يأخذكم هنا مدير المشاريع الخاصة في ﭭوغ العربية مهيب دهبية الذي يمتلك ما يزيد عن 19,000 متابع على انستقرام في رحلة عبر أرشيفه #تاريخ_الموضة الذي يتضمن لحظات الأزياء المثالية التي أعادت صياغة الثقافة العامة وما تزال بهذا النهج حتى اليوم.
تصفحوا دليلنا في الأسفل لتطلعوا على صور كانت بمثابة علامات فارقة في الشجاعة والجرأة والجمال من أرشيف أزياء مهيب دهبية.
إرث الميدوسا
لا يوجد علامة تُمثّل ذوق المشاهير وأناقتهم مثل علامة ﭭيرزاتشي. كان جياني ﭭيرزاتشي مصمم أزياء متميز في اغتنام الفرص وإبرازها في إطلالات أيقونية مذهلة تتجاوز كونها مجرد أزياء اعتيادية لتتغلغل في الثقافة ذاتها. فقد أدخل الفستان الضيق ذو حمالة الكتف الواحدة باللون الأزرق الحيوي النابض الذي ارتدته الأميرة ديانا في أول ظهورٍ علني لها بعد الطلاق (لحضور مهرجان بمدينة سيدني في 31 أكتوبر 1996) الإعلام العالمي في نوبة جنون هستيرية. حيث تخلت ديانا عن لقبها الملكي لتصبح بلمح البصر “آلهة السجادة الحمراء” مع مساعدة بسيطة من صديقها جياني ﭭيرزاتشي. هذا وألبست دوناتيلا ﭭيرزاتشي ببراعتها المعروفة أيضاً في إبراز اللحظات الهامة السيدة ميشيل أوباما فستاناً بلون الذهب الوردي على هيئة سلسلة معدنية مشدودة لحضور آخر عشاء رسمي للرئيس باراك أوباما لنحصل بذلك على إطلالة ميدوسا مثيرة أخرى بعد عشرين عاماً من إطلالة الأميرة ديانا تلك.
صديقتي التشيكية
ليس من السهل إطلاقاً ابتكار الإطلالات المميزة والاستثنائية، لكنها تأتي مصادفة أحياناً. أكثر النجمات اللواتي يُثرن حماستي واهتمامي هن اللواتي نستطيع رسم صور كاريكاتورية جميلة لهن بسهولة. حيث يتمتعن عادةً بأسلوب فريد جداً وتكون إطلالاتهن علامة تميّزهن بسهولة مثل شعر دوناتيلا ﭭيرزاتشي المصبوغ بالبيروكسيد وسمرة بشرتها الدائمة. وتظهر تسريحة شعر إيـﭭانا ترامب في السياق ذاته كعنصر أساسي في “إطلالة إيفانا”.
تم ابتكار تسريحة الكعكة العلوية مع بداية التسعينيات عندما كانت إيفانا في خضم إجراءات الطلاق من دونالد ترامب الذي أجابت عليه بتعديل إطلالتها التي تألقت بها على غلاف مجلة ﭭوغ الأمريكية. حيث شهدت صورة الغلاف التي حقق نسبة مبيعات ضخمة تخفيف إيـﭭانا لأسلوب مكياجها الكثيف المعتاد وكشف كتفيها بفستان راقي دون حمالات من علامة جيـﭭنشي إضافة إلى إطلاق تسريحتها المثيرة الشهيرة المعروفة باسم اللفة الفرنسية French Twist من إبداع صالون تجميل لويس ليكاري.
قالت لي صدقتي العزيزة إيـﭭانا مرة: “كنت أخرج بتسريحات الكعكة السفلية الرخوة وذيل الحصان المعروفة لكن ﭭوغ رفعتها للأعلى وجعلتها أكثر إثارة. وقد احتفظت بتلك الإطلالة منذ ذلك الحين”. وأطلقت بعد ذلك بفترة وجيزة شعار “تسريحة الشعر الرائعة هي أعظم انتقام” حيث أخذت الإطلالة مكانها الصحيح بين تسريحات الشعر الأكثر شهرة على مر العصور. لا يسعني هنا إلا أن أتخيل الدور المذهل الذي كان من الممكن أن تلعبه إيـﭭانا في الانتخابات الرئاسية الحالية للولايات المتحدة الأمريكية. كانت ستخطف كافة الأضواء بكل بساطة.
الزي المقدس
أردت من جلسة التصوير هذه عام 2013 التلاعب بمفاهيم الإدراك المتناقض وأخذ كيم كارداشيان إلى حقبة قديمة غامضة. كما أردت أيضاً استكشاف الحجاب باعتباره رمزاً متحولاً ومتعدد الأوجه حيث يشمل الوهم والقداسة والتواضع والتغليف والحصانة.
البرقع زيٌّ جميل جداً رغم كونه مثيراً للجدل، فمازالت المناقشات حوله مستمرة حتى اليوم في أوروبا. حيث يراه البعض رفضاً لموضوعية المرأة وتحيزاً ضدها، بينما يراه آخرون عكس ذلك. أتسائل أيهما سيعتبر قطعة الملابس الأكثر إثارة عندما ينتهى هذا الجدل (ونعود بذاكرتنا إلى الوراء) هل هو حزام الكورسيه أم الحجاب.
الرابط القوي
كان المصور الفوتوغرافي هيرب ريتس وعارضة الأزياء سيندي كروفورد أروع ثنائي بالنسبة لي بين الجميع. فقد سحرني هذا الثنائي بشكلٍ كبير. تروي سيندي كروفورد في كتابها بيكمينغ سيندي Becoming Cindy “عملنا سوية للمرة الأولى في حملة مايسيز الترويجية أواخر الثمانينات”. “كنا مبتدئين في ذلك الحين ولم تترك جلسة التصوير تلك أثراً لدى الجمهور. لكن بدأ هيرب ريتس بعد ذلك بفترة وجيزة التنسيق معي للقيام بجلسات تصوير في لوس أنجلوس وعندها بدأت تتطور علاقة العمل بيننا أكثر فأكثر.”
التقط هيرب ريتس صورة غلاف سيندي ” “Venus Moment” (في عدد أغسطس 1994 من مجلة فانيتي فير Vanity Fair). كما اختارها هيرب أيضاً وأظهرها كفتاة الأحلام في أغنية جون بون جوﭭـي Please Come Home for Christmas (عام 1992). التقت سيندي كورفورد مع ريتشارد جير في حفلة شواء بمنزل هيرب ريتس عام 1987 وقد وقفا أمام عدسته في النهاية ليظهرا على غلاف نوفمبر 1992 من مجلة ﭭوغ الأمريكية كأروع زوجين في هوليوود. تقول سيندي بأنه إن كان عليها أن تسمي أفضل معلم وخبير عملت معه سيكون “هيرب ريتس، ليس لأني أحب صوره (ولأنه أحب التقاط الصور لي من حسن حظي) وحسب، لكنني أحب شخصيته وصداقتنا التي طورناها من خلال العمل معاً لمدة خمسة عشر عاماً”. ويا له من أرشيف رائع كان نتيجةً لتلك الصداقة!
لنلعب بالنار ونتزلج على الجليد الهش (مجدداً)
كانت عارضات الأزياء اللواتي جسدّن حملات مستحضرات تجميل ريـﭭلون الترويجية بالفعل من بين كافة الوجوه الاستثنائية التي لا يمكن نسيانها للعلامة بدءاً من دوريان لي وسوزي باركر وحتى هالي بيري وكريستي تورلينغتون وجيري هول وإيمان هُن (بالنسبة لي على الأقل) دوريان لي وكارمن دل اوريفيس وسيندي كروفورد. حيث تصدرت كارمن دل اوريفيس واجهة الحملات الترويجية خلال حقبة الخمسينات وقد التقطت صورة ” Queen of Diamonds” (عام 1954) بعدسة المصور الفوتوغرافي ريتشارد أﭭـيدون. بينما تعاقدت سيندي كروفورد مع ريـﭭلون في عمر الـ23 واستمر ذلك العقد إحدى عشرة سنة. اعتبرت الحملات الترويجية لمستحضرات التجميل جريئةً جداً في ذلك الوقت وافتخرت علامة أﭭـيدون بنفسها في نشرها لاتجاهات ثقافية أوسع.
قام ريتشارد أﭭـيدون بتصوير عارضة الأزياء دوريان لي لإطلاق أحمر شفاه ريـﭭلون “Fire and Ice” عام 1952 في فستان فضي ضيق مع كاب ضخم أحمر اللون (كاب من تصميم بوﭭييه أوف روز سكوجيل والذي قيل بأنه كان نسخة عن كاب بالنسياغا) حيث لفتت يدها الأنظار إلى طلاء الأظافر وأحمر الشفاه بلونيهما الأحمر الداكن. اعتُبر الإعلان حينها مثيراً بشكل صريح، وقد تحدت علامة ريـﭭلون من خلال جرأتها في طرح سؤال “هل أنت مخلوقة من الجليد والنار؟” الفرضيات القديمة التي تعتبر الفتاة التي ترتدي اللون الأحمر “فتاة وقحة منحرفة” وأظهرتها بصورة الفتاة عصرية بدلاً من ذلك. واصل الإعلان نجاحه حتى حاز على جائزة إعلان العام من مجلة أدﭭرتايزينغ آيج Advertising Age.
أتوق لمشاهدة حملات ترويجية لمستحضرات تجميل بقوة حملة المصور الفوتوغرافي بارون أدولف دو مييه لعلامة إليزابيث أردين (عام 1926) أو حملة أحمر شفاه ماك Viva Glam مع روبول (1994). أول شيء كنت سأقوم به لو تم تكليفي بإدارة علامة ريـﭭلون في أي وقتٍ من الأوقات هو ربط الأجيال ببعضها عبر إظهار عارضتي الأزياء المذهلتين سيندي كروفورد وكارمن دل اوريفيس معاً في حملة ترويجية واحدة. فلم يظهر اللون الأحمر بجمال أخاذٍ على أحد أكثر من أيقونتي الجمال هاتين.
ما هي لحظة #تاريخ_الموضة المفضلة لديكم؟ شاركونا آراءكم عبر حسابنا على تويتر @VogueArabia.