بعد عام من ظهورها المثير للجدل على غلاف العدد الذي كرّسته ڤوغ العربية للاحتفاء بالسعودية، تتحدث صاحبةُ السمو الملكي الأميرة هيفاء بنت عبد الله آل سعود عن الأثر الذي أحدثته صورتُها المفعمة بالقوة والتي تصدرت عناوين الأنباء في أنحاء العالم.
وإليكم ما روته صاحبة السمو الملكي على مسامع رئيس التحرير مانويل أرنو:
“كثيراً ما يسألني الناس لِمَ وافقت على الظهور على غلاف ڤوغ. ثمة سببان وجيهان حثاني على قبول دعوة المجلة: أولاً، أنا فنانة تشكيلية سعودية، فيما تعُدّ ڤوغ العربية علامةً إعلاميةً بارزةً تتمتع بالعراقة وتحظى بجمهور واسع من القرّاء. ولأني مغرمة بعملي، وجدتُها فرصة عظيمة للاحتفال ونشر لوحاتي بين جمهور يعرفني بالفعل كشخصية عامة في بلدي. وثانياً، كان هذا العدد بكل موضوعاته يركز على السعودية. ونظراً لحسّي الوطني القوي وولائي لبلدي، شعرتُ بأن الوقت قد حان للمشاركة في مجلة رائعة تحتفي بالمملكة.
نُشر للمرة الأولى على صفحات عدد يونيو 2019 من ڤوغ العربية.
ورغم أنها كانت أول مرة أُجري فيها جلسة تصوير بهذا الحجم، أصدقكم القول، لم أشعرُ بقلق بالغ نحوها. وقبل ذهابي إلى موقع التصوير، كنتُ على معرفة جيدة برئيس التحرير مانويل أرنو. ولأني أثق في رأيه، فلم يساورني القلق من أن يُسيء تقديمي. ولم أشعرُ بالتوتر لأني كنتُ أعلمُ أني في أيدٍ أمينة. لم أكن لأشارك على الأرجح في جلسة كهذه لو كان قد انتابني ذلك الشعور.
ولم أكن أتوقعُ، حين قبلتُ التصوير خلف مقود سيارة، الأثرَ الهائل الذي ستحدثه هذه الصورة. وكانت قيادةُ النساء للسيارات من القضايا التي يجري الحديث عنها كثيراً خارج السعودية. ولكن في رأيي –وأعتقدُ أنه رأي نسبة كبيرة من مواطنينا– كان السماحُ للنساء بالقيادة إجراءً طبيعياً ومنطقياً في القرن الحادي والعشرين. وفي هذا الصدد، كان منحُ النساء حق القيادة في المملكة خطوة سلسة وعادية إلى حد ما لإدماجهن في النسيج الاجتماعي.
وقد قوبل هذا الغلاف بردود أفعال قوية على المستوى الدولي خارج السعودية، ولكن داخل المملكة ساد شعور بأنه أمر حتمي وشيء كان المواطنون على استعداد لتقبّله. وبطبيعة الحال، ومثل أي شيء تنشره وسائل الإعلام، فقد تلقيتُ ردود أفعال داعمة وأخرى سلبية. وأنا أحترمُ كلا الرأيين –وأشعرُ حقاً بأن ردود الأفعال كانت إيجابيةً في الغالب– وأتفهّم أن رأي الإنسان يعتمد على المكان الذي جاء منه. ولكن مع كامل احترامي، أنا مهتمة أكثر بالعالم العربي المحلي. هذه طبيعتي، وسأظهر بالطريقة التي تشعرني أكثر بالارتياح. ويجب أن أكون قادرة على الحياة وفقاً لشخصيتي وقراراتي. وليس لدي أي مشكلة تجاه طريقة ظهوري خلال جلسة التصوير.
أحياناً أُسْأَل عن ما فعلتُه إثر هذه الضجة المفاجئة التي أشعلها هذا الغلاف. نشأتُ ابنةً لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله، وقد تعلمت كثيراً من مراقبتي له خلال نشأتي كيف كان يتعامل مع الإعلام، وكلمات الإشادة، والنقد، وعند التعرّض له. ولأني حظيتُ بتلك الميزة النادرة في التعلّم منه يومياً، أرى أنني ربما أكون أكثر استعداداً من غيري للتعامل مع هذا الاهتمام الذي جاء في أعقاب نشر المجلة.
لا زلت أتذكرُ جلسة تصوير ڤوغ العربية بسعادة وحماس حين أفكر فيها. وقد قام فريق العمل بأكمله بعمل رائع لجعلي أشعر بالراحة والدعم طوال مدة التصوير. وفي ذلك اليوم تحديداً، اجتاحت الصحراءَ عاصفةٌ رملية عاتية، ورغم ذلك، حافظ الجميع على هدوئهم وبذلوا ما في وسعهم للتأكد من أني أتلقى كل الدعم والاهتمام. وأنا ممتنة لفريق ڤوغ وأيضاً لفريق عملي على ما بذلوه من جهد ودعم طيلة ذلك اليوم. لقد كانت تجربة جديدة ومدهشة، وسعدتُ بالضجة التي أثيرت عقب نشرة المجلة، ولم أندم على ذلك مطلقاً. وأعتبرها من النعم”.
فريق جلسة تصوير غلاف سمو الأميرة هيفاء بنت عبد الله آل سعود:
تصوير: بو جورج
إدارة الأزياء: كيتي تروتر
تصفيف الشعر: طلال طبارة
المكياج: بيتروس بيترولوس من صالون ستريترز باستخدام منتجات ماك كوزميتكس
الإنتاج: سناب 14
مساعد التصوير: مارك لينكون
منظمة الأزياء: أرام قباني
مساعدا الأزياء: محمد حازم رزق ودانيكا زيفكوفيتش
منظمة الإنتاج: جمانا زاهد
التكنولوجيا الرقمية: برور افيفيلدت
التعديل: ستوديو آر إم
تم التصوير في ديرتنا
والآن اقرؤوا: صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء بنت عبد الله آل سعود تتصدر غلاف عدد يونيو 2018 من ڤوغ العربية