قبل انطلاق ندوتها بمؤتمر كوندي ناست العالمي للفخامة، يقام في عُمان، التقينا مصممة المجوهرات اللبنانية المقيمة في لندن، نور فارس، حيث تحدثت من القلب عن علاقتها بالمنطقة، كما تطرقت إلى منابع الإلهام التي تستوحي منها إبداعاتها.
ما شعوركِ تجاه دعوتكِ لعُمان كمتحدثة في مؤتمر كوندي ناست العالمي للفخامة؟
أنا سعيدة للغاية لوجودي هنا، وممتنة جداً لسوزي مينكس لحرصها على مشاركتي في هذه التجربة. وأتطلع إلى رواية قصص وأخبار عن مسيرتي العملية وعن مجوهراتي، والتجارب التي تعلمتها من ذلك، وأيضاً إلى الاستماع إلى نقاشات وأحاديث الشخصيات الرائعة المشاركة.
كيف تؤثر خلفيتكِ اللبنانية على عملكِ في صناعة المجوهرات؟
ينعكس تأثير تراثي الثقافي على عملي بطريقة بارعة، فأنا لا ألجأ إلى نقل الجماليات اللبنانية أو العربية حرفياً إلى عالم المجوهرات، بل استخدم إشارات من ذلك بأسلوب بالغ الرقي، مثل استخدامي لعين الحسود التي يُعتقد بأنها تقي من الحسد. ولدىّ دائماً ياقوتة زرقاء صغيرة مخبأة في الجانب الخلفي من خاتم لي. وهذا العقد الذي أرتديه مع هذا الحجر الكروي، من الكوارتز الوردي المستدير، مستوحى من حبات خرز المسبحة، كما يسمونها بالعربية.
حدثينا عن أولى ذكرياتكِ المرتبطة بعالم المجوهرات؟
نشأتُ وسط نساء يعشقن الألوان المبهجة والساطعة، ولا يخشين المجازفة في اختيار الملابس والظهور بمظهر متجدد، كما يرتدين الكثير من الإكسسوارات. وكانت جدتي، على سبيل المثال، والتي نشأت في قرية صغيرة في شمال لبنان، ببساطة أكثر امرأة أنيقة شاهدتها في حياتي. كانت تعشق المجوهرات وترتدي خاتماً في كل إصبع في يدها. وارتداء المجوهرات أسلوب شخصي تماماً، ووسيلة للتعبير عن الذات أكثر حتى من الملابس، لأنه بطريقة ما، يمثل امتداداً لمرتديتها وشخصيتها.
برأيكِ، لماذا تعتبر صناعة المجوهرات فائقة الأهمية في الشرق الأوسط؟
يرجع أحد أسباب ذلك إلى أن حرفة صناعة المجوهرات موجودة بثراء في كثير من البلدان في الشرق الأوسط والخليج. لدينا أسواق ومتاجر يُباع فيها الذهب والمجوهرات حسب الوزن. وللبراعة الحرفية دور مهم في هذا السياق أيضاً. ولكن حتى في مجتمعات الشرق الأوسط، تعشق النساء ارتداء الحُلي، ويشعرن بالراحة وهن يرتدينها طوال الوقت، بتلقائية وبساطة، وهذا بدوره يُوَلِد الطلب على المجوهرات. ومن ثم تتوسع الصناعة ويتزايد المصممون. وأرى أبناء الشرق الأوسط يحبون المجوهرات التي تحمل معانٍ دينية، وخرافية أحياناً، مثل العين الزرقاء لاتقاء الحسد، ومجسّم القرآن، والصليب. ويلبس النساء والرجال الحُلي. وحتى الأطفال يلبسون الحُلي هنا؛ ترين أطفالاً صغاراً يلبسون الأساور والأقراط.
ما الحجر الكريم الذي يتبادر إلى ذهنكِ عندما تفكرين في الشرق الأوسط؟
أفكر في لؤلؤ الخليج، ولاسيما عندما أكون هنا، وخاصة حينما أزور البحرين وقطر. أفكر حينها في اللآلئ.
أخيراً، ما هي أغلى قطعة مجوهرات في خزانتكِ؟
عندما كان عمري ثمانِ سنوات، أهداني أشقائي الثلاثة، الأكبر مني سناً، هدية. وكانت قلادة صغيرة على شكل قلب وتحمل في داخلها الحروف الأولى من أسمائهم. ولا زلت أحتفظ بها.