قبل أن تتهادى على منصات عروض أسبوع الموضة في باريس، لم تكن راوية المدكوري تخطط للعمل في مجال الأزياء. ولم تكن تدرك بأن حياتها، بعد اكتشافها لدى زيارتها لأحد مراكز التسوّق في المغرب حين كانت في الـ14 من عمرها، توشك أن تشهد تحولاً كبيراً. وعلى الرغم مما كشفته من اعتيادها رسم اسكتشات الأزياء من أجل المتعة، لم تتخيل قط أنها يوماً ما سترتدي الأزياء الجاهزة التي أبدعها بعض من ألمع المصممين في عصرنا. وتعود هذه الشابة البالغة من العمر عشرين عاماً إلى الوراء لتتذكر أول مرة عملت فيها كعارضة عندما ظهرت في صور مقالة تحريرية لمجلة فرنسية، وتعترف لموقعنا ar.vogue.me بأنها “شعرت بالرعب وكانت عصبية لأنها وجدت العارضات هناك محترفات للغاية، في حين لم تكن قد وقفت من قبل أمام عدسات المصورين”. ولكنها تمكنت من أن تجعل الجمهور –كان من بينهم مشاهير منسقي الأزياء في هذه الصناعة، والمصورون، ومديرو اختيار العارضات– يرغب في مشاهدة المزيد من صورها.
وواصلت العارضةُ الإيطالية ذات الأصول المغربية شقَ طريقها لتشارك في عروض علامات مثل شانيل، وكوشيه، وجاكيموس، وعلاوة على ذلك ظهرت صورها في كبرى الإصدارات الصحفية، وشاركت في الحملات الدعائية لعلامات مثل كلوي. وفي خطواتها القادمة، تتطلع العارضة إلى غزو عروض ڤيرساتشي، وتعلل ذلك قائلةً: “إن عروضها تبث طاقة قوية حقاً في كل مرة”.
وحالياً تدرس راوية، التي انضمت إلى وكالة إيليت، في السنة الثانية في الجامعة. وبسؤالها عن وسيلتها لتحقيق التوازن بين دراستها وعملها كعارضة، أجابت: “سأصدق القول، أحياناً يكون الأمر مرهقاً”. وتكشف أن أهم شيء بالنسبة لها أن تجد وقتاً لنفسها، حتى وإن كان لبضع دقائق فحسب. تقول: “أحب الجلوس في المقهى، أو القراءة، أو الذهاب إلى الحديقة، أو الرسم. والمهم الاسترخاء. فنحن نستهين حقاً بأهمية صحة أذهاننا”.
وفضلاً عما تتمتع به من شخصية دافئة وجذابة، فقد منحتها العوامل الوراثية ملامحَ رائعة صنعت منها عارضة متفردة. ولا شك أن جمال بشرتها البرونزية طوال العام، وحاجبيها الجريئين، وخصلات شعرها المموجة البنية تعود كلها إلى جذورها المغربية، والتي تقر العارضة بأنها فخورة بها للغاية. وتضيف راوية، التي تزور المغرب مرة واحدة على الأقل سنوياً: “أعشق بلدي وثقافته، وتاريخه، وشعبه. وسعيدة لأن والدي قام بتعريفنا بثقافتنا أنا وشقيقاتي خلال نشأتنا”.
وتمارس راوية روتيناً جمالياً يومياً تعلمته أيضاً من جذورها الشمال إفريقية. “تشتهر المغرب بطقوس جمالية تقليدية. وأحب وضع زيت الأركان على بشرتي. وأستخدم الصابون الأسود أيضاً، فهو مفيد جداً للبشرة، ويجعلها في غاية النعومة. وأحياناً، أصنع أقنعة لوجهي من الأعشاب بمكونات طبيعية أجمعها من حديقة جدتي”.
وفيما يتعلق بشعرها الفاتن الغزير ذي الخصلات المموجة، تكشف راوية عن روتينها الجمالي قائلةً: “اكتشفت زيت مورينغا السحري، والمستخلص على البارد من علامة ريتشوال أويلز، وأستخدمه لتغذية شعري المجعّد. كما أن رائحته رائعة. لكن بالنسبة لي، وجدتُ أن أفضل شيء لشعري هو أن أقلل من معالجته بالحرارة، وأدعه على طبيعته”. وهي تحرص أيضاً على عدم تمشيط شعرها وهو مبلل وتدليك خصلاته بالبلسم بدءاً من الأطراف، لإضفاء شكل على تموجاته”.
وإلى جانب ملامحها التي تحسد عليها وحضورها الطاغي على منصات العروض، تتمتع العارضة الشابة بشخصية إنسانية صميمة. وتتمنى أن تستغل يوماً ما عملها كعارضة في مساعدة الفقراء، عبر مختلف المنظمات الخيرية. ولكن “الزمن وحده هو ما سيخبرنا” بمدى صدق كلمات هذه العارضة الناجحة.
والآن اقرؤوا: هل تبحثين عن العباية المثالية؟ إليكِ المتاجر التي تعرضها في الشرق الأوسط