سواء كانت عريقة أم حديثة النشأة، إنها علامات أزياء سعودية جاءت لتبقى – وتقف خلفها نساء بارزات يدفعن بها بقوة إلى الأمام.
نُشر للمرة الأولى على صفحات عدد يونيو 2018 من ڤوغ العربية.
أروى البنوي
بعد ثلاث سنوات من إطلاق أول مجموعة لها، أصبحت علامة المصممة أروى البنوي التي تحمل اسمها تعتمد على ابتكار البذلات المفصّلة والقطع الرياضية المريحة، مثل التيشيرت والسترة ذات القلنسوة. وتشرح المصممة رسالة علامتها قائلةً: “تمكين المرأة هي رسالة علامتي، فيما يشكّل الخط العربي جزءاً من هويتها؛ فهي تخاطب جميع النساء الشابات في العالم العربي”. أما عن ملهمتها، فهي المرأة المناسبة التي تشير إليها بوسم #thesuitablewoman، وهي تشبهها كثيراً – إنها امرأة فاتنة تحمل الملامح الأنثوية والرجالية، ومستقلة، وواثقة من نفسها، وتصفها بتواضع كامرأة تتطلع إلى أن تكون مثلها وفتاة يمكن أن تشعر غالبية النساء بارتباط نحوها. وتتسم تصاميم أروى بالضخامة وتحمل الطابع الرجالي والقصات الفضفاضة، ولعل ذلك يرجع إلى تأثرها بما تحويه خزانة ملابسها من سترات كان والدها يرتديها من تصميم جياني ڤيرساتشي في الثمانينيات والتسعينيات. وتبتكر أروى إبداعاتها باستخدام أقمشة تجلبها من إيطاليا، واليابان، والهند –ويمكن اعتبار القطن، والحرير، والساتان المخملي، والفسكوز وحتى السدو من أقمشتها المفضلة– وتقوم بقص هذه الأقمشة وحياكتها في ورشة صغيرة في ميلانو وفي الأتلييه الخاص بها في دبي.
تقول أروى: “أصمم البذلات لسيدة الأعمال المنشغلة دائماً، التي ترغب في أن تظهر بأناقة تلقائية ولافتة”. وتلهمها القضايا الاجتماعية والسياسية وتتأثر بما يحيط بها. وتركز مجموعتها المقبلة، التي تحمل اسم البدويات، على الثقافة السعودية لتلقي الضوء على عادات لا يعرفها الجمهور في الغالب. “نذهب إلى المرعى في الشتاء، لنحصل على لبن الماعز الطازج والبيض… أمور اعتدنا عليها في مجتمعنا”. وبالجرأة التي عُرفت عنها، تعرض جذور الشابات السعوديات إلى جانب العالم الغربي الذي أمضت فيه سنوات نشأتها.
سديم
أسست الجوهرة “سديم” عبد العزيز الشهيل علامتها عام 2016. وتصف هذه المبدعة ذات القوام المتناسق علامتها قائلةً: “إنها علامة للأزياء المستدامة – وجميع قطعها مصممة لتتحدى الزمن ويمكن صناعتها حسب الطلب”. وتخاطب علامتها المرأة الراقية التي تهتم بالحفاظ على البيئة وتهوى اقتناء قطع لا تفقد بريقها لترتديها بأسلوب أنيق أو بسيط. ويمتد التزامها بنمط الحياة الصحية الشامل إلى خزانة ملابسها، التي تمتلئ بتصاميم من علامات تشتهر بالجودة والاهتمام بالبيئة ومنصفة تجاه المستهلكين والمنتجين، إضافة إلى علامات المواهب الإقليمية، والقطع الكلاسيكية التي ورثتها عن والدتها. كما تهتم علامة سديم باستخدام الأقمشة المبتكرة والمعاد تدويرها والخالية من المواد السامة. تقول: “دائماً ما أجلب أقمشتي من مصانع في اليابان وإيطاليا تطبق قوانين العمل الأخلاقية، وتستخدم الطاقة المتجددة، وقواعد إدارة الحد من النفايات وتقليل الفاقد من المياه”. وتصمم الشهيل أزياءها في نيويورك، ودبي، وفي مشغلها الخاص في الرياض.
ورغم أن خيال الشهيل نابع من أعماق مشاعرها وترتكز عليه في أبحاثها، إلا أنه لا يمكنكِ أن تنظري إليها كامرأة تتمتع برومانسية مثالية – رغم أن ملهماتها هن “فاتنات الشاشة الفضية والبطلات التاريخيات”. فسديم تعد انعكاساً للتغيرات الفكرية السبّاقة التي تشهدها المملكة – حيث لا مجال للأحلام المثالية هنا. وتوضح قائلةً: “تحفزني التطورات الاجتماعية، والبيئية، والاقتصادية. إن رؤية مسيرة التطور التي تجري حالياً في المملكة والمبادرات الإيجابية العديدة التي تقام تمنحني إحساساً كبيراً بالفخر والتحفيز. ويغمرني الحماس، لذا سأكرس موضوع مجموعتي القادمة لبلدي”.
ليلى موسى
“إنها نابعة من العصور القديمة وقد بُعثت إلى الحياة بلمسات عصرية”، هكذا تصف ليلى موسى علامتها التي تحمل اسمها والمتخصصة في تصميم المعاطف والقفاطين حسب مواصفات كل امرأة. وتبتكر تصاميمها للنساء المتميزات فكرياً، والقويات، والعصريات اللواتي يشبهنها إلى حد كبير. وخلال 36 عاماً منذ إطلاق علامتها، انهمكت قلباً وروحاً في تسليط الضوء على الحِرَف اليدوية، فقد اكتشفت تاجرة التحف السابقة ومصممة الديكور مبكراً أن شغفها الحقيقي كان دائماً للمنسوجات. وتقول: “كنت أجمع جميع أنواع الأقمشة القديمة والعصرية بكثرة للمساحات التي سأصممها”، مشيرةً إلى أن أسلوبها في الفخامة يعتمد على المعرفة الفنية. وتوضح: “النسيج يشكل وسيلة مثيرة للاهتمام للعمل وأنا في بحث دائم عن الأنواع المختلفة منها. وتضيف أن المنسوجات التي تختارها تحددها وفقاً للتصميم.
وتؤكد: “لا حدود للخامات التي أستخدمها في عملي”. لذا نجد سترات موشاة بالخيوط الذهبية وقفاطين مزينة بنقوش البيزلي. وتقول إن سر التطريزات الجميلة يكمن في التلاعب بالخيوط. وتفصل في هذه التطريزات بين الخيوط القطنية وتلك الحريرية لتحصل في النهاية على سُمك متباين لأقمشتها المطرّزة، كما تجرب الأحبال غير التقليدية مثل تلك التي تُصنع من نبات الجوت. وجميع هذه الأزياء يصنعها روّاد في الخياطة والتطريز داخل ورشها في جدة وبيروت. ولا عجب في أن تكون علاماتها المفضلة هي جان بول غوتتيه، وبرادا، ولوي ڤويتون خلال عهد مارك جيكوبس – ومعروف عن تلك العلامات جميعاً الثراء والفخامة. “كل علامة هي انعكاس لمصممها. وعندما أصنع قفطاناً بسيطاً أو قطعة راقية متقنة، فإن الجودة هي الهدف الأساسي، بجانب التصميم. ومن خلال تجاربي، أؤكد أن الجودة هي التي تستمر. وهذا ما أتمنى أن يذكره الناس عني”.
اِقرئي أيضاً: تعرفي إلى هؤلاء السعوديات اللواتي يطالبن بتشكيل فريق نسائي لكرة القدم في المملكة
دانية
منذ سبع سنوات، قررت دانية بوحمد إطلاق خط للأزياء يتميز بالقصات الجذابة. وتتحدث عن علامتها المفعمة بالبساطة والتي تهتم بأدق التفاصيل قائلةً: “إنها علامة للأزياء الأنيقة والمريحة بلمسات لافتة”. وتضيف: “من المهم في رأيي كم مرة سترتدي فيها المرأة هذه الأزياء. فأنا أصمم أزياء للنساء العاملات اللواتي تتسم حياتهن بالنشاط الدائم. وتصمم أزياءها باستخدام الأقمشة القطنية، والفسكوز، والتنسل (أو اللايوسل) والجاكار، التي تجلبها من تركيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، واليابان. وتؤكد على أنها عاشقة للمنسوجات، “إنها نقطة ضعفي. ويمكن أن أنسى نفسي وأغرق في عالم آخر عندما اختار نسيجاً أبيض”. وتستمد الإلهام في أزيائها من ألكسندر وانغ، وأكني، وجونيا واتانابي. وتقول ضاحكةً: “وتزداد هذه القائمة أكثر وأكثر”، مضيفةً أن بيانكا جاغر، وديبي هاري، والنجمات الخليجيات في السبعينيات هن أيضاً من ملهماتها”.
ومن أكثر القطع التي تحظى بشعبية هي تلك التي تبرز بجلاء تراثها وتحقق التوازن بين التقليد والابتكار. وصار الثوب بتصميم الجمبسوت (الصورة السابقة)، يُعاد تقديمه في كثير من المواسم حتى الآن. “كل جمبسوت مستلهم من الأنواع المتعددة من الأثواب، والمناطق المختلفة”. وفي موسم ما قبل الخريف، تترجم أجواءَ علامة دانية الفساتينُ المريحة بقصة القميص والمعاطفُ المطرية الخفيفة المصممة على نمط الغينغهام، والقطنُ، والفانيلا التي تحمل جاذبية التسعينيات، كما تمنح شعوراً بالألفة بعيداً عن الرسميات. وتقيم دانية -التي ولدت في مدينة الظهران- بين دبي والسعودية، وتقول: “السعودية هي وطني. وتتميز بذلك الدفء الذي يصعب تفسيره في بعض الأحيان”.
نورة آل الشيخ
تقول نورة آل الشيخ: “الآن، أدركت الصناعة أن دورة الموضة حالياً قد عفى عليها الزمن وبلا جدوى. ولا يمكن للمصممين الصغار أن يواصلوا إنتاج المجموعات بكميات وفيرة آلياً ودونما تفكير لمجرد تقديم شيء جديد”. لذا تطلق ثلاث مجموعات سنوياً: في شهر رمضان، وموسم ما قبل الخريف، ومجموعة ريزورت. وقد استفادت جيداً من تلك النظرة الاستشرافية التي جعلتها تركز على تصميم مجموعات لما بين المواسم أو التي تربط بينها. لذا تصل العلامة إلى تجار التجزئة في أي وقت حين يبدؤون في البحث عن شيء جديد. ويكمن جوهر العلامة في تصميم أزياء معاصرة والتي، رغم قدرتها على التنقل بين مختلف الثقافات، تظل تحمل السمات السعودية المميزة فيما يتعلق بالنسب وتباين الخامات المستخدمة، مثل الأقطان الناعمة والمنسوجات التقنية.
تتحدث نورة عن الظروف التي واجهتها أثناء إطلاق علامتها عام 2012: “لم تكن البنية التحتية والموارد متاحة لنا عندما بدأنا، مثل المصانع وتجار النسيج. وكمصممة خليجية، تعيّن عليّ أن أقنع تجار التجزئة أن تصاميمي تستوفي المعايير العالمية وأنها ستجد سوقاً لها”. ولكنها نجحت في تأسيس شبكة من المتاجر الصغيرة مثل بوتيك سِد وكوجيني في السعودية. “أردت أن أركز على الاستدامة المتطورة، بدلاً من إحداث ضجيج دون تحقيق مبيعات”. وتتخذ المصممةُ المولودة في الرياض من مدينة جدة مقراً لها حالياً. وبعض القطع تنتجها في الخارج، كما تستعين بفريق يضم 24 صانعةً للأنماط والأشكال وخيّاطةً لضمان أن تظل التصاميم تحمل شعار صنع في المملكة العربية السعودية.
حرفة باي نعيمة
رغم أن ثنائي التصميم المؤلف من عمّة وابنة شقيقها، نعيمة وشهد الشهيل، أطلقتا علامتهما حرفة باي نعيمة عام 2015، إلا أن شغفهما بالأزياء التراثية بدأ قبل ذلك بزمن طويل. وتشرح شهد: “تصمم عمتي أزياء للنساء وتحدد ملامح الأناقة والفخامة في المنطقة منذ الثمانينات”. ومع فهم عميق لمتطلبات السوق والعلاقات القوية القائمة بينهما والحرفيين المحليين، ولدت علامة الأزياء الجاهزة التي تحتفي بالمهارات الحرفية اليدوية والتراث في السعودية بأسلوب عصري. ومن ضمن القطع التي تصممها العلامة وتستهدف بها “تحدي صيحات الموضة” أزياء الفراء المميّزة، وهي معاطف بدوية تلامس الأرض يتدثر بها البدو في الصحراء. وتتزين تصاميم العلامة بزخارف السدو وتفاصيل مطرزة تبدعها الحرفيات في منطقة القصيم.
وخلال رحلتهما الأخيرة إلى الطائف، زرعتا البذور لتطوير علاقتهما بالحِرفيات الجديدات. تقول شهد: “نسعى إلى خلق فرص عمل مستدامة لهؤلاء النساء. فالتقنيات التي يستخدمنها انتقلت إليهن عبر الأجيال. وتقدر زبوناتنا الجمال والجودة، وهن على وعي بتأثيرها. وهن انتقائيات ويضعن استثماراً على المدى الطويل للحفاظ على الأزياء أو حتى نقلها [إلى بنات الجيل الصاعد]”. ويعزز الثنائي دعمه للموضة التي تعتمد على القواعد الأخلاقية. وتقول شهد: “أؤمن بأن خياراتنا مهمة وتحدث فرقاً”. وتقدم شهد، الفتاة الشابة التي نشأت في واحة الأحساء الواقعة في المنطقة الشرقية، نفسها كامرأة بدوية من القرن الحادي والعشرين. “أمضي جلّ وقتي على متن الطائرات بين دبي والرياض وبيروت. وبيتي هو أي مكان تسكن فيه أمي”.
اقرئي الآن: رومانسيّة صادقة… شانينا شايك في حوارها مع ڤوغ العربيّة
تصوير: دريك بادر
تصفيف شعر: لوسيندا جيل وأمينة جاهيك من صالون إن ستايل بيوتي لاونج
مكياج: كيم بونغوس وجوفان نيكوليك من متجر سيفورا
تم التصوير في برج ذا 118 بوسط دبي