تصف عضوة الكونغرس الأمريكية ذات الأصول الفلسطينية رشيدة طليب نفسها قائلة: “أنا أم تقاتل من أجل تحقيق العدالة للجميع”، ولكنها بلا شك تفوق ذلك الوصف بكثير. وفي نوفمبر الماضي، دخلت رشيدة طليب التاريخ من أوسع أبوابه كواحدة من امرأتين مسلمتين فقط انتخبتا نائبتين في الكونغرس الأمريكي، إلى جانب إلهان عمر المولودة في الصومال. ولم يشكل فوزهما علامة بارزة في تاريخ الكونغرس فحسب، بل وسجل أيضاً انتصاراً للمجتمع الإسلامي والنساء ذوات البشرة غير البيضاء. يُذكر أن طليب خاضت الانتخابات العامة دون أن تلقى أية معارضة، كما فازت بترشيح الحزب الديمقراطي لمقعد مجلس النواب الأمريكي عن الدائرة الانتخابية الثالثة عشرة في ولاية ميشيغان.
أدارت رشيدة طليب وإلهان عمر منصتين تقدميتين في بداية سباقهما الانتخابي، حيث طالبتا بأمورٍ تضمنت توفير سكن ونظام رعاية صحية ميسوريّ التكلفة للجميع، وألا يقل الحد الأدنى للأجور عن 15 دولاراً أمريكياً [في الساعة]، إضافةً إلى زيادة عدد اللاجئين المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة، وإلغاء قوانين الهجرة والجمارك، لتصبحا بذلك مرشحتين عن الحزب الديمقراطي.
وتم انتخاب طليب نائبةً في المجلس التشريعي لولاية ميشيغان من عام 2009 إلى عام 2014 وذلك قبل أن تتجه للعمل بالمحاماة. ومن المواقف المعروفة لطليب مقاطعتها في عام 2016 لخطاب دونالد ترامب المرشح الرئاسي آنذاك وطردها من موقع الحدث، وهو ما جذب الانتباه إليها على المستوى الأمريكي. يذكر أن طليب من أشد منتقدي الرئيس الأمريكي، ومن المؤيدين لعزله من منصبه.
وطليب هي ابنة لأبوين فلسطينيين مهاجرين منحدرين من قرية بيت عور الفوقا في الضفة الغربية، وهي الأخت الكبرى من بين 14 أخاً وأختاً. وعقب فوزها، لفَّت رشيدة، التي نشطت في حملات تدعم جذورها الفلسطينية، نفسها بعلم فلسطيني خلال تجمع احتفالي في ميشيغان. ومضت طليب لتجعل من مراسم أدائها للقسم أمام مجلس النواب في الثالث من يناير 2019 (على مصحف توماس جيڤرسون) لحظةً أيقونية من خلال اختيارها ارتداء الثوب الفلسطيني التقليدي؛ فقد وصلت نائبة الكونغرس الجديدة من ميشيغان إلى كابيتول هيل وهي ترتدي ثوباً فلسطينياً تقليدياً باللون الأسود يزينه تطريز يدوي أحمر اللون كان ملكاً لوالدتها. وكانت طليب قد أعلنت ذلك عبر منشور لها على انستقرام في ديسمبر، حيث كتبت: “لمحة مقتضبة: هذا ما سأرتديه خلال أداء القسم في الكونغرس”، تعليقاً على صورة لثوب تقليدي مطرز باللونين الأحمر والأسود، مع هاشتاغ الثوب الفلسطيني #PalestinianThobe وهاشتاغ #ForMyYama.
وبعد قرار طليب الجريء بارتداء الثوب التقليدي لفلسطين، اشتعل موقع تويتر بالهاشتاغ الجديد #TweetYourThobe والذي اتخذت فيه جموع من السيدات الأمريكيات المنحدرات من أصل فلسطيني منصة التواصل الاجتماعي تلك لعرض صورهن وهن يرتدين أثوابهن الخاصة.
اقرئي أيضاً: إلهان عمر: “الحجاب بالنسبة لي يعني القوة والتحرر والجمال والمقاومة“
