تتصدّر اللايدي مادونا، الأيقونة التي لا يختلف عليها اثنان في العالم العربي، غلافَ عدد أكتوبر 2023 من ڤوغ العربية. وكانت المغنية والفنانة اللبنانية مثالاً حيًّا على التناغم بين الموسيقى والفن والموضة خلال الثمانينيات، حيث أبدعت وحققت نجاحات في عالم خيالي من التعابير الرائدة. وقد لعبت الفنانة دورًا محوريًا في إعادة تقديم لبنان إلى العالم، خلال فترة ما بعد الحرب، كمركز للإبداع والتعبير الفني.
ويصفها مانويل أرنو، رئيس تحرير ڤوغ العربية، قائلاً: “تعدّ اللايدي مادونا، التي تحتفل هذا الشهر بمرور 50 عامًا على انطلاق مسيرتها، نجمة عالميّ الترفيه والموضة البارعة في التنوّع وتغيير مظهرها بامتياز، وأيقونة الأناقة بأسلوبها الخاص. وتكمن خلف هذا المظهر البرّاق للايدي مادونا ثقافةٌ أصيلة وتاريخٌ حافل في عالم الموضة؛ فهي لم تتعاون فقط مع عدد كبير من مصممي الأزياء الراقية اللبنانيين الشباب آنذاك وتفتح لهم الأبواب، مثل إيلي صعب وفؤاد سركيس، بل وتكشف أناقتُها أيضًا كثيرًا عن التاريخ الاجتماعي لبلدها بعد الحرب”.
وإلى جانب جلسة تصوير الغلاف التي تُظهِر اللايدي مادونا متألقةً بإطلالات تلفت إليها الأنظار من كل مكان بتوقيع مصممين من المنطقة، نغوص هذا الشهر أيضًا في أعماق أرشيف أبرز إطلالاتها وأكثرها تأثيرًا، حيث أعدناها إلى دائرة الضوء مجددًا في موضوع خاص جدًا ومطوّل عن الأزياء، يشمل صورًا لقطع مثل الفستان الدلماسي من فؤاد سركيس، والفستان الفوشيا المزيّن بالريش مع الكاب المزيّن بالريش من روني عيد.
ومن ناحية أخرى، وقبل تقديم مجموعة “ڤيرساتشي آيكونز” في دبي هذا الشهر، تتحدث دوناتيلا ڤيرساتشي حصريًا إلى ڤوغ العربية عن مَن تعتبرهم أيقوناتها الخاصة – شقيقها جياني والمغني الراحل برنس. كما تعبّر عن إعجابها بشعوب العالم العربي قائلةً: “أحب الأناقة الرائعة للنساء والرجال [في الشرق الأوسط] وأقدّر حقًا رؤية طريقة ارتدائهم لأزياء ’ڤيرساتشي‘ والدعم الكبير الذي تقدمه المنطقةُ لنا دائمًا”.
كما يحتفي هذا العدد بقوة الحب في موضوع يسلّط الضوء على أزواج من خلفيات ثقافية مختلفة. وفيه يتحدث الشيخ راشد بن أحمد آل مكتوم وزوجته ناتالي لانكستر، وهما بمثابة ممثلين فخريين لدولة الإمارات العربية المتحدة في مسابقات الفروسية العالمية، والعارضة شانيل أيان وزوجها كريس بيلوت، وسيدة الأعمال العراقية الأمريكية منى قطّان وزوجها حسن الأمين، عن التحديات التي تغلّبوا عليها، ويوضحون كيف صارت عائلاتهم تشيد بحبهم بمرور الزمن.
ولكن ليس كل إنسان يجد مثل هذا الدعم والتفاهم؛ ففي يوليو 2023، أصدرت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة لطالبان قرارًا بإغلاق جميع صالونات التجميل النسائية في جميع أنحاء البلاد. وبعد مهلة ثلاثين يومًا لتنفيذ القرار، توقفت فجأة ساحة الصالونات النابضة بالحياة في كابول. وقد كلّف هذا الإغلاقُ القسري لصالونات التجميل في أفغانستان النساءَ أكثر بكثير من مجرد تجفيف الشعر وتقليم الأظافر. وعلى أرض الواقع في كابول، أدركت ڤوغ العربية أن النساء في المدينة لا زلن صامدات رغم التحديات وفقدانهن لمساحاتهن الآمنة.
وفيما يتعلّق بموضوع الصمود، تتحدث مصممة الأزياء الراقية الأسترالية المحبوبة تمارا رالف عن التحديات التي تغلّبت عليها في رحلتها لتجاوز ما مرّت به في “رالف آند روسو”، والمضي قُدُمًا بإطلاق دار أزيائها الراقية التي تحمل اسمها في باريس مؤخرًا. وتصرح تمارا، التي صممت مؤخرًا فستان الملكة الأردنية رانيا خلال حضورها حفل تتويج الملك تشارلز، قائلةً: “تتمحور هذه المجموعة حول قوة المرأة والأنوثة، وتدور حول بعض تجاربي على مدى الأعوام القليلة الماضية، وإظهار الجانب الواثق والأكثر شجاعةً من ملكاتي الإبداعية. واستعنتُ بالعناصر التي كانت دائمًا تشكّل جانبًا من جماليات تصميمي، وجعلتُها أكثر صلابةً وصرامةً وقوةً”.
Photo: Amir Hazimوعلى صعيد آخر، يفتح سلطان القاسمي، راعي الفن ومؤسِّسُ مؤسَّسَةَ “بارجيل للفنون”، أبواب منزله الزاخر بالفنون في الشارقة، ويتحدث عن قوة “المجلس”. يقول: “إن هذه البيئة الحاضنة تلهم الجيل الصاعد وتمكّنه من استكشاف إمكاناته الفنية، كما تسهم في زيادة استيعاب العالم للفن العربي على نطاق أوسع”.
ومن الفن إلى السينما، حيث توجّه ڤوغ العربية عدستها نحو ستيفاني عطالله، التي فازت بجائزة أفضل ممثلة آسيوية هذا الأسبوع في حفل توزيع جوائز Septimius في أمستردام. وتتحدث المبدعة اللبنانية الفرنسية، التي توازن بمهارة بين دوريها كممثلة ومغنية، من قلبها عن رحلتها تحت الأضواء، كما تتناول أهدافها. وبعدما لعبت ستيفاني دور البطولة في مشروعات كبرى مثل فيلم “إيمان” (2022) ومسلسل “كريستال” (2023)، فقد ألهمها طموحُها الذي لا تحدّه حدود التفكيرَ في كتابة السيناريو مستقبلاً. ويعتري هذه النجمة الصاعدة طموحٌ لا حدود له.
كل هذا وأكثر ينتظركم على صفحات عدد أكتوبر 2023 من ڤوغ العربية.