بدأت أسيل القواسمة، وهي المصممة التي تقف وراء علامة الأزياء النسائية المعاصرة أسيل التي تمَّ إطلاقها في العام 2016، حديثها بالقول: “لعقود من الزمن، استقبل الأردن ملايين اللاجئين من الفلسطينيين والعراقيين والسوريين، ما أكسبه سمعةً كواحة للسلام”. وعمَّان بمثابة مركز إنساني، مع عشرات من الوكالات الدولية، والمنظمات غير الحكومية، وعمال الإغاثة الذين يتوافدون عليها كل عدة أشهر للوقوف على الأزمة في كلٍّ من سوريا والعراق واليمن وفلسطين. ويستضيف الأردن ما يزيد على 1.3 مليون من اللاجئين السوريين البالغ عددهم بالمجمل 5.2 مليون لاجئٍ. وتضيف المصممة بالقول: “بوصفي إنسانة، وأردنية، ومصممة أزياء، قررت أن أروي ذلك بطريقتي الخاصة. وأترجم ما أراه وأسمعه كلَّ يومٍ عبر قصص ووجوه وكلماتٍ غير محكية وقصص موجعة”.
وتدبُّ الحياة في قصص اللاجئين عبر هذه المجموعة الفريدة. وفيها، تبطِّن ملاحظات مكتوبة بخط يد هناء، وهي أم سورية لأربعة أبناء تبلغ من العمر 40 عاماً، سترةً بيضاء اللون. وتصرِّح المصممة بالقول: “ترمز السترة إلى محو الألم والمعاناة، حيث تتوارى الكلمات بعناية بالغة في البطانة. وقد اختفى زوجها في معتقلٍ سوري حكومي بعد أن أصيب في تفجير سيارة مفخخة”. في حين يزدان تيشيرت أبيض برقمٍ تسلسليّ وباركود، وعنه تقول: “يعيد ذلك إلى الذاكرة بأسلوب حلوٍ ومرٍّ في آنٍ معاً ما يعيشه اللاجئون حول العالم، فهو مرٌّ لأن جنسيتهم تُختَصر في رقمٍ، وحلوٌ لأنه يوثِّق ما قد عانوه. ولا يمكن التقليل من شأن ذلك أو تجاهله”. يُمنَح اللاجئون أرقام تعريفية وشهادة من الأمم المتحدة تُبيِّن وضعهم. وتردف المصممة الناشطة بالحديث عن رسائلها القوية بالقول: “أردت جعل هذه اللحظة المؤلمة مرئية للجميع عبر عرضها على صدر تيشيرت بسيط أبيض اللون ملائم لكلا الجنسين كعلامة للتضامن مع جميع اللاجئين”.
حصلت القواسمة على فرصة للعمل كمرشدة للأزياء في مخيم الزعتري بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وعن ذلك تقول “منحني [ذلك] فرصة لإلهام المصممين الشباب. ومع تعرُّفي عليهم أكثر فأكثر، بقيت كلماتهم تتردَّد في ذهني. وبالرغم من كل تلك الليالي التي بقيت فيها مستيقظةً وأنا أفكر بالاستسلام، وبالرغم من كل تلك الدموع والانهيارات، واصلتُ العمل. ليس بمفردي، بل مع الدعم والحب اللذين كانا يأتيان باتجاهي”. وتكريماً لذلك، طُبِعت صور لمخيم الزعتري للاجئين على سترات بيضاء وفساتين. و70% من الأقمشة المستعملة هي من أنسجة سايا السورية التقليدية بألوان ساطعة ترمز إلى تماسك النساء وحاجتهن إلى النجاة وإرادتهن القوية تحت ظروفٍ قاهرة.
يمكنكِ شراء قطع المجموعة عبر : @Aseel_Official
والآن اقرئي: بإمكان جميع المصممين الآن الترشّح لجائزة إل ڤي إم إتش لعام 2019