Diyali Sen Bhalla
لطالما كان القفطان رمزاً للتميّز وأسلوب الحياة البوهيمي، فخلال السنوات أصبحت كلمة قفطان تطلق على الثياب الواسعة و السترات الفضفاضة، كما تستخدم كذلك لوصف تصاميماً متعددة للأزياء التراثيّة في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا، كالعباية، و الجلابية و البرنوص على سبيل المثال. والقفطان الحقيقي هو ثوب طويل بقصّة ضيّقة، و أكمام طويلة، سواء بفتحة رقبة عميقة أو مفتوح على طول خط المقدّمة، كما أنه يزيّن أحياناً بأزرار أماميّة. أما الزي الواسع الذي يسمّى قفطان بالعادة فهو في الواقع أقرب للعباية.
القفطان كلمة فارسية الأصل، بينما يعتقد أن تصميم الزي نشأ في بلاد ما بين النهرين. وقد ارتدى سلاطين الدولة العثمانيّة ما بين القرن 14 و القرن 18 قفطانات مطرّزة بسخاء، كما كانت تُعطى كمكافآت لكبار الشخصيات، ويمكن أن تصنع القفطانات من خامات متعددة، كالحرير، و الصوف، و القطن وغالباً ما تحاط بحزام عريض. ويمكن للرجال و النساء ارتداء القفطان في منطقة الهضبة الإيرانية، شمال أفريقيا وحتى غربها، كما يلبس القفطان في الأجواء الحارة حيث يساهم تصميمه الواسع في تهوية الجسم وخفض درجة حرارته، على الرغم من أن الروس يرتدون زياً مشابهاً من الفرو.
Diyali Sen Bhalla
في أوروبا وأمريكا الشمالية كان ظهور القفطانات الأصلية نادراً إلا في إطلالات قليلة للرحّالة الذين أحضروها معهم من الرحلات الاستكشافيّة التي بدأت كجزء من بدعة الاستشراق و دخول الأسلوب التركي في القرن التاسع عشر، ولم يظهر هذا الستايل ضمن صيحات الموضة إلا في الخمسينيات و أوائل الستينيات، عندما استخدمه أشهر مصممي الكوتور الفرنسيين مثل كريستيان ديور و بالنسياغا، كتصميم لفساتين السهرات الواسعة، أو ثوب مفتوح فوق بنطال بلون مطابق، وفي عام 1966، وصفت مجلّة ڤوغ القفطان كقطعة أساسيّة في خزانة الأشخاص كثيرو الترحال أو “الأشخاص الجذابين” ضمن مجموعة استعرضت بعض الأزياء التراثيّة المستوردة و التحويل الغربية لها. “هذه هي أكثر الصيحات جاذبيّة: بأسلوب حرم السلاطين المتراخي، وبتصميم تنبع منه الراحة، جاء هذا الثوب الكلاسيكي من الشرق الأدنى، وأصبح فجأة مصدر إلهام لكل مصمم أزياء واكتشافاً لكل سيدة تبحث عن الجمال…”
Diyali Sen Bhalla
وقد دخل القفطان بقوّة في عالم الموضة في العقد المقبل، ليظهر بتصاميم مطرّزة، أو بسيطة وناعمة، كما شاهدنا ضمن تصاميم هالستون في السبعينيات. ارتدت السيدات القفطانات الواسعة أثناء استقبال الضيوف في المنزل، بينما جلبت تصاميماً تقليدية منها إلى الولايات المتحدة وأوروبا، من شمال أفريقيا وأفغانستان. وتعزى شعبية القفطان الواسعة في السوق الأمريكية، وانتشاره في الأسواق الفاخرة، وحتى أسواق السلع الرخيصة إلى تصميمه الأنيق والمريح بالإضافة لسهولة ارتدائه. وغاب القفطان عن منصات عروض الأزياء منذ منتصف السبعينيات وحتى العقد الماضي وأصبح مرتبطاً بملابس المنتجعات والمصايف، وتم تعديل طوله للقصير، فقدّم توم فورد تصميماً مثيراً مستوحى من القفطان لمجموعة غوتشي لربيع 1996، بينما سعى المصممون لإضافة لمسة شرقيّة لملابس الستينات اكتشفوا معها جمال ومرونة هذا الزي من جديد، فشاهدنا مصممين مثل تيمبرلي، وماثيو ويليامسون، يجددون فخامة القفطان البوهيمية باستمرار، وغيرهم ممن أحضروا القفطان لإطلالات السجادة الحمراء بتصاميم مطرّزة مثل: إيلي صعب و نعيم خان. يمكّن التصميم الفني البارز للقفطان كل مصمم من أن يضيف له لمسته الخاصّة، مع المحافظة على عامل الراحة والمرونة فيه، مع عامل الحشمة الذي يجذب إليه السيدات من جميع أنحاء العالم.
