا أخطط مطلقاً ما إذا كانت القطعة التي أصممها ستُستخدم لأغراض دعائية أم تجارية”، هذا ما قاله ريكاردو تيسي في تصريح حصري إلى ڤوغ العربية. وعندما سئل عما يتوقعه من الإصدار الأول من ڤوغ العربية، أجاب تيسي قائلاً: “أتوقع الكثير من الحب، والدعم والتشجيع من جانب النساء، والمزيد من السحر والتألق”.