كرَّم مجلس الأزياء البريطاني مساء أمس المصممَ التونسي الراحل عز الدين عليّة خلال حفل توزيع جوائز الموضة لعام 2017 الذي أقامه المجلس بقاعة ألبرت الملكية في لندن. وبعد الإعلان عن هذا التكريم، تسلّم الجائزة نيابةً عن المصمم صديقاته المقربات والداعمات اللواتي كان يعتزّ بهن وزميلاته الوفيّات في هذا المجال، وهن: العارضة ناعومي كامبل التي كان يعتبرها مثل ابنته، وملهمته خلال الثمانينيات الجميلة ليندا سبيرينغز، وكذلك صديقته منذ زمن طويل ونجمة غلاف ڤوغ العربية الأنيقةُ فريدة خلفة، واللواتي سارعن بالتوجه نحو المنصة لتلقي جائزة الراحل الكبير وسط تصفيق حار من الجمهور الذين كان من بينهم ڤيرونيكا ويب، وستيفاني سيمور، وياسمين لي بون، وأيضاً نجمة غلاف ڤوغ العربية الجميلة إيمان همّام، وأخريات.
ولم يتوقف الحضور عن التصفيق، وكان من بينهم ريتا أورا، ونجمة غلاف ڤوغ العربية الأنيقة جوردان دان، وكايا جيربر، ودوناتيلا ڤيرساتشي، ولويس هاملتون. وفي كلمتها المؤثرة عنه، صرحت كامبل (التي كانت ترتدي من مجموعة الأزياء الراقية لخريف 2017 التي أبدعها الراحل) قائلة: ’’بخلاف عمله كمصمم، فمنذ اليوم التالي للقائي به، أصبح بمثابة والدي‘‘.
وأضافت كامبل: ’’لقد كان أكرم وأعطف وأرق إنسان التقيته في حياتي وأكثرهم تواضعاً على الإطلاق، وكان كذلك يتمتع بحس فكاهي يظهر من نظرة عينيه، ولقد ملأ حياتي -بل وحياة النساء اللواتي سرنّ على منصة عروض أزيائه، بل وكل حضور هذه القاعة ممن التقوه- بخفّة الظل والمرح‘‘. وأردفت: ’’انتقلت للعيش في بيته في سن السادسة عشرة، وكان مَن فتّح عيني على العالم: على المصممين، وعلى الفن والتصميم والعمارة، وكذلك على الثقافة الفرنسية والتونسية. لكم كنت محظوظة بأن كان لي والد يدخلني هذه العوالم المختلفة!‘‘.
موضوع متصل: استعراض ڤوغ العربية لآخر عرض للأزياء الراقية للمصمم عز الدين عليّة
والجدير بالذكر أنه منذ انطلاق جوائز الموضة التي يقدمها مجلس الأزياء البريطاني منذ عام 1989 لم يتم تكريم سوى اسمين فقط من الراحلين. وقد منح المجلسُ إلى المصمم لي ألكسندر مكوين، الذي كان قد حصل على جائزة الموضة لأربع مرات خلال حياته، جائزةَ الإنجاز المتميز في تصميم الأزياء لعام 2010 بعد رحيله في بداية نفس السنة. وأحيا المجلس ذكرى جين موير وإيزابيلا بلو خلال الحفل، إلا أنه خصص السهرة للاحتفال بالأعمال المبدعة لعز الدين عليّة.
ولم يكن ثمة أفضل من هؤلاء النساء اللامعات لتمثيل المصمم التونسي الذي أخذ على عاتقه الارتقاء بالأزياء الراقية وإلقاء الضوء على المواهب التي أنبتتها منطقتا شمال إفريقيا والشرق الأوسط. فقد عاشت كامبل مع عليّة عندما انتقلت للإقامة في باريس للمرة الأولى وهي في السادسة عشرة من عمرها في بداية عملها كعارضة، وتمتع الاثنان بعلاقة وطيدة مثل التي تربط بين أي أب وابنته، وتبادلا دائماً الدعم في قضياهما، كما احتفى كل منهما بمواهب وإنجازات الآخر: سواء كانت على السجادة الحمراء، أم في اللقاءات الحوارية، أم بهدوء خلال حياتهما.
أما فريدة خلفة، التي عملت مع المصمم الراحل في مشغله وكانت ملهمة أساسية له (يتبادر إلى أذهاننا فوراً مجموعة الصور التي التقطها لهما جان بول غود)، فقد كانت من بين العارضات السوبر اللواتي تواجدن على المنصة لتسلّم جائزة المصمم الراحل. وكانت نجمة غلاف عدد أكتوبر من ڤوغ العربية قد أتاحت لنا إلقاء نظرة على ما سترتديه خلال حفل جوائز الموضة البريطانية على حسابها على انستقرام، ولم يثر دهشتنا طبعاً أن تختار إطلالتها من إبداعات عليّة.
وتتوافر إبداعات عليّة على نطاق واسع في المتاجر الراقية بالعاصمة اللندنية، بما في ذلك دوفر ستريت ماركت، وهارڤي نيكلز. وكان من المقر أن يفتتح المصممُ الراحل متجره الرئيسي في المبنى رقم 139 بشارع نيو بوند ستريت سنة 2018، وهو ما كان سيشكل دليلاً على ثقته تجاه إجراء مزيد من التوسعات لأعماله. وفي هذا الصدد، نشر موقع أخبار الموضة WWD في مايو 2017 أن متجرَ عليّة المؤلف من ثلاثة طوابق يمتد على مساحة 6000 متر مربع ويبلغ سعر المتر المربع الواحد 1924 دولاراً أمريكياً. وهذا المتجر الذي يقع في منطقة تضم متاجر المصممين المعاصرين، كان سيشكل ثالث متجر يتم افتتاحه للعلامة إلى جانب متجريها الآخرين في باريس. ولم تحدد شركة كومباني فينونسيير ريشمون التي تمتلك دار الأزياء بعد موعد الافتتاح الرسمي لهذا المتجر منذ إعلان خبر وفاة المصمم.
وقبل وفاة عليّة بفترة قصيرة، كانت منسّقة التحرير في ڤوغ العربية، كاتيرينا مِنت، قد أمضت أياماً بصحبة المصمم الكبير في بيته ومشغله الكائن بشارع 7 دي موسي في باريس، ما أتاح لها أن تأخذ فكرة صادقة ولم يسبقها إليها أحد عن أسلوب معيشة الراحل، وعمله، ونهجه الحياتي في عالم الأزياء الذي يتسم بسرعته وتقلباته. وهنا تتذكر مِنت المناسبة التي حملت فيها غريس جونز المصممَ التونسي المولد بين ذراعيها خلال حفل لتوزيع الجوائز. ’’كان يتمتع بروح عابثة مرحه فجعل المغنية الجامايكية تحمله بين ذراعيها على المنصة ليحصد جائزتيه كأحسن مصمم وأحسن مجموعة أزياء لهذا العام خلال حفل توزيع أوسكار الموضة الذي أقامته وزارة الثقافة الفرنسية عام 1984‘‘.
وقد ظهر تقدير النساء اللواتي عملن مع عليّة له بجلاء خلال حفل جوائز الموضة الذي أقامه مجلس الأزياء البريطاني للاحتفاء بواحد من أعظم مصممي الأزياء في العالم وصديق رائع لأيقونات الموضة وأكثرهن شهرةً. شاهدوا القائمة الكاملة للفائزين بجوائز الموضة لعام 2017.
من لندن مع حبي.
لا تفوتوا قراءة: آخر حوار أجريناه مع أعظم مصمم للأزياء عرفه العالم العربي