بإطلالتها المؤلفة من كنزة زرقاء من علامتها التي تحمل اسمها، وسترة سوداء، وبنطلون جلدي، وحذاء مدبب طويل الساق، بدت العارضة الدنماركية التي تحولت إلى رائدة أعمال، أنين بينغ، أنيقةً بلا تكلف ومستعدة للانطلاق رغم أننا كنا في الثامنة والنصف صباح يوم أحد بباريس. وقبل رحلتها إلى مدينتها لوس أنجليس حيث تعيش مع زوجها وطفليهما، التقت ڤوغ العربية بينغ على الإفطار للحديث عن مسيرتها المهنية الرائعة، وأحدث مجموعة أطلقتها بالتعاون مع المصور الراحل تيري أونيل الذي تحولت صوره خلال مشواره الذي امتد لخمسة عقود إلى لقطات أيقونية، تلك التي التقطها لفرقة رولينغ ستونز، وإلتون جون، وزوجته السابقة الممثلة فاي دوناواي، وبريجيت باردو.
كاتيرينا مِنت: بنظرة عابرة، تبدين في صوركِ على انستقرام وكأنكِ تخوضين سباقاً محموماً في أوروبا. أفهم أنكِ افتتحت تواً متجركِ الخامس عشر في هامبورغ كما تروجين للمجموعة التي تعاونتِ فيها مع المصور تيري أونيل، وأطلقتِ هذه المجموعة يوم 19 نوفمبر قبل رحيله المؤلم بثلاثة أيام. فما انطباعاتكِ الأولى عن المصور الراحل؟
أنين بينغ: أحببتُ أعماله كثيراً. إنها بنكهة الروك آند رول بلا افتعال، وجمالها يتخطى الزمن، وأيقونية. ولم يعد أحد يلتقط صوراً مثل هذه. إنها بالغة التميز وحسب. وقد كنت دوماً من أشد المعجبات به. وكان قد قرأ مقالاً تحدثتُ فيه عن مدى حبي له، فاتصل بي فريقه وقالوا إنهم يحبون أيضاً أعمالي وإننا يجب أن نجتمع معاً ونتبادل الآراء. حدث ذلك منذ أكثر قليلاً من عام. ثم سافرنا إلى لندن وعقدنا اجتماعاً هناك وتواصلنا فوراً. وقد كنتُ أضع صوره لوقت طويل على لوحة أفكاري في مشغلي التصميمي. ولديّ في بيتي صورتان مطبوعتان أصليتان له، منها هذه الصورة لبريجيت باردو والأخرى التي التقطها لفاي دوناواي بجوار المسبح.
ماذا تذكرين عنه؟
كان رجلاً لطيفاً، ومضحكاً، وساخراً نوعاً ما. إنه من أولئك الذين تدركين أنهم أشخاص مميزون ما أن يدخلوا أي غرفة. وقد عملنا على هذه المجموعة طوال العام، ولكنه تُوفِّيَ قبل إطلاقها بثلاثة أيام. إنه أمر محزن للغاية، كان يريد حقاً أن يكون هناك.
عمل تيري أونيل على مدى عقود في مجال الموضة، فهل أبدى لكِ أي تعليق على حالة الموضة أو تطورها اليوم؟
خطة عملي تختلف تماماً عن الجميع وقد ذكر أنه معجب جداً بها، ما أثار فخري. كان يرى أنها أسلوب جديد في التفكير، وكان من الجميل تلقي هذه الملاحظة.
من المؤكد أنكِ من قائدات السرب. فاليوم، يطلق الأفراد المؤثرون علامات أو مجموعات مصغرة ولكنكِ كنتِ أول مَن قام بذلك منذ سبعة أعوام، ولديكِ 15 متجراً على أرض الواقع، فهل كنتِ تتطلعين إلى نموذج معين في بداياتكِ؟
لقد اتبعتْ حدسي تماماً. وهكذا أدير جميع أنشطتي التجارية. دائماً ما يصيب حدسي، فهكذا بدأتُ وهذا ما أستمعُ إليه إن ساورتني الشكوك.
حدثينا عن بدايات عملكِ كعارضة أزياء.
كنتُ في الخامسة عشرة من عمري حين بدأت العمل في الدول الإسكندنافية، وبدأتُ السفر في سن مبكرة، فسافرت إلى ميلانو وأنا في السادسة عشرة من عمري. لم يكتشفني أحد ولكني أتحلى دائماً بالعزيمة والإصرار؛ فإذا أردت تحقيق شيء ما، أسعى خلفه. لذا ذهبت إلى إحدى الوكالات ومعي بضع صور وقلت لهم: “أريد العمل عارضة”.
هل كنتِ تشعرين بأن عملكِ في عروض الأزياء لن يكون محطتكِ الأخيرة؟ وأنه مجرد نقطة انطلاق إلى شيء أكبر؟
كنتُ أعلم أنه نقطة انطلاق لكني لم أكن متأكدة إلى أين بالضبط. كنتُ أريد السفر في أنحاء العالم، وتجربة أشياء مختلفة، وكسب بعض المال، كان مزيجاً من أشياء مختلفة. وعبر عملي عارضةً للأزياء وأسفاري، قابلتُ العديد من الشخصيات الرائعة، ويوم بدأتُ علامتي كنت قد عقدت صلات كثيرة مع منسقي أزياء، وخبراء تجميل، ومصورين. وعندما أصبحت مستعدة، اتصلت بهم. كان من الجميل الحصول على بعض الخبرات الحياتية والعملية.
أعلم أنكِ أطلقتِ كل شيء بالتعاون مع زوجكِ، نيكو بينغ، الذي يتولى أيضاً منصب الرئيس التنفيذي للعلامة.
كان أمراً رائعاً ولكنه شاق للغاية. فحين بدأنا لم يكن لدينا فريق، وكنا نعمل نحن الاثنان فقط في كراج، ونعبأ الطلبات، ونتولى مهام خدمة العملاء. كنا معاً بالفعل قبل ذلك ببضع سنوات وقد رزقنا تواً بأول طفل لنا. كنا أبوين جديدين يقيمان نشاطاً تجارياً جديداً، وكان الأمر شاقاً فعلاً. واليوم رغم أنه الرئيس التنفيذي للعلامة إلا أنه يشرف أيضاً على قطاع البيع بالتجزئة، ويكتشف المواقع، ويعاين أيضاً تصاميمها الداخلية. كما أنه أب منخرط في التربية. ونحن لا نسافر أبداً في نفس التوقيت – فليس لدينا عائلة في لوس أنجليس ولا نترك طفلينا مع مربية طوال الليل. نحاول تحقيق التوازن.
أنتِ في الأصل من الدنمارك، فلم اخترتِ الإقامة في لوس أنجليس؟
انتقلت للإقامة هناك منذ 12 عاماً ووقعت في غرامها. فحين جئت إلى لوس أنجليس، شعرت بأن كل شيء يمكن تحقيقه. حتى لقد انضممت إلى فرقة موسيقية في السابق – كنت المغنية ومؤلفة الأغاني لفرقة “كيل يور دارلينغز”. وفي لوس أنجليس، يمكنكِ عمل ذلك – والانتقال من عالم العروض إلى الفرق الموسيقية، ثم تبدئين إطلاق علامة أزياء دون أن يصدر ضدكِ أحد أي أحكام. أنا أحب الدول الإسكندنافية، ولكن كان من المثالي بدء النشاط التجاري في لوس أنجليس.
ماذا تعني الاستدامة بالنسبة لعلامتكِ؟
ننتج قطعاً بجودة عالية. وإذا ما أنفقتِ على أزيائكِ، ستدوم الأزياء عاماً تلو الآخر. أيضاً ليس لدينا أي مخلفات. ولا نفرط في الإنتاج، ونتبع نموذج “شاهدي واشتري على الفور” وهو ما نقوم به دائماً؛ وبهذه الطريقة بدأنا، ولعلها كانت السبب في نموّنا السريع جداً. ولدينا مخزون محدود من كل شيء. وإذا ما تبقى لدينا أي فائض في المخزون، نتبرع به إلى منظمة دريس فور ساكسس وورلد وايد ويست التي تساعد النساء على الوقوف على أقدامهن مجدداً. ونقوم بذلك منذ بضع سنوات.
ما الخطوات القادمة لعلامة أنين بينغ؟
أتمنى أن نواصل النمو ونفتتح المزيد من المتاجر. ربما نفتح 50 متجراً آخر خلال السنوات الخمس المقبلة. ولدينا 80 موظفاً يعملون في المكتب، وبعد البيع بالتجزئة أصبحنا 130. وتعرض متاجرنا الأزياء، والإكسسوارات، وبعض المنتجات الجمالية والمنزلية – مثل الشموع والعطور. ونعكف حالياً على إنتاج عطر جديد. فأنا أهوى عالم الجمال بأسره، ولكني اتخذ خطوة صغيرة في كل مرة. وإذا ما أردتِ الانخراط في أي شيء، يجب أن تبرزي فيه وجهة نظركِ.
يمكنكِ تسوق مجموعة تعاون أنين بينغ وتيري أونيل محدودة الكمية، التي ستذهب عائداتها إلى صندوق بوبي مور لأبحاث السرطان، من موقع Aninebing.com .
اقرئي أيضاً: سيلڤيا ڤينتوريني فندي تحتفي بالراحل كارل لاغرفيلد في عرض مجموعة أزيائها الراقية بروما