مع انشغال عالم الموضة بوضع قواعد تعزز الشمولية، والتعددية، وتقبّل الذات في الفصل الجديد من تاريخه، تقود علامة جيم فيلدز مهمة مماثلة بالتوازي مع ذلك، بوصفها رائدة عالمية في توريد الأحجار الكريمة الملوّنة، وخاصة الياقوت والزمرد، واستخراجها بطريقة مسؤولة. وخلافاً لنظيرتها من الألماس “عديم اللون والشوائب” – فإنه يُحتفَى بالأحجار الكريمة الملوّنة لشموليتها وإدماجها لمواد وعناصر أخرى دخيلة. لذا أصبحت باضطراد الخيارَ الأول للنساء المغرمات بالفخامة في جميع أنحاء العالم.
وتستهل إلينا بازاليا، المتخصصة في علوم الأحجار الكريمة بعلامة جيم فيلدز، حديثها قائلةً: “تروي شموليتُها قصصاً مثيرة. ولا تقتطع هذه الميزة أو تنتقص من قيمة الحجر الكريم بل قد تضيف له قيمة أكبر، ما يجعل كل حجر منها فريداً من نوعه”. وتوضح الخبيرة أنه عند فحص الحجر الكريم تحت المجهر، نكتشف في داخله “عالماً موازياً”. وعن ذلك تقول: “إنه الشيء الأكثر سحراً الذي يدفع جميع علماء الأحجار الكريمة لتعلم المزيد عن هذه الأحجار. وتبدئين الاهتمام بها من منظور تقني – فإذا احتوى الحجر على صدع، فلابد أنه حدث لسبب ما”. وفيما يشبه تجاعيد الوجه، تُفصح شقوق الجواهر عن أصلها وماضيها. “لديكِ هذه السمات الصغيرة التي تحيط بلون جسم الحجر الكريم؛ وتبدو معلقة في الزمان والمكان. إنه أمر روحاني”، مضيفةً بأن الأحجار الكريمة الاصطناعية أو التي صُنعت في المعامل لا يمكنها ببساطة محاكاة هذا النوع من الشمول الذي حبتها به الطبيعة.
وتستخرج جيم فيلدز أحجارها الكريمة بطريقة مسؤولة من منجم كاجيم للزمرد في زامبيا، المسؤول عن 25% من إمدادات الزمرد في العالم. كما تملك المجموعةُ منجمَ مونتيبويز للياقوت في موزمبيق، حيث عُثر على ياقوتة “عين التنين” النفيسة البالغ وزنها 45 قيراطاً وياقوتة “راينو” البالغ وزنها 40 قيراطاً. وبعيداً عن صناعة التعدين، تلتزم جيم فيلدز بدعم الدول بإقامة مشروعات تهدف إلى حماية تنوعها البيولوجي إلى جانب رفع مستوى معيشة سكانها المحليين عبر المشروعات التعليمية، والصحية، والزراعية. ومع ازدياد اهتمام النساء بالقصص التي تقبع خلف أحجارهن الكريمة، سواء الياقوت أم الزمرد أم الصفير، يعد التزام العلامة دليلاً واضحاً على حسن نواياها – إذ تتفق هذه الأعمال مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وتذكر بازاليا: “لحسن حظي حين زرت المناجم، اصطحبت معنا بعض العملاء في هذه الرحلة. فمن المهم أن نأخذ الناس معنا لرؤية المناجم بأعينهم. ولنريهم ما نقوم به بالفعل”.
اقرئي أيضاً: ’مجوهرات نون‘ السعودية تكشف عن أحدث إبداعاتها في معرض الجواهر العربية
وبعد أن أرست العلامةُ القيمَ المميزة للأحجار الكريمة، القائمة على الشفافية، والالتزام بالقوانين والتشريعات، والنزاهة، أصبحت سماتها الظاهرية تثير كل الإعجاب والتقدير – ولكن تذكرّي أن ما تشعرين به تجاه أي حجر كريم يؤثر دائماً على قرار للشراء. فليس هناك قواعد ثابتة: إذ أن جمال أي حجر كريم ينبع من عين الرائي. ومع ذلك، عندما تفحصين حجراً كريماً، احرصي على القيام بذلك في الضوء الطبيعي لتقييم خصائصه بشكل أفضل.
وإذا ما أمسكتِ بحجر ورفعتِه بيدكِ في النور، تذكري أن هذه الحركة مارستها العديد من الحضارات عبر مئات السنين. تَمَعّني بالنظر في صبغة الحجر، ولونه، وكثافته. وقد يتفاوت لون الزمرد من الأخضر المشوب بالأزرق إلى الأخضر الصافي مع خيط من الأصفر. حددي ما إن كان لونه عميقاً وثرياً أم خفيفاً ورقيقاً لتختاري ما يناسبكِ. بعدها، افحصي درجة صفاء لون الحجر وقوّته – إذا ما كان زاهياً وبرّاقاً، أم ضبابياً وداكناً. ومثل غيرها من الخصائص، تُحَدَد درجة صفاء الحجر الكريم في باطن الأرض حيث تَشَكل. وفيما تفكرين في ما يشتمله من مواد، تذكري أن الحجر الكريم الذي يحتوي على عدد قليل من المعادن الدخيلة المرئية سيتيح مزيداً من الأوجه عند قطعه، ما يبرز جماله الطبيعي. ويجري قطع الزمرد عادةً في الهند أما الياقوت فغالباً ما يُقطع في تايلاند – وصاقِل الأحجار الكريمة البارع هو مَن سينحت شكله الأنيق. وغالباً ما يُحدد شكل الحجر الكريم الخام ذاته ما إن كان سيأخذ شكلاً مستديراً، أم شكل الكمثرى، أم الشكل المستطيل الضيق، أم قطع الأميرة، أم يُصقل دون قطع.
لا تترددي في طلب تقرير معتمد عن خصائص حجركِ الكريم فضلاً على معلومات عن أفضل طرق العناية به. فكّري أيضاً في السؤال ما إن كان قد خضع لأي علاجات لتحسين شكله؛ وعلى الباحثات عن الكمال أن يتذكرن بأن الطبيعة تفعل ذلك على أفضل نحو.
نُشر للمرة الأولى على صفحات عدد ديسمبر 2019 من ڤوغ العربية.
اقرئي أيضاً: جيزيل بوندشين تتحدث عن ديور وتناقش أسرار العناية بالبشرة وأهمية الاستدامة