علامة ديزل ليست غريبة على أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، إذ تنتشر متاجرها في كلٍ من أبوظبي، ودبي، والمنامة، فضلاً عن بيروت. وعلى الرغم من ولعها بالجوانب الاجتماعية السياسية التي يغلب عليها طابع الحماقة أحياناً وكذلك افتتانها بالحملات الإعلانية المثيرة للجدل، يظل لتلك الدار الإيطالية جاذبيتها الخاصة في العالم العربي بوصفها علامة دنيم راقية وموثوقة عشقتها الأجيال. ومع اقتراب إطلاق حملتها الجديدة تحت عنوان Make Love Not Walls (أي: ابنوا حُبَّاً لا جدراناً)، تحدَّثت ڤوغ العربية إلى رينزو روسو مؤسِّس علامة ديزل، ونيكولا فورميشيتي المدير الفني لها، حول خطط العلامة للمرحلة التالية من التوسّع عبر مجموعة تركِّز على سوق الشرق الأوسط.
كانت مجموعة بلاك غولد (أو: الذهب الأسود) من ديزل لخريف 2017 لحظة غير مسبوقة للعلامة، فقد ركز المصمم أندرياس ملبوستاد على تصاميم طويلة محتشمة، وقال لڤوغ الأمريكية: “وفق رؤيتي، حاولت دوماً أن أقدم للمرأة إحساساً بالتمكين والحماية والدعم”. وفي حين أنَّ المجموعة تحمل الصفات الرئيسية المميزة لعلامة ديزل، والتي تتمثّل في كونها: حيوية، ومهذبة، وتنبض بروح وثقافة الشباب الحماسية — فقد غابت فعلياً التصاميم القصيرة والدنيم الممزق الذي يكشف الجلد عن ممشى العروض. ولكن تساؤلاتنا حول توجّه العلامة تلاشت سريعاً عندما أخبرنا فورميشيتي أنه بدأ يرسم تصاميم لمجموعة ديزل موجهة للسوق العربية خصيصاً. وصرح لڤوغ العربية: “أريد أن أقوم بأمرٍ مميزٍ للغاية، لا أريد فقط أن أفعل شيئاً “أياً كان” وأرضي السوق فحسب، بل أريد القيام بأمر مذهل للغاية. قد تكون فكرة معينة للمرأة، ونحن نبتكر حملة تدور حولها… الأمر مثير إلى ذلك الحد بالنسبة لي”.
وقد تعاظمت الدلائل التي تشير إلى التحضير لمجموعة مصغَّرة محتشمة من ديزل في لقاء لاحق مع روسو، إذ أجاب رداً على سؤال حول زبوناته من منطقة مجلس التعاون الخليجي قائلاً: “إنهن عصريات للغاية، أريد أن أفعل شيئاً لأجلهن… أزياء أكثر للعقلية [المحتشمة]… أحبُّ أن أكون عالمياً ولكنني أحبُّ أيضاً أن أكون محلياً؛ أن أظهر لهن كيف تحبُّ ديزل ذلك المجتمع… في القريب العاجل”. وفي حين أنَّ المجموعة المصغَّرة لاتزال على لوح الرسم في مقر ديزل، أضاف فورميشيتي: “لقد بدأتُ العمل عليها، ولكن علينا القيام بأمر جديد ومثير للاهتمام، وليس فقط ابتكار مادة مختلفة. أريد القيام بأمر جريء”.
وروسو هو المؤسس لمجموعة OTB القابضة، وهي شركة تشتمل قائمة علاماتها على علامته الخاصة ديزل، والمصممَّين الهولنديين فيكتور آند روالف، وعلامة أزياء الكوتور الفرنسية ميزون مارجيلا. وقال روسو لڤوغ العربية: “عندما أسَّستُ OTB، قضيتُ الكثير من الوقت وأنا أعمل على العلامات الأخرى بحيث بدأت ديزل تعاني”. وبالرغم من أنه يقال أن هذا الإيطالي يمتلك ثروةً تقدر بما يزيد على ثلاثة مليارات دولار أمريكي ويحمل لقب “عبقري الجينز” بحسب وصف محرِّرة ڤوغ الدولية سوزي منكس، لا يظهر الرجل أي علامة على تراجع سقف طموحاته. ويُقال إن روسو قد بدأ مهنته عصامياً في عالم الموضة عبر تصميم بنطال قصير الخصر وعريض الساقين بعمر الخامسة عشرة باستعمال ماكينة الخياطة الخاصة بوالدته من طراز سينغر. ثم انضم إلى شركة تصنيع إيطالية، لينتهي به المطاف إلى شراء كامل حصة مالكها عام 1985. ويقول روسو: “السرُّ الحقيقي يكمن في أنه لدينا فريق رائع من الشباب… أنا الآن في الستين من عمري، ولكنهم يجعلونني أحافظ على عقلٍ شابٍّ”.
وبعد سلسلة مميزة من الحملات الدعائية المثيرة للجدل لصالح العلامة، قاد رائدُ الأعمال الإيطالي هذا علامةَ ديزل لتصبح إحدى علامات الدنيم الأولى على مستوى العالم. وقام روسو بتعيين رائدَ الموضة ومصمّمَ ومنسّقَ أزياء ليدي غاغا المبدع نيكولا فورميشيتي منذ ثلاثة أعوام في منصب المدير الفني لعلامة ديزل، لتتخذ علامته الرئيسية منحىً رائعاً جديداً. وقال فورميشيتي لڤوغ العربية: “كانت ديزل العلامة الأكثر روعة بين مختلف العلامات الرائعة، وبعدها توسَّعت لتصبح صرحاً ضخماً، إلا أنها فقدت حيويتها. وقال رينزو إنه لا يمكننا أن نقدم عرض أزياء ونصبح رائعين مجدداً فحسب، بل سنخوض غمار عملية تستغرق وقتاً طويلاً”.
@Diesel | انستقرام
ومنذ ذلك الحين، استعادت العلامة حيويتها بكل قوة بمساعدة المصور الفوتوغرافي ديفيد لاشابيل، حيث التقط لاشابيل صوراً لحملة ديزل لربيع 2017، والتي جاءت تحت عنوان Make Love Not Walls. ويقول روسو ضاحكاً: “لقد وضع ديفيد موسيقى صاخبة جداً في موقع التصوير… أراد العارضون بعد جلسة التصوير أخذ الملابس معهم”. وإذ يعرض الإعلان حوضاً ضخماً قابلاً للنفخ مخططاً بألوان قوس المطر مع طاقم من شباب العارضين يتألقون عبر شمس صحراء لوس أنجلوس وهم يتضاحكون، تبرز روح العلامة عبر ذلك الإعلان. ويقول فورميشيتي: “لو قمت بهذه الحملة في شركة أخرى لكنتُ تعرضتُ للطرد… فهي مجازفة خطيرة. رينزو يشبهني، فهو دائماً يقوم بالمجازفات… الإعلان في ديزل لا يتعلق أبداً بالمنتج”. إنه إعلانٌ يركز برمته تقريباً على جوهر العلامة وروحها الثائرة، والملابس تأتي في المرتبة الثانية بعد الرسالة الكامنة خلف الإعلان. ويضيف روسو بنظرة ثاقبة: “إذا أحبُّونا لما نحن عليه سيأتون… فزبائننا يتمتعون بالذكاء”.
تُرى، ماذا سيكون شكل المرحلة التالية من الأزياء الرائعة التي تبتكرها ديزل لقائمة زبائنها بالغي الذكاء؟ تطوير عصري للأزياء المحتشمة رجاءً، مع جانب من طابع ديزل الثوري.