دائماً ما تكون باريس فكرةً جيدة، وخصوصاً عندما تقدم ما يكفي من الإلهام في دنيا الأناقة لملء خزانتكِ هذا الموسم والموسم الذي يليه. ومن الطبيعي أن يؤدي أسبوع الموضة في باريس هذه الوظيفة، ولكن لم تكن منصة العروض وحدها المصدرَ الملائم لصور السيدات الأكثر أناقة الجديرة بالظهور على صفحات انستقرام؛ فعلى مدار ثمانية أيام، كانت صالة العرض الباريسية لعلامة ميزون بيراميد الوجهةَ الرئيسية لأيقونات الصف الأمامي والشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي من المنطقة.
والآن في موسمها الثاني، تحتضن مساحة العرض تلك منصة للعلامات المخضرمة والصاعدة على حدٍّ سواء، والعديد منها يأتي من الشرق الأوسط ويبدي ترابطاً عالمياً. وتضم العلامات التي تعرض منتجاتها في هذه المساحة التي تشبه المتحف وتمتاز بنشاط لا ينقطع العلامتين الحائزتين على جائزة الأزياء المقدمة من مجلس دبي للتصميم والأزياء وڤوغ لعام 2016، وهما: ريمامي وأختين، وقد وصلت إبداعات هاتين العلامتين على سبيل المثال لا الحصر إلى خزانة كلٍّ من بيلا حديد وإيما واتسون، ضمن قائمة طويلة من الشخصيات النسائية اللامعة.
ثم هناك دار الأزياء التي تتخذ من باريس مقراً لها، وهي نور حمور التي أسستها خريجتا معهد مارانغوني، وهما: إيرين كونري ويب، ونور حمور (ذات الأصول السورية). وقد أسر هذا الثنائي قلبي جيجي حديد وتايلور هيل بفضل ابتكارهما سترات جلدية مثالية وقطع أساسية يمكن تعديلها للارتقاء بها إلى مستويات جديدة من الأناقة. وقد قالت حمور لـــڤوغ العربية في ربيع 2017: ’’هناك شيءٌ مميزٌ في تكريس اهتمامنا وتركيزنا على الجلد دون غيره، فهذا الأمر يسمح لنا بإعادة ابتكار سترة الدراجات النارية الأيقونية بأشكال جديدة في كلِّ موسم‘‘.
وتضم القائمة المثيرة للإعجاب من الزبونات الوفيات للمصممة نفسيكا سكورتي كلاً من سما وهيا أبو خضرة فضلاً عن الملكة رانيا، والقائمة آخذة في الازدياد. كما جرى في باريس أيضاً تسليط الضوء على مجموعات ربيع 2018 من علامة أختين، وديبورا لاينس، وعلامة المجوهرات أماني (أي: ما يتمنّاه الإنسانُ ويشتهيه)، ونور حمور من بين المجموعات الأخرى. ولا عجب أن الشخصيات الشهيرة والمتسوقات من متاجر ساكس، والأسطورة، وبلومينغديلز، وهارودز، وبراونز قد وجدوا مجموعة كبيرة من الأسماء ليضيفوها إلى قائمة مشترياتهم الخاصة بالموسم الجديد.
تقول جيوڤانينا عطية، الشريكة المؤسسة في دار ميزون بيراميد: ’’يجب أن تكون كل قطعة جريئة وثرية بجودتها وخصائصها، كما يجب أن تكمل ما يحيط بها بأسلوب يبعث على تعزيز نزعة التمكين‘‘، وتضيف: ’’تشبه رعاية كل هذه المواهب بناء حاضنة إبداعية، جميع من فيها موهوبون كلٌ بمفرده، ولكنهم أكثر قوةً معاً‘‘. إن صناعة الموضة ليست لعبة أرقام، فالنجاح يتأتى مع الحدس بما يريده الناس الآن وفيما بعد.
وتضيف عطية: ’’يمكن تشبيه عملية الاختيار التي نجريها بشراء قطعة فنية‘‘، فما نعلقه على جدراننا وفي خزائننا هو في نهاية المطاف أمر شخصي.
وعندما يلجأ بعضٌ من مراسلات الأناقة الأكثر تقديراً في الشرق الأوسط ونجمات إطلالات الشارع إلى اختيار القطعة الرئيسية ذاتها، فهنا يجب أن نولي تلك القطعة الاهتمام الملائم. وعلى هذا المنوال، تتجه المصممات العربيات والعلامات العربية الصاعدة إلى جمع متابعات وفيات لهن. ومع أخذ ذلك بعين الاعتبار، يستعرض موقع ar.vogue.me قطعَ موسم ربيع 2018 التي ركَّزت عليها أيقونات الأناقة من المشاهير. لأن ما يحدث في باريس يجب ألّا يظل حبيس باريس…
المصمم المصري مهند كوجاك يتحدث حول مشاركته في عروض فاشن فورورد.