يبدو أن لا شيء يمكن أن يُوقف جهود المحامية الحقوقية أمل كلوني وزوجها الممثل الأمريكي جورج كلوني في أي أمر يتعلق بدعم حقوق الإنسان. فبعد فترة وجيزة من استقبالهما لمولوديهما التوأمين ألكسندر وإيلا في يونيو الماضي، كشف الزوجان الشهيران عن خططهما لمشروع إنساني جديد. ويوم الاثنين الماضي، أعلنت مؤسسة كلوني للعدالة –وهي منظمة غير ربحية أسسها الزوجان– على موقع المؤسسة أنها ستساعد في تعليم آلاف الأطفال السوريين اللاجئين الذي نزحوا إلى لبنان عبر التبرع بمبلغ 2.25 مليون دولار أمريكي بالشراكة مع منظمة اليونيسيف.
وفي بيان على موقع المؤسسة على الإنترنت، كتب الزوجان: ’’يتعرض آلاف الأطفال السوريين اللاجئين للخطر – خطر ألا يصبحوا يوماً عناصر منتجة في المجتمع. وحصولهم على تعليم رسمي قد يسمح بتغيير ذلك. وهذا هو هدف مبادرتنا. فنحن لا نريد خسارة جيل بأكمله لأن الحظ لم يحالفه، ولأنه ولد في المكان والزمان غير المناسبين‘‘.
وتوفر هذه الشراكة، التي تلقت أيضاً تبرعات من شركة غوغل، لثلاثة آلاف طالب سوري فرص الحصول على تعليم مجاني. ولن تفتتح المؤسسة أي مدارس جديدة، ولكنها ستمد ساعات الدراسة حتى يتمكن الأطفال اللاجئون من حضور الفصول الدراسية بعد الظهر. وسيتجه التمويل الذي تقدمه المؤسسة، والذي يشمل تجهيزات تكنولوجية بقيمة مليون دولار أمريكي تبرعت بها عملاق الحاسبات ’إتش بي‘، نحو سداد رسوم التسجيل في المدارس، والكتب المدرسية، ورواتب المعلمين.
وكان الزوجان قد أعلنا عن هذه المبادرة عام 2016. ففي حوار مع صحيفة يو إس إيه توداي، قالت أمل كلوني: ’’رحلت عائلتي عن لبنان عندما نشبت الحرب هناك. ولم أكن لأتمكن من أن أؤدي أي عمل مارسته من دون تعليم‘‘. وأضافت: ’’نريد أن نساعد كل طفل متسرب من التعليم في لبنان على العودة إلى مقاعد الدراسة‘‘.
ووفقاً لتقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يبلغ عدد السوريين اللاجئين في أنحاء العالم أكثر من خمسة ملايين لاجئ، نزح منهم مليون لاجئ إلى لبنان وحدها. ولم يتمكن نحو 200 ألف طفل في لبنان من الالتحاق بالمدارس بعد فرارهم من ويلات الحرب في سوريا.
وتتناغم هذه الشراكة على نحو وثيق مع عمل أمل كلوني السابق كمحامية لحقوق الإنسان. ففي العام الماضي، بدأت العمل كممثلة عن الفتاة الأيزيدية، نادية مراد، الناجية من أسر تنظيم داعش، لاتخاذ إجراء قانوني ضد زعمائهم، نيابةً عن الآلاف من ضحايا الإبادة الجماعية التي ارتكبوها ضد الطائفة الأيزيدية.