يأتي الاحتفال باليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة ليذكرنا بأحلام تحولت إلى حقيقة أبعد من الخيال، ومبدعين وصلوا إلى قمة النجاح بفضل دعم كبير تلقّوه من أفراد العائلة والأصدقاء.
احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة في يومها الوطني -الذي وافق الثاني من ديسمبر- بذكرى اليوم الذي اتحدت فيه الإمارات السبع رسمياً. وبمناسبة مرور 47 عاماً على قيام الاتحاد، تجمع الإماراتيون من جميع أنحاء البلاد للاحتفال بالإنجازات غير المسبوقة التي تحققت على مختلف المستويات. وقد التقت ڤوغ العربية مجموعة من المبدعات اللواتي يتولّين قيادة علامات باي لها، وشذى عيسى، وبوز/أرازي، إلى جانب مصمم المنتجات الرائد خالد شعفار، للتعرف إلى آرائهم بوصفهم مواطنين إماراتيين حققوا نجاحات باهرة، واستكشاف أفكارهم العصرية المفعمة بالحيوية، وتطلعاتهم نحو العالمية.
نُشر للمرة الأولى على صفحات عدد ديسمبر 2018 من ڤوغ العربية.
زينب الشيخ، وحمدة عباس، وسارة مصطفى
مصممات أزياء
أسست الصديقات والقريبات زينب الشيخ، وحمدة عباس، وسارة مصطفى علامةَ الأزياء “باي لها” التي تتخذ من دبي مقراً لها –وتعرض إبداعاتها على موقعيّ أُناس وباي سيمفوني- عندما لمسن فجوة في سوق العبايات البسيطة والعصرية. واليوم، تقدم العلامة خط أزياء كاملاً يعتمد في جوهره على التصاميم العصرية المحافظة. وتوضح زينب: “لا نستهدف الإماراتيات فحسب بل تجتذب قفاطيننا وعباياتنا البسيطة والعصرية فئات مختلفة من النساء الوافدات”. وتضيف حمدة: “وفقاً للتقاليد، وبالتأكيد، كانت العبايات باللون الأسود فقط، وتُستخدم لمجرد تغطية الملابس فحسب. والآن، تطورت العباية لتصبح زياً خارجياً يُشكل جزءاً من مظهركِ”.
وكانت “باي لها” واحدة من ثلاث علامات نجحت في الوصول إلى نهائيات مسابقة تصميم الأزياء الرسمية لمتطوعي معرض إكسبو 2020، وتوضح حمدة: “كان ذلك أضخم مشروع تعاونا فيه معاً حتى الآن. وأردنا تصميم قطع نفخر بها حقاً ليس فقط كمؤسسات للعلامة، بل وكإماراتيات يشهدن إنجازاً كبيراً في دبي“. وقد وطدت الروابط الشخصية التي تجمع بينهن من التزامهن المهني. وعن ذلك تقول سارة: “إذا حدث أمر ما في حياة واحدة منا ولم تتمكن من قضاء وقت أكثر في العمل، تعمل الأخرى بجدّ أكبر، وتقدم الدعم اللازم لها. لذا لم نواجه قط أي صعوبات. وإذا ما حدث فإنها تقربنا من بعضنا البعض”. وتضع المصممات، عبر علامة “باي لها”، المرأة الإماراتية العصرية في بؤرة اهتمامهن في جميع إبداعاتهن. كما تلتزم المصممات الثلاث باستخدام الخامات المستدامة ويعتزمن إطلاق متجر للتسوق الإلكتروني لنشر مجموعاتهن عالمياً.
شذى عيسى الملا
مصممة أزياء
كانت شذى عيسى الملا تعمل ضمن فريق التسويق بإحدى فعاليات ڤوغ العربية بدبي مول عندما أثنت رئيسةُ تحرير ڤوغ الإيطالية الراحلة فرانكا سوتزاني على فستانها الذي كانت ترتديه من تصميمها. وفي عام 2016، أطلقت علامة للأزياء الجاهزة أبرزت عشقها للزخارف المتقنة وإيمانها بالمظهر الكلاسيكي. وتُعد العبايات والقفاطين تصاميم أساسية لهذه العلامة. وهذا العام، قدمت شذى خطها الخاص بالسهرات شذى عيسى نوار، الذي ترى أنه نقلة طبيعية باعتبار أن فستان السهرة كان بداية قصتها. ومع عرض باكورة مجموعاتها على موقع مودا أوبيراندي، سرعان ما حظيت علامتها بإشادة عالمية. وتتحدث شذى عن هذا النجاح بقولها: “إنها فرصة رائعة للوصول إلى أسواق جديدة والارتقاء بصورة علامتي. وفي رأيي، تُعد دبي مرادفاً للنجاح. فقد نشأت، ودرست، وعشت في دبي. ووُلد طفلاي هنا وأسست مشروعي وازدهر هنا”.
وتتطلع المصممة البالغة من العمر 27 عاماً إلى رد الجميل تجاه هذه الفرص التي أُتيحت لها بالتطوع في جمعية الإمارات لمتلازمة داون، ومركز دبي للتوحّد، ومركز النور لتدريب الأشخاص من ذوي الهمم. وتعمل على نقل فلسفتها عبر علامتها – فقد تبرعت بنسبة 10٪ من مبيعات مجموعتيها -مجموعة ربيع وصيف 2018، ومجموعة رمضان– إلى مؤسسة دبي العطاء لبناء مدرسة في نيبال. وتعترف بأن تحقيق التوازن في العمل والحياة يمكن أن يمثل تحدياً، وتكشف أن زوجها، حمد هشام الشيراوي، مدير الشراكات التجارية العالمية بمعرض إكسبو 2020 دبي، يمنحها دعماً بلا حدود. وتضيف: “أفخر بكوني امرأة إماراتية وأؤمن بأن ذلك يعني احتضان ثقافتكِ وتقاليدكِ والحياة وفقاً للمعايير العالمية. وأحب ما يشكّله ذلك من ازدواجية”.
خالد وحصّة شعفار
مصمما منتجات وأزياء
يقول خالد شعفار: “إن حلم دبي، كما يُطلَق عليه، حقيقة وليس خيالاً. ويرجع ذلك في الأساس إلى أنه جزء من مقوّمات دولة فتيّة ومفعمة بالحيوية ولكنها ما تزال غارقة في التقاليد”. وينتمي خالد، مثل كثير من الإماراتيين، إلى عائلة كبيرة العدد – وتعمل اثنتان من شقيقاته الصغيرات، حنان وحصّة، في مجال تصميم الأزياء. وقد أسستا علامتهما “بوز/أرازي” التي تحتفي بتنوّع أنماط الأزياء المحافظة وتُضفي لمسة عالمية على العبايات التقليدية. وتُعرض باقة من تصاميمها حالياً كجانب من معرض الأزياء الإسلامية المعاصرة المقام بمتحف دي يونغ في سان فرانسيسكو. وتثني حصّة على شقيقها قائلةً: “كان خالد داعماً مهماً لنا بخبرته في مجال التصميم. فكان مرشداً لـ”بوز/أرازي” وساعدنا في فهم مقومات نشر قصة علامتنا على المستوى العالمي”.
ويكشف خالد، البالغ من العمر 38 عاماً: “أعلم ما يُقال عن ضرورة التفكير في السوق المحلية، والعمل على مستوى السوق العالمية. ولكني أؤمن بأنه يجب التفكير عالمياً والعمل عالمياً أيضاً”. ولد المصمم الشاب في دبي، وتخرج في كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية، ودرس تصميم المنتجات بلندن وسيدني. واليوم، يعمل قيّماً على معرض “قصص الإمارات للتصميم” ويتولى اختيار مصممين إماراتيين لعرض أعمالهم في لندن، وميلانو وباريس. وفي الآونة الأخيرة، أضاف نجاحاً آخر إلى قائمة إنجازاته عندما شارك في أول معرض للفن المعاصر ينظمه متحف اللوفر أبوظبي تحت شعار “كو-لاب: الفن المعاصر والمهارات الحرفية”.
وتشكل القدرة على المزاوجة بين التراث الإماراتي والمنظور العالمي أهمَ ما يميّز تصاميمه. “دائماً ما تجذب دبي الاهتمامَ بفضل اقتصادها وإمكاناتها، ولكن بات يُنظَر إلينا الآن كأحد مراكز التصميم”. وفي أسبوع دبي للتصميم هذا العام، تعاون خالد مع المشغل الإيطالي “آرتي فينيتسيانا” في تصميم مجموعة من 14 منتجاً للتصاميم الداخلية والديكور، أبرز عبرها إلهامه الذي لا يحيد عنه والذي يستمده من العِقال، الذي يُستخدم لتثبيت الغترة فوق رؤوس الرجال. ويوضح خالد: “إنه زي أشير إليه كثيراً في أعمالي. ولكني أنظر إليه كمادة للبناء أكثر من كونه جزءاً من الزي”.
الآن اقرؤوا: إليكم خمسة أماكن للاحتفال في اليوم الوطني الإماراتي