إنّ الموضة والاستدامة البيئية هو مفهوم يتمّ تسليط الضوء عليه بشكل متزايد، وذلك بعدما تبيّن أنّ عالم الموضة له تداعيات سلبيّة كبيرة على البيئة.
كلّ المجالات تقريبًا تترك أثارًا سلبيّة على البيئة، وهي تتزايد مع مرور الوقت، مؤديّة إلى مشاكل كثيرة، مثل المتعلّقة بالاحتباس الحراريّ والتلوّث وانخفاض نسبة مصادر الطاقة وغيرها، هذه أمور ينجم عنها كوارث بيئيّة نشهد تزايدها كثيرًا، مثل الفيضانات. ولهذا السبب، بدأنا نلاحظ توجّه الكثير من الأسماء البارزة في عالم الموضة نحو اتّباع المعايير التي تتوافق مع مفهوم الاستدامة البيئيّة. فعمليّات تصنيع الأزياء وتصديرها ليست الوحيدة التي تتطلّب اعتماد وسائل غير صديقة للبيئة، مثل النفط المُستَخدَم لتوليد الطاقة وتشغيل الماكينات لذلك، بل أيضًا عروض الأزياء. فهل تساءلت يومًا عمّا يحدث في كلّ عناصر الديكور التي نراها في العروض، والتي تكون مُصَمَّمة خصيصًا لعرض واحد وحسب؟ في العادة، يتمّ التخلّص منها نظرًا لعدم الحاجة إليها، ولكن في الفترة الأخيرة، بدأنا نلاحظ اعتماد المسؤولين عن تنفيذ هذه الديكورات، مواد قابلة لإعادة التدوير، للتخفيف قدر الإمكان من الأضرار على البيئة. ولكن الحفاظ على الكوكب لا يقع على عاتق الجهات المسؤولة في العلامات التجاريّة وحسب، بل أيضًا عليكِ، إذ يجب أن تطوّري وعيك تجاه الأمر، وتبدئي منذ الآن بتطبيق وسائل تدعمين من خلالها هذه القضيّة، والتي سنخبرك عن أبرزها في ما يلي.
استثمري في النوعيّة، لا في الكميّة
عندما تذهبين للتسوّق، فضّلي أن تختاري القطع ذات النوعيّة الجيّدة، والتي لا تتلف بسرعة، لأنّها تخدمك لوقت أطول، حيث لا تضطرّين للتخلّص منها بعد استخدامات قليلة، كما هو الحال إن اعتمدت ذات الجودة الرديئة. وصحيح أنّ العالية الجودة قد يكون ثمنها أعلى، إلّا أنّها تدوم لفترات أطول، وتمنحك أيضًا إطلالات أنيقة جدًّا. ومن المهم أيضًا ألّا تشتري ما لا تحتاجينه كثيرًا، ولذا، اسئلي نفسك ثلاثة أسئلة تساعدك باتّخاذ القرار الأنسب، وهي؛ هل سأرتدي هذه القطعة 30 مرّة على الأقلّ؟ ولِمَ أشتريها؟ وهل أحتاج حقًّا لها؟
اختاري من العلامات الصديقة للبيئة
يؤثّر مفهوم الاستدامة البيئيّة أخيرًا بشكل كبير على عالم الموضة، حيث يتوجّه الكثير من مصمّمي الأزياء نحو اعتماده من خلال طرق مختلفة، أبرزها اختيار أقمشة قابلة لإعادة التدوير. هذا التغيير تعتمده أيضًا دور فاخرة، مثل «غوتشي»، و«بربري»، و«لويس فيتون»، وغيرهم من الأَشهَر في تقديم ملابس وإكسسوارات بجودة عالية تدوم طويلًا.
لا ترمي ملابسك الجيّدة
قد تضطرين للتخلّص من ملابسك لعوامل عدّة، أبرزها أنّها لم تعُد مناسبة لمقاسك، أو أنّك مللتِ منها، ولكن رميك لها يشكّل ضررًا على البيئة. بدلًا من ذلك، يمكنك أن تهبيها لشقيقتك، أو قريباتك، أو صديقة لك، أو حتّى لدور الأيتام، إنّما شرط أن تكون بحال جيّدة. كذلك، تستطيعين أن تعيدي تصميمها لتحوّليها إلى قطع جديدة، وذلك بمساعدة خيّاط محترف إن أردت تعديل الكثير في القَصّة، أو بالاعتماد على موهبتك إن كان التغيير مثلًا تزيينها بعناصر مثل الطبعات، أو الخرز.
استأجري بدلًا من الشراء
عندما تشترين فستان سهرة لخطوبتك، أو لحضور مناسبة معيّنة، من النادر أن تعيدي ارتداءه من جديد، إنّما تتركينه في الخزانة لفترة، إلى أن يحين الوقت الذي تدركين فيه أنّك لا تحتاجين إليه، وأوّل حلّ يتبادر إلى ذهنك، هو رميه. لتتفادي ذلك، إلجئي إلى خيار استئجار الفساتين بدلًا من شرائها، وهي خدمة تجدينها بسهولة لدى الكثير من المتاجر، وتوفّرين بفضلها أيضًا المال.
اقرئي أيضًا: دليل اختيار أزياء المحجّبات للعمل وأفكار مميّزة لتنسيقها