تتحدث مدِّونة الموضة الفلسطينية-الأيرلندية مروة بلتاجي عن ولعها بمختلف الأنسجة والأقمشة والسترات والجلود النادرة.
إطلالات أنثوية
تصف الشخصيةُ الفلسطينية-الأيرلندية المؤثرة مروة بلتاجي، التي تُعتبر صوتاً يتحدث باسم الأزياء المحتشمة، أسلوبَها الشخصي في الأناقة بأنه مفصّل وأنثوي. وتعزو المدوِّنةُ التي ولدت ونشأت في كاليفورنيا الفضلَ إلى والدتها الأيرلندية في زرع القيم الجمالية التي تليق بسيدة راقية بداخلها. تقول ضاحكةً: “عندما وصلت للمرحلة الإعدادية، كنت أنتعل أحذيةً بكعوبٍ عالية وألبس فساتين كل يوم”، وتضيف: “تعلمت أيضاً طريقة ارتداء الأزياء المحتشمة من والدتي، فقبل لقائها بوالدي واعتناقها الإسلام كانت ستصبح راهبة”. توقعي أن تشاهدي في خزانتها بذلات ذات بناطيل وسترات تتميز بشراريب من مديّة الشرقي، وفساتين من سيلف-بورتريه، وفساتين حريرية تزينها الطبعات من غوتشي ورالف لورين. “ما أرتديه متعمَّدٌ تماماً”، تقول المدونة التي أطلقت علامة مدموزيل ميم في العام 2015 أثناء إقامتها في اسكتلندا. وقد اكتسبت مروة خبرةً في الأقمشة. “أحبُّ التفصيلات التي تُضيف بُعداً للزيّ، سواء كانت شراريب، أم جلوداً لامعة، أم ريشاً”، تقول بينما تحرك بأنامها ريش النعام على سترة لامعة من روماني. وتضم القطع الاستثنائية في خزانتها فستاناً مبهرجاً من تالر مارمو، وفساتين مزركشة من أميرة هارون، وبذلة كحلية مطرزة مؤلفة من سترة وبنطلون من هيوشان شانغ، ومعطفاً بشكل دثار بالأخضر الزيتوني من مريم السباعي.
نُشِر للمرة الأولى على صفحات عدد أبريل 2019 من ڤوغ العربية.
حقائب من جلودٍ نادرة
يتجسّد عشقها للأنسجة في مجموعة حقائب اليد التي تمتلكها، وعنها تقول: “أعشق الحقائب المصنوعة من الجلود النادرة، مثل جلد الثعبان والتمساح والنعام”. ولدى التنقيب في خزانتها، ستجدون حقيبة سالڤاتوري ڤيراغامو مصنوعة من جلد الأفعى بدرجات ثرية بألوان شمس الأصيل، وحقيبة كلوي مصنوعة من جلد الثعبان باللون العاجي والرمادي الداكن. تعلِّق بالقول: “إنها إحدى القطع المفضلة لديّ. تعجبني الأناقة البالغة التي تضفيها على أي إطلالة عادية”. وهي أيضاً شغوفةٌ بالحقائب متناهية الصغر. تقول: “بالنظر إلى أنني كنت أقيم في أوروبا والآن في مدينة نيويورك، فقد احتجت إلى شيءٍ صغيرٍ وخفيفٍ يمكنني التقاطه والخروج مسرعةً من الباب”. وحالياً، تبادل بين حقيبة حمراء بتصميم الآرت ديكو من روكساندا إلينكيك وحقيبة صوفيا المصنوعة من زجاج بلكسي غلاس المرن من سالڤاتوري ڤيراغامو.
للعباية نصيب
تقول بلتاجي عن مجموعتها المتنامية: “لديّ ما يزيد عن 200 عباية. أعشق تصاميم بوقِصة لأنها تتميز بطبقاتٍ فوق بعضها تشبه المعاطف المَطَرية. وهي محتشمة ولا تبطل موضتها وملائمة لأي مناسبة”. وبين رفوف العبايات ذات القصَّات الإغريقية وتلك التي تتميّز بحواشٍ من الدانتيل وكذلك العبايات ذات الثنايا التي صممتها بنفسها، ستجدون عباية من أحدث إضافاتها – وهي عباية مُركّبة لافتة موشَّاة بالزركشة الذهبية من علامة بيج.
سترات راقية بلمسات عصرية
بالنسبة للمدِّونة مروة بلتاجي، فإن السترات قطع لا غنى عنها. تقول موضحةً: “أحب السترة المركّبة الضيّقة عند الأكتاف والتي تتسع عند الخصر”. واثنتان من ستراتها المميّزة التي تتحلّى بلمسات عصرية على القَصَّة الكلاسيكية هما سترة بطيّة عند الصدر بقَصة الساعة الرملية من بالنسياغا وسترة مخملية سوداء من رالف لورين مزدانة بشارةٍ ذهبية مطرزة. وعنها تقول: “أعشق رالف لورين. إنها علامة أمريكية مثالية، وكلاسيكية ولا يخبو بريقها مع الزمن. أحبُّ حقاً تلك الإطلالة الراقية”. وفي قلب خزانتها تستقر سترات بألوان حيادية، منها سترة عاجية من ستيلا مكارتني]، وقطعة بقَصَّة مربعة سوداء من مارك جيكوبس تصل إلى ما تحت الأرداف. تقول: “أنا محتشمة في إطلالاتي، لذا فإن السترة الرسمية رائعة لارتدائها فوق قطع ذات أكمام قصيرة لجعل إطلالة ما تبدو أنيقةً على نحوٍ فوري”.
أحذية ماري جين هي المفضّلة لديها
تقول المدوِّنة: “الأحذية التي أفضّلها هي من نوع أحذية ماري جين متوسطة الكعب. الموديل جذابٌ للغاية وأحب الشكل الذي يمنحه لساقيّ”. ومن بين الموديلات الكثيرة التي تصل إلى الكاحل، فإن الحذاء المفضّل لديها هو حذاء ميو ميو المصنوع من الجلد اللامع بلون أحمر داكن وتزيّنه ترصيعات كريستالية، في حين تألقت إطلالتها على نحوٍ بالغٍ خلال أسبوع الموضة في نيويورك بحذاء ماري جين متلألئ تميَّز بريشٍ بالوردي الداكن من دولتشي آند غابانا. وعنه تقول: “اشتريته قبل موسمين ولم أكن أعلم كيف سأنتعله لأن الكثير من الأمور كانت تحدث، ثمَّ وجدتُ معطفاً بالوردي الفاتح من صوفي دور، وتطوّر الأمر نوعاً ما من وقتها”. وثمة مجموعة من الأحذية التي تليق بسيدة راقية أسهمت في الارتقاء بقيم مروة بلتاجي الجمالية، منها حذاء برادا مفتوح من الخلف وبكعب قصير وسميك (كيتن هيل) موشّى بالزخارف، وحذاء بكعب سميك (ويدج) من توري بورش بأرضية مزخرفة، وحذاء عالي الكعب من غوتشي مزدان بطبعة الأفعى المميّزة للعلامة. وقد اتضح أن كلبها المدلل جاك من فصيلة غولدن ريتريڤر يتمتع بذوقٍ عالٍ فيما يخصُّ الأحذية عندما قام بمضغ خفّها البرّاق من ميو ميو، وعن هذا تعلق بالقول: “لا يزال فؤادي مفطوراً بسببه!”.
تاج الرأس
القطعة التي تكمل زيَّها هي الحجاب. وعن ذلك توضِّح قائلةً: “حجابي يأتي دائماً في النهاية. إنه إكسسوارٌ بحد ذاته، فهو مثل تاج على رأسي أحتاجه لاستكمال أزيائي”. وبالفعل بوسعكم توقع رؤية مروة ترتدي أوشحةً حريرية للرأس بألوان المجوهرات من علامة هوت حجاب، وتصاميم نابضة بالحيوية تتراوح من طبعة إميليو بوتشي المميّزة متعددة الألوان ونمط رالف لورين التراثي المقترن بالفروسية، إلى طبعات ڤيرساتشي المميّزة بفن الباروك. وخلال نشأتها، كانت مروة تواجه صعوباتٍ كبيرة في العثور على دبابيس للحجاب وقَمَطات، وهي قطع قماشية تُلبس تحت الوشاح لتثبيته في مكانه. وعن هذا تنوه بالقول: “مجتمعي في مقاطعة أورانج كاونتي هو في معظمه من الجيل الأول مثلي ومثل زوجي. ولم يكن هناك الكثير من المتاجر التي تُعنى بالمرأة المحجبة”، إلا أن زياراتها السنوية إلى دبي أشبعت شغفها بالأزياء المحتشمة. تقول: “فتحت تلك الرحلات عينيّ على الأزياء والمصممين من الشرق الأوسط. وجعلتني رؤيةُ النساء العربيات خارج البلاد أكثر فخراً بهويتي كامرأة محجبة”.
والآن اقرئي: يونيكلو تتعاون مع مصممة بريطانية ذات أصول يابانية في ابتكار تشكيلة من الأزياء المحتشمة