تعد الأزياء التراثيّة مصدر اعتزاز لكل أمّة، وتبذل العديد من الجهود للحفاظ على هذا الجانب التاريخي المتجدد. لذلك لجأت الجمعيّة السعوديّة للمحافظة على التراث إلى إقامة فعاليّة “تزهّبي” نحن تراثنا للزي التراثي الأول في الرياض وتعاونت مع عدد من المصمّمات البارزات، إضافة إلى الباحثات المختصّات في الأزياء التراثيّة لمناطق المملكة العربيّة السعوديّة تحت رعاية الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبد العزيز آل سعود لتقديم الأزياء التقليديّة والتعريف بها في إطار عصريّ جذّاب. وقد ذكرت مديرة الفعاليّات بسمة النويشر لڤوغ العربيّة: “هدفنا في الجمعيّة هو الحفاظ على التراث ونقله للجيل الجديد في إطار معاصر، وقد عملنا على هذه الفعاليّة انطلاقاً من أهداف الجمعيّة وتوجّهاتها”.
انتقت الجمعيّة السعوديّة للمحافظة على التراث مجموعة من المصممات السعوديات اللواتي ساهمن في تجديد الزي السعودي وإضفاء اللمسات المعاصرة عليه، منهن أمينة الجاسم وخلود العجاجي وفهدة العمري مصممة علامة “آفتر تويلف” التي ستشارك بأحدث مجموعاتها لشهر رمضان 2017، وقد قالت في حوارها مع ڤوغ العربيّة: “فخورة بمشاركتي في هذه المناسبة باعتبارها أول مناسبة من هذا النوع، وأكثر فخراً باختيار تصاميمي لتمثّل الزيّ التراثي ذا اللمسات العصريّة الأنيقة.” والمصممّة السعوديّة المعروفة ريم الكنهل، التي وجدت في الزي التراثي السعودي مصدر إلهامٍ متجدد منذ انطلاقتها في هذا المجال، قالت لڤوغ العربيّة: “لطالما حرصت على استقاء الإلهام من تراثنا السعودي والتركيز على هذا الكنز الدفين الذي لا يوليه الناس اهتماماً كافياً، وقد شاركت في مسابقة ولمارك برايز بثوب مستوحى من فن القط العسيري، كما سأقوم بعرض هذا التصميم في فعاليّة نحن تراثنا.” أمّا المصممة مشاعل الراجحي فقد أكّدت على أهمية اللمسة العصريّة في الأزياء التراثيّة حتى يصل التراث السعودي إلى العالم أجمع، وذكرت أن الأميرة عادلة بنت عبد الله هي من أبرز الداعمين لهذه الفكرة تحديداً، وأضافت:”حرصت على المشاركة في هذا العرض لمساهمته في إحياء التراث السعودي، كما يهمني دائماً أن أتبع خطى والدي في الاستثمار داخل البلد.”
يقام خلال هذه المناسبة عرض لأزياء المصممات المشاركات المستلهمة من الأزياء السعوديّة بحضور شخصيّات بارزة في المجتمع وخبراء مختصّين في الأزياء التراثيّة السعوديّة، مع فعاليّات أخرى يحتضنها مركز الملك عبد العزيز التاريخي في المربّع بالرياض. ويمكن أن نقول إن هذا المعلم التاريخي هو المكان المثالي لاحتضان هذه المناسبة والاحتفال بالتراث السعودي بين البيوت الطينيّة والأجواء التاريخيّة.