سافرت قبل عدة أيام فقط من الإطلاق التاريخي لمجلة ﭭوغ العربية، وبعد أسبوعين كاملين من انتهاء عروض أسبوع الموضة في باريس في منتصف الليل اتجهت من دبي إلى باريس لحضور عرض مجموعة عز الدين علية لموسم ربيع 2017. حيث يُعرف عز الدين علية بعروض مجموعاته خارج أشهر الموضة. وبينما انتظر الزبائن ومحرروا الأزياء فتح أبواب بناء رو دو موسي والدخول إلى مشغل عز الدين علية بفارغ الصبر، كان الجو لطيفاً وخالياً من كافة المظاهر الاحتفالية بعروض الأزياء التي اعتدنا عليها في هذا العصر الرقمي.
بدأ عز الدين علية عرضه بفستان جلدي أسود متوسط الطول مع شريط أحمر مُلتف بشكل كامل حول تنورة في إشارة إلى قدوم إطلالات مائلة إلى الطابع الرياضي أكثر منها إلى الزي الرسمي. وزُيِّن الفستان الثاني الذي جاء بلون ناصع البياض وتصميم خال من الأكمام بدوامة متقنة من الأزرار المعدنية. تعتبر فتاة علية فتاة عصرية أنيقة وواثقة.
أصبحت التصاميم أقصر والأزرار الدائرية أكبر مع استمرار العرض، حتى شاهدنا إطلالة مليئة بالقطع الرياضية الفاخرة التي تذكرنا بالخدع البصرية لحقبة الستينيات من القرن الماضي. كما عُرضت قمصان وسترات التونيك بسحابات في المقدمة وكانت مجموعة التنانير ضيقة لترسم المنحنيات المستديرة لأوراق البتلات الناعمة والجذابة. جاءت لوحة ألوان علية مفعمة باللون الأحمر المصفر الذي تم تخفيفه أحياناً بدرجات متنوعة من الوردي والأرجواني الصادم إضافة إلى القطع أحادية اللون.
تضمنت الفساتين المضلعة التي تطال الكاحل في نهاية العرض فتحات جانية كاشفة تحت التنورة لامرأة علية التي تحب أن تغطي نفسها بالأقمشة. وقد كان هناك تلميح لما هو أكثر من ذلك، حيث أعجبت نساء منطقتنا بإمكانية شراء القطعة فور رؤيتها.
تشير هذه المجموعة إلى الطبيعة العملية لفتاة عز الدين علية القوية. وقد انحاز سيد الأقمشة والتصاميم في هذه المجموعة إلى الفتاة المفعمة بالحيوية والنشاط أكثر من أي وقت مضى. بينما كانت أحذية علية عبارة عن تشكيلة من الصنادل الجلدية المسطحة مع طابعه المتمثل بالثقوب المخرمة، فلم يترك مجال للانزلاق والسقوط.