جمال مذهل مزج بين الجمال المصري واليوغوسلافي وضعها على رأس قائمة الممثلات العربيات، فقد أشبعتها مصر من أشعة شمسها وتكّرمت عليها يوغوسلافيا بملامح أنثوية بامتياز. من موقع التصوير حيث انهكمت بتصوير مسلسلها الرمضاني الجديد، أجابت تارا عماد عن كل الأسئلة التي طرحناها عليها وبدت عفوية وصريحة بأجوبتها.
شكلها الخارجي المحيّر بشكلٍ لا يمكن إدراجه ضمن جنسية محددة كان مفتاحاً خوّلها الوقوف على منصات عرض الأزياء في سن الرابعة عشر. أثارت الإعجاب بعد جلسة تصوير لصالح إحدى المطبوعات فتوالى ظهورها على منصات العرض في دول مختلفة. في دور “شريفة” في مسلسل الجامعة سجّلت أول ظهور تلفزيوني لها، جمعت من بعده بين عرض الأزياء في مصر ولبنان وتونس ودبي وألمانيا وفرنسا وبين المشاركة في أفلام ومسلسلات قبل أن تركز في السنوات الأخيرة على التمثيل، فهي تقول: “أرى اليوم نفسي في التمثيل أكثر من أي مهنة أخرى. أعتقد أنها المهنة التي سترافقني إلى آخر أيام حياتي”.
لم تكن بداية تارا الفنية سهلة، فقد كانت بنكهة الخيبة والإحباط جرّاء نقدٍ سلبي وجهه لها أحد كبار الممثلين، تقول: “قال لي أنت لست جميلة ولا يمكن أن يلمع نجمك في التمثيل”. نقده كان نقطة التحول في مسيرتها. تذكر تارا أنها تأثرت كثيراً وابتعدت لمدّة ستة أشهر عن فكرة التمثيل وقررت متابعة دراستها والمضي دون التفكير في الرجوع إلى التمثيل. كانت فترة عصيبة ساعدتها والدتها على تخطيها؛ سألتها عن الحلم الذي تنوي تحقيقه بعد 10 سنوات فأجابت: “أرى نفسي ممثلة ناجحة وكبيرة تخوض غمار التمثيل بكل ثقة.” وجدت في أمها خير سند ودعمٍ فقررت عدم الاستسلام ومتابعة مشوراها الفني غير مكترثة بكل ما يقال أو يُوَجَّه إليها من نقد غير بنّاء.
وبالفعل، وقفت تارا مجدداً أمام الكاميرا واجتهدت جداً فصعدت سلّم النجاح بخطوات متسارعة وثابتة، حيث شاركت الزعيم “عادل إمام” في مسلسل “صاحب السعادة”، وكانت هذه نقلة نوعية في حياتها المهنية، عن هذه المشاركة تشرح: “كنت حينها في فرنسا أعمل في عروض الأزياء، تلقّيت مكالمة هاتفية من محمد إمام أخبرني فيها أنني مرشحة للتمثيل أمام النجم الكبير. غادرت باريس على الفور عائدةً إلى مصر،” وتضيف: “كلّ مشهد تمثيلي مع عادل إمام أو مع الفنانة القديرة لبلبة هو مدرسةٌ تعليميةٌ بحدّ ذاتها”. وبعد هذه المشاركة ظهرت في عددٍ من الأفلام (ومنها الهرم الرابع عام 2016، وخير وبركة عام 2017، وتراب الماس عام 2018 و122 والفيل الأزرق عام 2019) والمسلسلات (ومنها بين السرايات عام 2015، والصعلوك عام 2015، والسبع بنات عام 2016 ولمعي قط عام 2017).
يُعزا نجاح تارا إلى حبها الشديد لعملها وإلى رفضها الاستسلام للفشل منذ صغرها وإلى مثابرتها، وهي توّضح: “العمل بسنٍّ مبكرة سيف ذو حدين. له حسناته وسيئاته. طوّرت نفسي وصقلت موهبتي إيماناً مني أن الجمال وحده لا يكفي ما لم يكن مصحوباً بموهبة مصقولة بالجهد والعمل الجاد. وبينما كنت أجتهد لأتمكنّ جيداً من التمثيل ضحيت بأجمل السنوات. فبسبب انشغالي في التصوير كنت أرفض الكثير من الدعوات مع الأصدقاء. أشعر أن التمثيل سلبني شقاوة الشباب”.
بالإضافة إلى وقوفها أمام العملاق عادل إمام، عملت تارا مع نجوم وأسماء كبيرة في الوسط الفني، تعلّمت منها الكثير مما سمح لها باكتساب الكثير من الخبرات القيّمة، وعن الأسماء التي تمنّت لو عملت معها وضعت اسم عمر الشريف رحمه الله في أوّل القائمة.
تسعى تارا إلى أدوار البطولة وتعترف أنّ كل شيء في وقته جميل؛ وهي تقول: “لا أرضى بأي دورٍ بهدف الظهور فقط، أبحث عن الأدوار التي تسلط الضوء على مهارتي كممثلة”. تحبّذ المنافسة الفنية لأنّها تحث الفنان على تطوير أدائه والسعي إلى الأفضل، وقد تابعت حديثها قائلاً: “أكره الفشل وأحب المنافسة الشريفة لذلك أتابع بنهمٍ الأعمال المطروحة على الساحة”.
وعن الشهرة تقول تارا: “يصعب أن تبقي حياتك الشخصية ملكاً لك، إلا أنني أحرص دائماً على إبقاء عائلتي بعيداً عن الأضواء”. تحرص تارا أيضاً على أسلوب حياةٍ شبيه بأي فتاة عادية، فهي كغيرها من النساء تحلم بالأمومة وتتمنى أن تنجب يوماً ما؛ وتخصص بعضاً من وقتها لتحافظ على رشاقتها باتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام مع الحفاظ على النوم لساعات كافية.
ولتارا علاقة جيدة بمواقع التواصل الاجتماعي وهي تقول: “نعيش في عصر مواقع التواصل الاجتماعي. حين بدأت بالتمثيل، لم تكن هذه المنصات منتشرة، لكن الأمور اليوم مختلفة، فمنصّة انستقرام ساعدتني كثيراً. أستعملها لأشارك الجمهور أعمالي ولأسلط الضوء على الأمور التي أرغب أن يعرفها عني”.
شاركت تارا بمسلسل “ونحب تاني ليه” الذي يُعرض حالياً ضمن السباق الرمضاني وهو من بطولة ياسمين عبد العزيز ومن إخراج مصطفى فكري وتؤدي فيه دور صديقة ياسمين، الصديقة التي لا يمكن أن يُرفض لها طلبٌ أو يقال لها كلمة “كلا”. ولكن انتشار وباء كورونا كالنار في الهشيم في العالم أجمع قيّد الجميع، فهي تقول: “حرصت خلال التصوير على اتباع كل الإرشادات الوقائية، وأحضّر طعامي بنفسي، وكنت أصفف شعري وأضع مكياجي حرصاً مني على عدم الاختلاط كثيراً مع طاقم العمل وحفاظاً على سلامتي وسلامتهم.
وقبل أن تختم اللقاء لتعود إلى موقع التصوير حرصت تارا أن تقدّم نصيحتها إلى كل امرأة عربية فتوجّهت لها قائلةً: “أحبّي نفسك وثقي بقدراتك ولا تعتمدي على غيرك”، وخاطبت نفسها قائلة: “أحلم بالتثميل في هوليوود إلا أنني أدرك أنه لا يمكن الحصول على كل ما نريده بشكلٍ سهلٍ ومريح، لذلك عليّ أن أتسلّح بالصبر وأن لا أستسلم لليأس وأن أحافظ على صحتي النفسية والجسدية والعمل بشكل جدّي لأحقق كل ما أتمناه”.
نشر للمرة الأولى على صفحات عدد مايو 2020 من ڤوغ العربية.