بصوته الهادئ المميّز، يستهل توم براون حديثه عن مصر قائلاً: “إنها تتمتع بطبيعة ساحرة، وجميلة، وشاعرية”. ويضيف: “إنها تذكرني بفيلم ديڤيد لين”، مشيراً إلى المخرج البريطاني الذي أخرج فيلميّ “لورنس العرب” و”دكتور زيڤاغو”. ويمضي براون في حديثه عن أرض الفراعنة، هذا البلد الذي يدعوه محبوه من الأجانب الذين عرفوه عن قُرب باسم “مصر” وليس “إيجيبت”. بيد أن براون لم يزر بعد أرض الفراعنة، ولكن انطباعاته الخيالية عن طبيعتها الصحراوية -التي يصفها بـ”الهادئة والغامضة”– كانت كافية لإلهامه هذه الصور المثيرة لبطلته التي تقف وسط رياح عاصفة.
نُشر للمرة الأولى على صفحات عدد مايو 2019 من ڤوغ العربية.
وكثيراً ما عَبّر براون، الذي يُعرَف بتفصيله المتقن وبذلاته الجامحة (يرتدي زيّاً واحداً عبارة عن بذلة غريبة من ثلاث قطع، ببنطلون مقصوص فوق الركبة)، عن رغبته في الانتقال إلى عوالم أخرى. ويصنع هذا المصمم، الذي وُلِدَ في مدينة ألينتاون بولاية بنسلفانيا، الأزياء بهدف إبداع حسّ أمريكي كلاسيكي يحمل لمسة سحرية. وقد ولج عالم التصميم أول مرة عندما درس النسب والأشكال. ورغم أن رسوماته تعتمد على المنهج الفكري، فقد أبصرت النور في النهاية عبر مجموعاته التي بدأ تقديمها في عروض مشحونة بصرياً ومفعمة بالحيوية، والتي بدت مثل لقطات متحركة من فيلم “متروبوليس” أو فيلم “الموت في البندقية”، اللذين يشير إليهما دائماً لما يحفلان به من مؤثرات بصرية قوية.
وكان براون قد أطلق علامته التي تحمل اسمه منذ نحو 20 عاماً بتصميم خمس بذلات عرضها في متجر صغير بحي ويست ڤيلج، في نيويورك، والذي لا يستقبل عملائه من الرجال سوى بموعد مسبق. وخلال عامين، توسع نشاطه التجاري فقدم خطاً كاملاً من الأزياء الجاهزة والإكسسوارات للرجال. وفي عام 2011، بدأ التصميم للنساء. وتوم براون فائزٌ بجائزة مجلس الأزياء الراقية التابع لمعهد الأزياء للتكنولوجيا وحاصلٌ عدة مرات كذلك على لقب أفضل مصمم للأزياء الرجالية الذي يمنحه مجلس مصممي الموضة في أمريكا. واليوم، تتوافر أزياؤه في 40 دولة، وفي 31 متجراً رئيسياً له، وكذلك عبر أكثر من 300 متجر متعدد العلامات والأقسام. وقد اعترف بأعماله متحفُ ڤيكتوريا وألبرت في لندن، ومتحفُ الموضة بمدينة أنتويرب البلجيكية، ومتحفُ الفن الحديث بمدينة نيويورك التي يقيم بها، وأيضاً معهدُ الأزياء بمتحف متروبوليتان للفنون.
وقد سار براون مجدداً في قاعات متحف المتروبوليتان هذا الشهر ليشارك في حفل الميت غالا – أضخم تظاهرة سنوية للأزياء التعبيرية. وبعد موضوع الحفل في العام الماضي الذي رفع شعار “أجرام سماويّة: الأزياء والمخيّلة الكاثوليكيّة”، حمل موضوع حفل هذا العام العنوان “كامب: ملاحظات حول الموضة”، وقدم عرضاً استكشف امتزاج الفن الرفيع بالثقافة الشعبية، وأشرف عليه القيّم أندرو بولتون. وقد علق براون قائلاً: “أحب رؤية تفسير الناس لأفكار أندرو”، ما يشير إلى أنه يشعر بنفس متعة جمهور الموضة بنفس قدر استمتاعه كواحد من أهم المغردين خارج السرب.
والآن اقرؤوا: انشروا الخبر: مجموعة لوي ڤويتون كروز حطّت رحالَها في نيويورك