“كنت بجانبه في جلسة القياس الأولى، وكنا نعاين طول الفساتين لنتأكد من تمكن الحضور من رؤية كاحلي وأقدام الراقصات. يعمل السيد عليّة بعزم شديد، وما أثر فيّ بالقعل هو رؤيته وهو يقص الثياب أمام مرآة طويلة وعملاقة إلى جانب مكتبه، وعندما يقص يقوم بذلك بكل دقة ليخطف أنفاس من يرى. عز الدين عليّة فنان حيوي”. هذا ما قاله جوناه بوكير مصمم عرض الباليه الراقص شهرزاد.
بتكليف من الباليه الملكي من فلاندرز، وبدعوة من مديره الفني سيدي العربي الشرقاوي، يقام عرض “شهرزاد” مع جوناه بوكير كمصمم للرقصة و أزياء مقدّمة من المصمم عز الدين عليّة كما وضّح بوكير لـڤوغ العربية: “هي إعادة إنتاج عرض الباليه الروسي لديغليف الذي قدّم في 1910.”
بعدسة فيليب فان روي، حقوق الصورة للباليه الملكي في فلاندرز
وعن المشاركة الكريمة من المصمم عز الدين عليّة يقول بوكير،” كنت على معرفة بأعماله، إنه و بلا أي شك المصمم المفضل لدي، فأبي تونسي مثله، ويجمعنا بعض الأصدقاء المشتركين، مثل روبيرت ويلسون، وبطبيعة الحال، يوجد إعجاب طبيعي هنا”
يقول بوكير في وصف اجتماعه الأول مع السيّد عليّة “هناك اكتشفت مدى الخصوصيّة التي يعمل بها السيّد عليّة” و يضيف معلّقاً على الأجواء الأسريّة التي انتشرت داخل جدران مشغل عليّة ” لقد كان لطيفاً، ويتعامل بدفء، وكانت كلماته واضحة جداً على الرغم من قلّتها.”
“شهرزاد” هو عرض باليه شرقي، مستوحى من قصص الأساطير الشعبيّة “ألف ليلة وليلة”، ومن المقرر أن تقام على أنغام موسيقى شرقية لـنيكولاي ريمسكي كورساكوف، وقد حاول جوناه أن يظهر الطبيعة الخالدة لأساطير ألف ليلة وليلة التي ألهمت العرض، “ظهر مفهوم الحلقات أو التكرار” قال بوكير واصفاً، “وفكرت في استكشاف مفهوم الخلود في ذلك الجزء من العالم” وظهر مع الكاتب المغربي مفهوم النار المشتعلة ذات اللون المتدرج وهنا ولدت فكرة الشعلة.
صمم السيّد عليّة 34 زيّا لـ 14 راقصة، وسافرن جميعهن إلى باريس لجلسات القياس داخل الدار، “ضمّت أول مجموعة من الفساتين تصاميماً دراميّة جميلة” وجاءت الفساتين بدون أكمام و بطول يصل للكاحل، كما صنعت من خامات لماعة وصفها بوكير بأنها “مبهرة” تحت أضواء المسرح، وأصرّ على أن تصاميم عليّة تتوهّج كالمروحة، لتعزز حركات الراقصات.
“كانت خفّة الفساتين هي ما فاجأني، كنت أعتقد أنها ستكون ثقيلة كالقطيفة السوداء، ولكنها كانت أخف وزنا من القطن” وأضاف متسائلاً، “كيف يتمكن من إضافة هذا التأثير!”
بعدسة فيليب فان روي، حقوق الصورة للباليه الملكي في فلاندرز
حاز العرض الافتتاحي لعرض الباليه على نجاح مبهر، ويعد نجاحاً على المستوى الشخصي لبوكير، “يغيب الشرق أوسطيين بشكل واضح عن عالم الرقص الغربي، وبالتحديد عن مسارح الباليه، “ومع ذلك كان بوكير أول راقص منحدر من أصول عربيّة في تاريخ الراقصين في شركة ميرسي كانينغهام. وقد قال بوكير أن هذا الغياب يشكل فجوة في عالم الرقص، تتّضح بشكل أكبر في مجال تصميم الرقص.
ويعد عرض شهرزاد الذي قدّمه بوكير اليوم بالتعاون مع أبرز المواهب في العالم العربي، ثورةً على المستوى العربي والعالمي كذلك.
يقدّم عرض شهرزاد من الباليه الملكي في فلاندرز مع الأوركسترا الملكيّة لفلاندرز حتى الثاني من شهر ديسمبر 2016 ، في كل من: جينت، هاسيلت وآنتويرب وأمستردام.
operaballet.be +32 (0) 70 22 02 02
شاهدوا مجموعة عز الدين علية لربيع 2017 هنا
