تابعوا ڤوغ العربية

الثورة النسوية الناعمة

sophia-6s16st01dr125-thero-main-jpeg-high-res

صوفيا كوكولاساكي

2016 هو عام المرأة بلا منازع. أصبحت تيريزا ماي ثاني امرأة تتبوأ رئاسة الوزراء بعد مارغريت ثاتشر في التاريخ السياسي البريطاني، وفي ألمانيا لا تزال أنجيلا ميركل تقود أمور بلادها وتحظى باحترام عالمي رغم عومها ضد التيار،  وفي أميركا كادت هيلاري كلينتون أن تُصبح أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة الأميركية في التاريخ.

قد يتساءل البعض ما علاقة هؤلاء النسوة بالموضة باستثناء ما ترتديه تيريزا ماي من أحذية مبتكرة بألوانها ونقشاتها، وتايورات كل من كلينتون وميركل التي لا يمكن القول أنها تشجع على الاقتداء بها؟ والجواب بكل بساطة أنهن يعكسن ما تشهده ساحة الموضة حالياً من ثورة نسوية ناعمة.

فلأول مرة في تاريخ “ديور”،  تدخله الإيطالية ماريا غراتزيا تشيوري كمصممة لا كزبونة، فيما تم اختيار بشرى جرار خليفة لألبير إلباز في دار “لانفان”، لتنضما إلى لائحة طويلة من المصممات،  اللواتي يعملن منذ عقود دون كلل لفرض أنفسهن في عالم كاد يوماً أن يتحول إلى عالم ذكوري بسبب المرأة نفسها. فحتى عهد قريب كانت احتمالية تفضيلها شراء تصميم من رجل أكبر بكثير من احتمالية شرائها له من أحد بنات جنسها، لأن ثقتها بنظرته للجمال والأنوثة كانت شبه عمياء. هو أيضاً كان يبذل من جهته كل الجهود ليبيع لها تصاميم تعبق بالأنوثة والرومانسية مثل كريستيان ديور وإيف سان لوران وكريستوبال بالنسياغا، أو بالإثارة مثل جياني فيرزاتشي وتوم فورد خلال عهده في “غوتشي” وغيرهما. بعبارة أخرى كان يبيعها الصورة التي تُشعرها بأنها ستكون جميلة في عين الرجل، الأمر الذي أصبح ثقافة من الماضي بسبب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. فالمرأة العصرية اكتسبت استقلالية كافية تجعلها تريد أن تُرضي نفسها أولاً والرجل أخيراً، بل يمكن الذهاب إلى أبعد من هذا والقول أنها تتزين وتبحث عن كل ما هو فريد من نوعه حتى تتميز عن نظيراتها من النساء. اكتشفت هذه المرأة أن حوز رضا الرجل أسهل بكثير مما كانت تتخيل، إذ يكفيها أن ترتدي فستانا أسود أو أحمر بخطوط مثيرة وفتحات هنا وهناك، مع مكياج صارخ لتثير انتباهه، بينما التحدي هو أن تسرق نظرات الإعجاب، أو إثارة الغيرة، من امرأة تعرف خبايا الموضة وتفهمها. وللوصول إلى بُغيتها فإنها تحتاج إلى أزياء فنية تمنحها الثقة في النفس، والأهم من هذا أسلوباً خاصاً يجمع الأناقة بالراحة. وإذا عُدنا بالذاكرة إلى العشرينات من القرن الماضي، فإن هذا تحديداً ما منحته لها كوكو شانيل ونجحت فيه إلى حد كبير بتخليصها من الكورسيهات الضيقة رغم أن الكفة لم تكن متوازنة في ذلك الوقت، بالنظر إلى أن عدد المصممين كان أكبر من عدد المصممات. وهذا يؤكد أن “المرأة أكثر من تفهم بنات جنسها” حسب قول  المصممة صوفيا كوكولاساكي اليونانية المقيمة في لندن، والتي بعد نجاح دام عقداً من الزمن، اختفت لفترة قصيرة أعادت فيها ترتيب أوراقها لتظهر مؤخراً من خلال خط للعرائس وآخر للمجوهرات. “أعتبر الأمر بمثابة حق طبيعي تأخر بعض الشيء بسبب المنافسة الشرسة. لكن هذه المنافسة برهنت أخيراً أنها في صالحها، لأن تكاثر الأسماء والتصاميم  أكدت أن البقاء للأقوى، هو ما أثبتته المرأة. فهي تخاطب المرأة بلغتها وتفهم مقاييسها وأسلوب حياتها المتسارع وطموحاتها.”

توافقها لارا بوهنيك التي توسعت من تصميم الإكسسوارات والمجوهرات إلى تصميم الأثاث الرأي قائلةً إن ما تراه حالياً من تغيرات يثلج الصدر “لأني كنت دائما أستغرب كيف تثق المرأة بالرجل أكثر من ثقتها ببنات جنسها مع أنهن أكثر من يفهمنها؟ فليس هناك أكثر من المرأة تفهم معاناة المرأة وطبيعة حياتها في عالمنا الجديد، ومن ثم حاجتها إلى أزياء أنيقة ومريحة في الوقت ذاته.”

lara-bohinc-constellation_cuff_1

لارا بوهنيك

وتعيد لارا بوهنيك سبب تأخر المرأة في الوصول إلى ما تستحقه إلى “ترؤس الرجل المؤسسات الكبيرة وتحكمه فيها وعدم ثقة المرأة بنفسها وقدراتها”. وهذا أمر كما تقول لا يقتصر على “مجال الموضة فحسب، بل يشمل كل المجالات من هوليوود إلى المؤسسات التجارية والقانونية، حيث تُطالب المرأة بالعمل أكثر من الرجل لإثبات نفسها وكفاءتها، مع أنها تتقاضى أقل منه.”

هذا الصراع الذي تشير إليه بوهنيك، ربماعانت منه مصممات القرن العشرين، بشكل أو بآخر، مثل إلسا سكابريللي وجين لانفان في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي وماري كوانت في الستينات، فضلاً على مصممات من السبعينات والثمانينات نذكر منهن على سيبل المثال لا الحصر فيفيان ويستوود ودونا كاران ودايان فون فورستنبورغ. فصراعهن لم يكن لأسباب  تتعلق بقدراتهن على الإبداع والابتكار بقدر ما يعود إلى تقليد تاريخي، إن صح القول. فالرجل هو الذي كان يتولى التفصيل ورسم الاسكيتشات والقص وغيره من التفاصيل، بينما كانت مهمة المرأة تتركز على التنفيذ والتطريز فقط. لحسن الحظ أن هذا الصراع أصابه الوهن، حسب تأكيد المصممة ماري كاترانتزو،التي تعترف أنها في بداية عملها  شعرت أن هناك عراقيل كثيرة تعترض طريقها، من بينها أنها امرأة أما الآن فتشعر بالعكس تماماً، لأن الأمر كما تقول “كان في صالحي، فعدد كبير ممن ساعدنني في مسيرتي كن نساءً قويات لا يزلن مصدر إلهامي.”

lara-bohnic-solaris_necklace-1

لارا بوهنيك

وتشير المصممة الشابة إلى أن هذه الثورة النسوية عالمية تشمل عدة مجالات وليس عالم الموضة وحده “وأنا سعيدة للغاية أني أعيش هذه المرحلة وأساهم فيها كواحدة من المصممات المؤثرات، وبالنسبة لي، فإن فرض هؤلاء المصممات أنفسهن في بيوت أزياء عريقة أو ترسيخهن ماركاتهن المستقلة، له نتيجة مهمة تصب في تشجيع الجيل القادم من الفتيات على فرض أنفسهن بالعمل والمثابرة”.

بدورها توافق ماري كاترانتزو كل المصممات بأن أكثر من تفهم تضاريس جسم المرأة وطموحاتها وأحلامها هي المرأة “فمن تخلصها من الكورسيهات الضيقة التي كانت تكبل حريتها في بداية القرن العشرين كانت امرأة تحدت المتعارف عليه وما يراه المجتمع لائقاً سواء وافقت عليه أم لا. “برأيي هذا هو الفرق بين الرجل والمرأة في عالم التصميم، وهذا ما مد المصممات أخيراً بالقوة الكافية للدفاع عن أسلوبهن.”

mary-profile-picture-approved

ماري كاترانتزو

وتوافقها صوفيا كوكولاساكي الرأي بقولها إن المرأة تعتمد على الحاسة السادسة وتجربتها الخاصة عندما تصمم لبنات جنسها “فالرجل يرسم صورا جميلة في خياله وينفذها لها بينما بإمكان أي مصممة أن تُجرب تصاميمها وتلبسها في عدة مناسبات لتتأكد منها قبل إرسالها للإنتاج ثم طرحها في الأسواق”. وهذا تحديداً ما تقوم به المصممة ماري كاترانزو، موضحة “أحرص على تجربة كل تصميم قبل أن أرسله إلى الإنتاج حتى أتأكد تماماً أنه سيمنحها الشعور بالثقة والراحة. طبعاً هذا ترف غير متاح للرجل المصمم.”

sophia-6s16rt01dr118-leda-main-jpeg-high-res

صوفيا كوكولاساكي

لا يختلف اثنان على أن خريطة الموضة تشهد تغيرات كثيرة وسريعة في السنوات الأخيرة. فبيوت الأزياء الكبيرة لم تعد ترحم المصمم، لا بمنحه الوقت الكافي لإثبات نفسه ولا بدراسة إرث الدار حتى يتمكن من ترجمته بطريقة صحيحة. البعض تمرد على هذه السياسات وفضل الانسحاب بهدوء والبعض دُفع به إلى الانسحاب، وفي كل الأحوال، فإن الأمر ساعد على بروز الأسماء النسائية. رد البعض السبب إلى أسلوبهن الهادئ في العمل عوضاً عن الجري وراء الأضواء. والمقصود هنا أن تركيزهن منصب على الأزياء وليس على الدراما والإبهار المسرحي الذي نراه في عروض بعض المصممين.

وهذا ما تشرحه العارضة ومصممة الأزياء السابقة إيناس دو لا فريسونج بقولها إن “المرأة لها نظرة عقلانية وهي منكبة على التصميم، فهي تتخيل إبداعاتها في المحلات وفي خزانتها، بينما الرجل يتخيلها على منصات عروض الأزياء تتخايل بها عارضات بمقاسات مثالية على إيقاعات موسيقية تتلاعب بالحواس. بعبارة أخرى فإن المرأة تفكر في القطعة من كل الجوانب، الفنية والعملية، حتى تناسبها تماماً وتبقى معها لفترة طويلة.”

sophia-6s16ps01dr124-ekho-main-jpeg-high-res

صوفيا كوكولاساكي

لكنها تستطرد وكأنها تُدافع عن الآخر بأن الجرأة مطلوبة وبأن التغيير ضروري ويدخل في صُلب الموضة “فنحن نتكلم عن الإبداع وكيف يمكننا أن ندفع به إلى الأمام، والطريقة بالنسبة للبعض تكون بتقديم الجديد الذي يُحدث الصدمة أو يهز المتعارف عليه.” المشكلة في هذه الصدمات الجريئة، أنها قد تخلق جدلاً فكرياً وتحقق خبطات صحفية وإعلامية،  لكنها قلما تُترجم في أرض الواقع من خلال أرقام وأرباح. وهذا تحديداً ما انتبهت إليه بيوت الأزياء التي لا تمانع عنصر الإبهار شرط أن يبيع حتى يُبرر تكاليفه. وهذا بعين ذاته تحد كبير، حسب رأي المصممة أليس تامبرلي. فشد انتباه العالم والإبقاء عليه وفياً مهمة صعبة تتطلب تصاميم تعود إليها المرأة مراراً لأنها تناسب مقاييسها وأسلوب حياتها، حيث تقول: “من تجربتي الخاصة، فإن القصات يجب أن تكون مناسبة جداً، وهو ما أعتمد فيه على إحساس الأنثى بداخلي. فأنا أصمم أزياء أحب أن ألبسها شخصياً في كل المناسبات، وبالتالي أعرف أنها ستناسب امرأة مثلي، لها مناسبات لا تقل أهمية وعدداً عن مسؤولياتها.”

sophia-earrings-3w16yg01ea01-lunar-hail-main-jpeg-high-res

صوفيا كوكولاساكي

وبالفعل فإن معظم المصممات اللواتي أصبح لهن صوت مسموع في ساحة الموضة حالياً، من ميوتشا برادا وفيبي فيلو وكلير وايت كيلر، مصممة دار “كلوي” وستيلا ماكارتني، إلى سارة برتون مصممة دار “ألكسندر مكوين” وأليس تيمبرلي وغيرهن، يتبنين مبدأ الهدوء في العمل والابتعاد عن الاستعراض والأضواء. وربما هذا ما شجع دار “ديور” أن تعيد التفكير في أمر استعانتها بمصممين رجال إلى حد الآن. فرغم أنها قائمة على مفهوم الأنوثة والرومانسية منذ تأسيسها في عام 1947 ، لم تفكر قبل هذا العام في أن تمنح الفرصة لامرأة، الأمر الذي يجعل دخول ماريا غراتزيا شيوري إليها حدثاً يسجل لمرحلة مهمة ليس في تاريخ الدار وحدها بل في تاريخ الموضة ككل. فعلى الأقل، هو يسلط الضوء على مرحلة جديدة تقفز فيها المرأة قفزات سريعة نحو القيادة. فعدة عواصم عالمية تشهد تزايداً بعدد المصممات اللواتي بدأن يغيرن خريطة الموضة ويفرضن وجودهن فيها وشروطهن عليها من دون التضحية بجوانب أخرى من حياتهن الشخصية تحديداً. والحديث هنا عن فيبي فيلو التي  فرضت على “سيلين”، أو بالأحرى مجموعة “كيرنغ” المالكة لـ”سيلين” أن تنقل مقر عملها إلى لندن حتى تبقى إلى جانب عائلتها، وعلى  كلير وايت كيلير مصممة “كلوي” التي قامت بنفس الخطوة مؤخراً، لتؤكدا أن قوة المرأة بلغت حد المطالبة بمثل هذه الأمور التي لم تكن واردة من قبل، حتى تُوازن بين حياتها الشخصية والمهنية. والحديث هنا أيضاً عن مصممات مستقلات، مثل فكتوريا بيكهام وستيلا مكارتني وميوتشا برادا وهلم جر، ممن أكدن أنهن قادرات على تحمل الضغوط والتعامل مع كل المهام المناطة بهن إلى جانب القيام بعدة أدوار أخرى في حياتهن. فهن يوازن بين العمل داخل البيت وخارجه وغيرها من الأمور. وهذا وحده يجعلهن يتحملن أية مسؤولية بطريقة عقلانية وهادئة.

sophia-bracelet-3w16rg01br03-lunar-light-main-jpeg-high-res

صوفيا كوكولاساكي

دانييلا هيلايل مؤسسة دار “إيسا” سابقاً، والتي عادت مؤخراً بماركة جديدة باسم “ديلا”، تُعلق على الموضوع قائلة أن المرأة لها قدرة عجيبة على القيام بعدة مهمات ووظائف في نفس الوقت “فهي زوجة وأم وسيدة أعمال وسيدة مجتمع. هذا  الأمر لا  يعني أنها تعمل أكثر من الرجل بقدر ما يعني أنها تمتلك نظرة خاصة تجعلها تنظر إلى الأشياء من زوايا متعددة.”

 ما لا تقوله إن المصممات، ولكنهن يعرفنه أكثر من الرجل، أن نسبة لا يُستهان بها من النساء يتزين ويلبسن أفضل ما عندهن من أجل عيون بنات جنسهن وليس بالضرورة لإثارة إعجاب الرجل. وهذا ما يجعل ماريا غراتزيا شيوري وبُشرى جرار وفيبي فيلو وستيلا مكارتني وغيرهن يُحققن النجاح. فهن لا يفهمن جسد المرأة بكل تعقيداته فحسب،  بل أيضاً أكثر من يفهمن سايكولوجية المرأة.

من هذا المنطلق، فإن الملاحظ في أغلب هؤلاء المصممات أنهن لا يقدمن تصاميم مثيرة، على الطريقة “الفيرزاتشية” في زمن الراحل جياني مثلا أو “الغوتشية” في زمن توم فورد، بل يُقدمن تصاميم تجمع الأناقة بأنوثة راقية أكثر بعيدة عن الإثارة الحسيّة. شيوري مثلاً، خلال الفترة التي قضتها في دار “فالنتينو”، قدمت مع شريكها في العمل بييرباولو بيكيولي، تصاميم تخفي تضاريس الجسد ومفاتنه أكثر مما تكشفه، ومع ذلك حققت النجاح التجاري المطلوب. وهذا يؤكد أن كل ما تحتاجه المصممات يتلخص في رؤية واضحة مع بعض الشجاعة لفرضها حتى وإن كانت مختلفة عن أي موجة سائدة ومضمونة.

unnamed

دانييلا هيلايل

فساحة الموضة مفتوحة دائماً لاحتضان مصمم يغير وجهها ووجهتها، أو كما تقول أليس تمبرلي “يُحدث ثورة في مفاهيمها، مثل كوكو شانيل التي كلما رأيت صورا لها ولتصاميمها، أشعر بأنها عصرية للأبد..لقد كانت امرأة وأيقونة في الوقت ذاته”. وهذا ما تعمل عليه الموضة حالياً من خلال تكوين وتشجيع مصممين شباب، عدد كبير منهم من الإناث.

 في باريس مثلاً، هناك “كوشي” التي أسستها كريستال كوشي وهي مصممة شابة تعكس ثقافة جيلها وتقدم تصاميم تجمع الكلاسيكي بالـ”سبور”. وفي لندن هناك ماري كاترانتزو وروكساندا إلينشيك وإميليا ويكستيد وأليس تمبرلي وغيرهن ممن فرضن أنفسهن على الساحة منذ سنوات، إلى جانب فريق جديد من الشابات الصاعدات نذكر منهن آشلي ويليامز ومارتا جاكوبوسكي وأخريات. والفضل يعود في ذلك إلى دعم منظمة الموضة البريطانية لهن من خلال برامج مهمة مثل “نيوجين” الذي سبق وأن قدم الدعم للراحل ألكسندر مكوين وجي.دبليو أندرسون وغيرهما.

لكن الأمر بالنسبة لإيناس دو لافريسونج فإننا لا يجب أن نركز تماماً على هذه النقطة، رغم كل إيجابياتها “لأننا عندما نجد تصميما يُعجبنا، فإننا لا نفكر إن كان من صممه رجلاً أم امرأة، بل نهتم أكثر بأنه مناسب لنا وهذا هو الأهم.”

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع