في حدث يمثل حلماً تحقق في عالم الموضة، تعاون دريس ڤان نوتن مع كريستيان لاكروا في تصميم مجموعة أزياء الأخير لربيع وصيف 2020.
وكانت الأعين الثاقبة للمحررين قد لاحظت أن الدعوة التي قدمها المصممُ البلجيكي لحضور عرض أزيائه قد كُتبت بأحرف كبيرة وبلا عناية أو تنميق، على خلفية بيضاء، وبخط يشبه خط المصمم الأسطوري لاكروا، وهو الأمر الذي برهن على أن ثمة تعاون جمع بين المصممين.
وما كاد الحضور يتخذون مقاعدهم في العرض الذي أقيم خلال أسبوع الموضة في باريس حتى وجدوا وردة حمراء في انتظارهم، فكانت علامة على ما سيقدمه التعاون بين ڤان نوتن ولاكروا، رائد الإطلالات الدرامية في الثمانينيات – والذي أُغلقت داره سنة 2009. ثم جاءت الألوان، والزخارف المتقنة، والإطلالات الضخمة التي بنى عليها لاكروا شهرته – تلك السمات المميزة التي نقلها لاحقاً إلى ساحة الأزياء المسرحية بعد رحيله عن عالم الأزياء. وعبر جرأة الفوشيا، وتدرجات البرتقالي، والريش، ورسمة النمر وطبعة الحمار الوحشي، امتزجت إطلالات لاكروا الباذخة للسهرات مع تصاميم دريس ڤان نوتن البسيطة، فشكّلت مجموعة تحمل كل أفكار الثمانينيات، إلا أنها تتميز بروح عصرية مع ذلك.
وكان ڤان نوتن قد كتب في رسالة نشرها على الإنترنت: “إن عالم اليوم، والمناخ السياسي، والاقتصادي، والبيئي قد تبث [كلها] الفرقة والإقصاء وتثير الكآبة والشفقة إلى حد ما، الأمر الذي جعلني أظمأ إلى كل ما يمثل الأناقة في أسمى صورها، والتفاؤل، والبهجة، والشمولية، والبذخ الساحر. فثمة مكان للترف الباهر، والمغالاة، والمرح، وأنا في حاجة إلى تلك الطاقة”.
ومضى يقول إن بحثه في ساحة الأزياء الراقية بباريس، والتي تميزت بروح الدعابة في الثمانينيات والتسعينيات –تلك الفترة التي ميزتها الرؤية الفنية للاكروا– كانت سبباً في العلاقة الشخصية التي أقامها مع المصمم. “أصبح حبي للعمل معه في هذه المجموعة رغبة صادقة. وقد تحققت”. وحين انحنى المبدعان لتحية الجمهور برفقة عارضة ارتدت فستاناً ساحراً باللون الكريمي ازدان بالريش المترف، لم يعد هناك أدنى شك في أنهما نجحا معاً في التحليق عالياً في سماء الموضة.
اقرؤوا أيضاً: هل تخطّت غوتشي الحدودَ في عرض أزيائها لربيع وصيف 2020 أم حاولت نقل رسالة مهمة؟